ما إن سمع الاستاذ احمد حسين شرف الدين عضو مجمع اللغة العربية بنبأ وفاة صديقه وزميله الفريق يحيى عبدالله المعلمي حتى ارتجل الأبيات التالية في رثاء الفقيد: ايا موت مازالت سهامك في الورى تروح وتغدوا صائدات لأكبد وها هي تَدمِي كلَّ عينٍ ومهجةٍ بمصرع (يحيى) النابِهِ المتَغرّدِ قضى عمره في السعي للمجد والعُلَى بعزمٍ له ماضٍ كحدّ المُهَنَّد ثلاثون عاماً خاليات صَحبتهُ فألفيتهُ رمزَ النَّقَا والتودُّد يضارع في النادي فصاحة (جرولٍ) ويحمل في الهجا شجاعة (مَعبَد) (1) تغمده الله الكريم برحمةٍ وأورده الفردوس ياخير مَورِدِ وما هذه الدنيا سوى مسرحيةٍّ نتابعها في مشهدٍ بعد مشهد وكل الذي فيها خلا الله باطلٌ سيذهبُ أدراجَ الرياح بفَدفَدِ وليس السعيد الحق إلاَّ من اتقى وسار على نهج النبي (محمد) ويا أُسرة الماضي الفقيد تدرعوا بصبرٍ فإن الصبر أحسنُ مَقصَد (1) المراد به: معبد بن زرارة الفارس الجاهلي، المكنى بأبي القعقاع