الخلط العجيب الحاصل في بعض صفحات الشعر الشعبي بين الفصيح والعامي أمر محير فعلا. فالتخصص أمر مطلوب ودعوى شمولية الأدب لا تجيز للعاجز أن ينشر الغث من الأدب الفصيح في صفحة تهتم بالابداع الشعبي أو هكذا يقال. والغث الذي أعنيه هو ما يختاره المحرر عن غير دراية، لأن الأدب الفصيح أكبر من أن يعبث به محرر شعبي بدعوى شمولية الأدب, ولا أرى مسوغا لهذا الخلط إلا أن يكون ذلك المحرر جاهلا بالأدب الشعبي ويريد بذلك مداراة عجزه,, لكن لو تصدى لتصرفاته تلك أحد نقاد الفصحى لظهر على حقيقته وربما عاد إلى صوابه وعرف ان فاقد الشيء لا يعطيه وان حاول الظهور بمظهر المثقف الواعي متعدد المواهب,, والزمن كفيل بإظهار كل الخفايا.