صرح ايرلاند رونيز المتحدث باسم البحرية النرويجية بان فريق الغواصين النرويجي الذي نزل إلى الغواصة النووية الروسية المنكوبة كورسك يعمل في ظروف جيدة مع بلوغ الرؤية 15 متراً وحالة التيارات البحرية بطيئة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية د,ب,أ عن رويترز قوله ان اجمالي 12 غواصاً قد نزلوا في جرس غطس أمس إلى كورسك. وقال: إن الهدف من العملية بيزال انقاذ أرواح البحارة ال 118 على متن الغواصة. من ناحية أخرى ذكرت شبكة سي,ان,ان الأمريكية ظهر أمس ان المسح الذي قام به الغواصون النرويجيون للغواصة كورسك الغارقة في قاع بحر بارينتس اظهر ان ستة أقسام من الغواصة قد غصت بالمياه. وأشارت الشبكة إلى أن الغواصين النرويجيين الذين وصلوا إلى موقع الغواصة الغارقة التقطوا صوراً لاجزاء الغواصة بواسطة كاميرا فيديو وبعثوا بالصور إلى فوق سطح الماء. ومن جانبه قال راديو فرنسا الدولي أمس ان الغواصة الروسية قد تحولت إلى نعش لبحارتها المائة وثمانية عشر. وأضاف ان الغطاسين النرويجيين يحاولون حالياً معرفة ما اذا كان بالامكان القيام بعملية التحام غواصة الانقاذ البريطانية بالغواصة الغارقة إلا أن صوراً التقطتها احدى الكاميرات التي تعمل تحت الماء أكدت ان المنفذ الوحيد الذي يمكن من خلاله اجلاء البحارة قد أصيب بتلفيات كبيرة. وكان فريق الانقاذ النرويجي قد اكتشف تضرر كوة الانقاذ في الغواصة الغارقة كورسك الراقدة في قاع بحر بارينتس الأمر الذي سيعطل محاولة الدخول إلى الغواصة التي يعتقد الآن انها أصبحت مقبرة جماعية لطاقمها من البحارة وعددهم 118 بحاراً. وقال تلفزيون آر,تي,آر, الروسي الرسمي من على ظهر طراد في بحر بارينتس ان آلة تصوير نرويجية تعمل بالتحكم عن بُعد اكتشفت تضرر كوة الانقاذ. وقال اركادي مامونتوف مراسل التلفزيون في تقريره قبل ساعة تفقدت آلة التصوير منطقة كوة الانقاذ وأكدت صحة تقارير فرق الانقاذ الروسية التي فشلت بعد كل هذا الوقت في الالتحام نظراً لتضرر منطقة الكوة,, هناك تشققات . وذكر ان الغواصين سيهبطون إلى الغواصة الغارقة ليقرروا الخطوة التالية, واضاف قوله: الأمل الآن معقود على فرق الانقاذ البريطانية والنرويجية . وغرقت الغواصة كورسك يوم 12 اغسطس/ آب ولم يتحدد بعد سبب الحادث وما اذا كان تصادماً أم انفجاراً. وفي وقت سابق ذكر التلفزيون الروسي انه قد تجري محاولة لاستخدام غواصة الانقاذ البريطانية الصغيرة ال,آر5 الموجودة في السفينة الأم نورماند بايونير على بُعد نحو عشرة كيلو مترات من الغواصة كورسك والتحامها مع الغواصة الروسية الغارقة. وقال ان الخيار الآخر الذي يبدو أكثر ترجيحاً الآن هو الاعتماد على الغواصين النرويجيين وحدهم. ويتعلق بالجهود الدولية آخر أمل لانقاذ أي ناجين بين البحارة الروس منذ ما تردد عن حدوث انفجار في مقدمة الغواصة الروسية العاملة بالطاقة النووية وهبوطها 108 أمتار لترقد في قاع البحر. وقالت البحرية الروسية إنها تعتقد ان الضغط المتوالد من هبوط الغواصة بسرعة أدى إلى اطلاق الطوربيدات مسبباً انفجاراً لاحقاً هائلاً. وأعلن ميخائيل موتساك رئيس هيئة الأركان بالاسطول الشمالي الروسي أمس الأول خلال بيان تلفزيوني انه يخشى مقتل اغلبية البحارة. وقال موتساك لتلفزيون آر,تي,آر: بقدر ما هو صعب إلا أن علينا القول بأن أسوأ توقعاتنا قد تحققت . من ناحيته قال اليا كليبانوف نائب رئيس الوزراء الروسي الذي يرأس لجنة التحقيق الحكومية في الحادث أمس الأول: هناك أمل لوجود ناجين في منطقة الذيل لكن هذا مجرد افتراض نظري . واستقبل الروس النبأ بحزن مشوب بالغضب من الأسلوب الذي تعاملت به السلطات مع الأزمة. وقالت انا كورنيتسوفا وهي من سكان ميناء سفيرمورسك في شمال روسيا الذي تتخذه الغواصة كورسك قاعدة لها: بكيت حين سمعت النبأ, تشبثنا بالأمل رغم انه اتضح منذ وقت طويل ان عدد القتلى سيكون كبيراً . وقال البحار الروسي اندريه كونوفالوف: تصورنا ذلك منذ اسبوع . اذ اعلنوه اليوم امس فهذا يعني أنهم عرفوا به منذ أيام, إنهم يعاملونا كأغبياء مرة