وإن ذقتُ منكِ العذاب ضروب فويحكِ ما أنتِ يا غرفتي؟ إليكِ تؤدّي جميع الدروب! ونافذة دقّها الطير صبحاً ليعلن عن صبح يومٍ مهيب فتحتُ له فتراقص عجباً وغنى بلحنٍ جميل طروب يحدّثني حِكماً والكرى تغشّى عيوني بشكلٍ عجيب فنقّرها ثم عنّفتُه فقال: لقد خلتُهنَّ حبوب!! فهل صغرَت من دموعك؟ قل لي ويسأل لكنني لا أُجيب وزدتُ هنالك تعنيفه فقال: ألا أصغِ لي يا كئيب كئيبٌ! وفزّع قلبي بها ومزّق نفسي وكدتُ أذوب كئيبٌ! وحاولتُ كتمانها وجهي بادٍ عليه شحوب كئيبٌ! وإني فقدتُ اتزاني وحاول حين رآني الهروب كئيبٌ! وأصرخ في غرفتي أيا طائر الحبِّ كن لي حبيب فقال: حبيباً! وأنت أمامي بوجهٍ عبوسٍ قطوبٍ غضوب؟! سعود لماذا التشاؤم طاغٍ عليك وأنت كئيبٌ قطوب؟ إذا كنت حين الصبا باكياً فماذا ستفعل حين المشيب؟ أتبكي لأن الحياة بهاءٌ وما ألبَستك ثياب الخطوب؟ تبسّم فإن الشباب ربيعٌ وما زلتَ غصناً طريّاً رطيب تبسّم فإن الشباب لنبعٌ على النفس صافٍ لجينٌ عذوب ودوحته ذات ظلٍّ ظليلٍ وللمستظلّ جناها قريب وما بال شعرك شعر مآسٍ أما لك في فرحٍ من نصيب؟ فهذا رواء الحياة فصِفه وصف منظر الشمس عند الغروب تملّق به ولتكن مرهفاً فقل في المديح وقل في النسيب وقوس المنى حين ترمي بها ستخطئ عشراً ويوماً تصيب وما زلتَ شمس الصبا فلماذا لبستَ قناع الأسى والشحوب فقلتُ: تلوم لأنك طيرٌ ولم تعِ غير الغناء الرهيب وتمرح بين الغصون قصارى حياتك كونك جدّ لعوب أنا الشمس لكن بشكل غريب فحين الشروق بدأتُ الغروب! فيا طائر الحب لا لا تلمني فما ذاق داء المريض الطبيب ويا طير قد فات ركب المنى فقال: غداً يا سعود يؤوب وطار ليقتات بعض طعامٍ بقلبيَ نحو الفضاء الرحيب أراني الحياة بشكلٍ جميلٍ بمقلة طيرٍ وقلب ربيب علمت بأن الحياة إذا ما تفكّرت في سيرها لا تطيب سعود بن سليمان اليوسف