تضاءلت احتمالات العثور على بحارة احياء في الغواصة النووية "كورسك" الغارقة في بحر بارنتس. وتوجهت الى موقع الحادث فرقتا اغاثة بريطانية ونروجية فيما وعد الرئيس الاميركي بيل كلينتون بتقديم كل مساعدة تطلبها موسكو. واكد وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان لديه "قرائن" على ان "كورسك" غرقت بعد اصطدامها بقطعة بحرية ليست روسية. وأخفقت حتى الآن جهود الاغاثة ولم يفلح طاقم كبسولة الانقاذ "بيستير" التي أُنزلت الى قاع البحر في ربطها بالغواصة المنكوبة، الا انه تمكن من التقاط فيلم مدته خمس ساعات اوضح ان "كورسك" اصيبت بأعطال خطيرة في اثنين من الاقسام العشرة التي تتألف منها. وذكر وزير الدفاع ان الفيلم "رجّح احتمال الاصطدام" بغواصة او سفينة اخرى، وقال لاحقاً ان لديه "قرائن لا تدحض" على ذلك. ويعني هذا التصريح ان موسكو توجه اتهاماً غير مباشر الى الولاياتالمتحدة التي كانت اعترفت بأن قطعاً بحرية تابعة لها كانت قرب موقع الحادث لمراقبة مناورات للاسطول الروسي. ولكن واشنطن نفت ان يكون اي من سفنها او غواصاتها اصيب بعطل واكدت مجدداً ان اسطولها رصد انفجارين على متن "كورسك" يوم السبت الماضي. واجرى كلينتون اتصالاً مع نظيره الروسي لعرض مساعدات في انقاذ الغواصة. واثر ذلك اصدر فلاديمير بوتين اوامر الى قيادة سلاح البحرية ب"قبول اي مساعدة من اي طرف يعرضها" وقد بدأ بالفعل نقل معدات غوص بريطانية من طراز "نورماني بيوتر" الى ميناء تردنهايم في النروج ومنه الى الموقع الذي غرقت فيه "كورسك". ويتوقع ان تصل الى هناك ظهر السبت. واعلنت القنصلية النروجية في ميناء مورمانسك الروسي ان موسكو وافقت على مشاركة فرقة انقاذ نروجية تضم 12 غواصاً في عمليات الاغاثة، وتوقعت ان يصلوا الى الموقع اليوم الجمعة. إلا أن رئيس هيئة اركان القوات البحرية فيكتور كرافتشنكو ذكر ان لجنة حكومية خاصة ستنظر في "جدوى" الاستعانة بالفرق الاجنبية. وحتى اذا بدأت عمليات الانقاذ يوم السبت فإنها قد لا تسفر عن نتيجة، اذ ان الآمال في بقاء اي من افراد الطاقم على قيد الحياة غدت ضئيلة ان لم تكن معدومة. وذكر رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف ان وضع الغواصة "قريب من الكارثة" ولكنه اكد ان الامل في انقاذ الطاقم "لم ينعدم". واوضح ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان الأضرار لحقت بالغواصة من مقدمتها الى المؤخرة، ما يجعل كوة الغرفة المخصصة لإجلاء الطاقم غير قابلة للاستخدام. وكان مصدر في المخابرات الاميركية اعلن انه لم يصدر عن الغواصة اي مؤشر يدلّ الى و جود أحياء على متنها. وبذلك فإنه يكذّب عملياً ما ذكرته البلاغات الرسمية عن استخدام مطارق حديد للدقّ على جدران الغواصة من الداخل وإرسال اشارة الاستغاثة الدولية "SOS". وقد رصدت الصحف الروسية الكثير من "المفارقات" في البلاغات الرسمية. فالحادث وقع يوم السبت واكد اول اعلان عن قيادة سلاح البحرية ان الغواصة "غطست" ولم يقل غرقت يوم الاحد. وقدمت معلومات متناقضة عن وجود "اتصال" مع الطاقم ثم اعلن ان افراده استخدموا الشفرة، واخيراً ذكر انهم عاجزون عن ايصال شيء يفيد بوجودهم على قيد الحياة. وفي حين اعلن نائب رئيس الوزراء ايليا كليبانوف ان الاوكسيجين على متن الغواصة يكفي حتى يوم الجمعة فإن قائد سلاح البحرية الاميرال فلاديمير كوريدوف قال ان الاحتياطي كافٍ حتى يوم 25 آب اغسطس. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن اطباء مختصين ان كمية الاوكسيجين اللازمة تقدر ب420 لتراً 640 غراماً في اليوم وان نقص هذا العنصر يؤدي الى اختناق وتسارع في النبض وزيادة في نسبة الكريات الحمراء، ثم يؤدي الى الموت.