لعل من حسن الطالع ان يكون الادب حليف العلم والعكس صحيح وعندما تكونان ميزة لاتفارق صاحبها قولا وعملا وعندما يترتب على ذلك القاء المسؤولية على عاتق ذي العقل المستنير فيعمل على ان يكون دينه عكس الصورة الجميلة عن ذاته طالباً للعمل والعمل وعن اسرته ومجتمعه. وأذكر في هذا الطالع شابا رأيت فيه من سمات الخير مابرز فيه ادبه الجم كأحد ابنائي في التربية والتعليم حين كان مثال السلوك الحسن في تعامله الاسري والعملي داخل مدرسته، وما نقله الي المعلمون وعلى رأسهم مدير مدرسته إنه الطالب محمد بن سلطان الايداء. ولعل ذكره الحسن هو ماجعلني اسطر هذه الكلمات له طالبا واعياً وداعية لحب الخير ودماثة لخلق إذ كان ليس ببعيد عن سيرة ابيه وماحمله في داخله من عزم الرجل الصابر المحتسب لرحيل ابنه في حادث اليم خيم بالحزن على اسرته وبعزم الصابرين الذين رسموا الحب في قلوب الناس ومعلميهم وكل ذرة ادب جعلت كل عين في حقل تبكي فراق هذا الناشئ في مرضاة الله حين كان هدفه من المجيء الى مدينة تبوك هو زيارة امه المريضة وحين اجتمع رضاء الله سبحانه وتعالى عليه من اجل امه لهو من اطيب الثمار حين يزف الوالدان ابنهما إلى جنة الخلد في وقت استعصى فيه رضا البنين وغلبت على الابناء قطيعة ابائهم وعقوقهم حين اصبح الابن ينهر امه واباه ويدني غيرهم على محبة والديه. وعندما كان محمد اجتماعيا في مدرسته ولطفه مع زملائه واحترامه لمعلميه في ادارة مجالات النشاط الطلابي الاجتماعي وبروزه في مجال الخدمة الاجتماعية يبحث عن التواضع حتى في اختيار مجاله مساهما في اظهار مدرسته في مصاف مدارس المحافظة بحثاً عن التنويع والتجديد لاجل الابداع. رحم الله الابن محمد والطالب محمد والرجل محمد حين عاش محمود السيرة ومات في نعمة رضا والديه, يضرب مثل الاثارة بين اقرانه فما اجمله رمزاً للوفاء بين زملائه والارتقاء بالعمل الجديد بينهم . عزاؤنا انه كان رمزاً للمحبة ورمزاً للعطاء طالباً واعياً لمحيط اسرته وواجباتها ولميحط مجتمعه حين سخر ثقافته الاجتماعية في خدمة مجتمعه يبحث عن ايسر السبل لتحقيق غاية الخير والحب والجمال. محمد بن عبدالله اللحيدان