أخرى . وفي اوسلو اعلنت القوات المسلحة النرويجية ان القادة العسكريين النرويجيين والروس ناقشوا جهود انقاذ الغواصة الغارقة. وقال متحدث لرويترز ان قائد القوات المسلحة في شمال النرويج الأميرال اينار سكورجين ناقش مهمة الانقاذ مع قائد الاسطول الشمالي الروسي الاميرال فياتشيسلاف بوبوف خلال اتصال هاتفي. ولم يكشف المتحدث عما دار في الاتصال. وقال اركادي مامونتوف مراسل تلفزيون آر, تي, آر الروسي الرسمي من على ظهر سفينة روسية في منطقة الحادث الساعة 0400 بتوقيت جرينتش فشلت 15 محاولة روسية للالتحام مع كورسك والأمر الآن في ايدي البريطانيين والنرويجيين, الله معهم . ويسود التشاؤم الشارع الروسي خاصة بعد التصريحات الأخيرة للمسؤولين الروس والمتعلقة بطاقم بحارة الغواصة الروسية المنكوبة كورسك القابعة في قاع بحر بارينتس. وذكر راديو لندن أمس انه على الرغم من ان عمال الانقاذ الأجانب النرويجيين والبريطانيين الذين قدموا إلى بحر بارينتس كانوا يأملون في الحضور إلى موقع الحادث مبكراً وينتقدون السلطات الروسية لتأخرها في دعوتهم إلا أن التصريحات المتشائمة للمسؤولين الروس لا تفت في عضدهم، فعمليات الانقاذ مستمرة رغم أن الدلائل تشير إلى عدم وجود أحياء داخل الغواصة الغارقة. وأضاف التقرير أن التقنية الموجودة داخل كبسولات الانقاذ البريطانية عالية جداً بل وتتطابق مع التقنية الموجودة في كورسك. وأشار إلى أن المحاولات التي جرت من قبل الروس قد فشلت بسبب عدم التحام كبسولات الانقاذ في فتحة النجاة في الغواصة الغارقة لكن البريطانيون يؤكدون انهم سينجحون في الالتحام بفتحة النجاة. وأوضح ان هؤلاء البحارة الموجودين داخل الغواصة تابعون لسلاح البحرية الروسي لكن هناك بعض التلميحات في الصحف الروسية التي تشير إلى وجود أكثر من خمسين ضابطاً برتب عالية ومختلفة ربما يكون بعضهم من جهاز الاستخبارات الروسية. وأوضح ان الرئيس بوتين تعرض لحملة انتقادات شديدة بسبب عدم سفره إلى موقع الحادث وعدم قطع اجازته في منتجعه الصيفي على البحر الأسود أو على الأقل العودة إلى موسكو وكان أول تصريح صدر عن الرئيس بوتين حول الحادث بعد أربعة أيام. وأفاد بأن الروايات التي قيلت حول أسباب الحادث أكثر من رواية لكن رجل الشارع الروسي محبط الآن فيما يتعلق بمصير البحارة الذين ربما يكونون جميعاً قد لقوا حتفهم لذلك فان أسباب غرق الغواصة لم تعد تهم رجل الشارع الروسي. ومن ناحية أخرى توصل الغواصون النرويجيون بعد فحص جسم الغواصة الروسية الغارقة كورسك الى استنتاج بأن الغواصة الصغيرة البريطانية التي وصلت إلى مكان الكارثة لن تتمكن من المشاركة في عملية الانقاذ وذلك لاستحالة تحقيق الالتحام المحكم بينها وبين الغواصة بسبب التشويهات الكبيرة في جسمها وفي الفتحة التي كان الأمل معقوداً على أن تتمكن الغواصة البريطانية من الالتحام بها. وقد طلب الغواصون النرويجيون معدات انقاذ اضافية وتم نقلها إليهم بالطائرة فوراً من النرويج. وأكد الغواصون الأنباء التي اعلنت من قبل عن حدوث اضرار بالغة بجسم الغواصة الروسية الغارقة وان القسمين الأولين في مقدمة الغواصة قد تشوها تماماً وقد قررت اللجنة المشرفة على عمليات الانقاذ مواصلة نشاطها واتاحة الفرصة للغواصين النرويجيين للقيام بمحاولة فتح كوة الغواصة الغارقة. وصرح ايليا كليبانوف نائب رئيس الوزراء الروسي رئيس اللجنة المشرفة على التحقيق في كارثة الغواصة كورسك وعمليات انقاذها بأن الغواصين النرويج سوف ينزلون خلال الساعات القليلة القادمة إلى بوابة هويس الغواصة في منطقة القطاع التاسع منها,, مؤكداً ان بوابة الهويس مشوهة بدرجة لا تسمح للغواصة البريطانية الصغيرة بالبدء في عملية الانقاذ. وقال انه في حالة تمكن الغواصين النرويجيين من فتح الكوة فسيكون بوسعهم معرفة مستوى الضغط داخل الغواصة,, مشيراً إلى أنه في حالة ما اذا كان الضغط في حدود 2/3 ضغط جوي فسيكون هناك أمل في انقاذ من تبقوا على قيد الحياة من البحارة اما في حالة زيادة الضغط على ذلك فلن يكون هناك أحد على قيد الحياة.