عشية افتتاح المؤتمر العام للحزب الديمقراطي أظهر استطلاع للرأي أجري في 11 و12 آب/ أغسطس ان المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض آل غور لم يحقق تقدماً كبيراً مقارنة مع آخر استطلاع ونال 39% من الأصوات. فقد حصل نائب الرئيس الأمريكي في الاستطلاع الذي أعدته سي, ان, ان/ يو, اس, ايه توداي/ غالوب على 39% من الأصوات في مقابل 55% لمنافسه الجمهوري جورج بوش, وكان غور حصل في آخر استطلاع اجرته يو,اس,ايه توداي في الرابع والخامس من آب/ أغسطس على 37% وجورج بوش على 54%. واظهر الاستطلاع ان المرشح الديمقراطي لم يستفد من تراجع شعبية رالف نادر مرشح حزب الخضر الذي انتقل من 4% إلى 2% من الأصوات. من جهة أخرى عبّر 47% من الناخبين المحتملين عن اقتناعهم انهم لن يصوتوا لصالح آل غور في مقابل 30% أكدوا انهم لن يصوتوا لجورج بوش مما يشير على ما يبدو إلى ان المرشح الجمهوري يملك فرصا أكبر لدى المترددين. وبات الناخبون يولون اهمية اكبر لمواضيع الحملة الانتخابية منها إلى شخصية المرشحين وهو ميل قد يساعد غور على المدى الطويل. وقال 46% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع ان برنامج الأحزاب سيحدد طريقة تصويتهم في مقابل 38% في آذار/ مارس الماضي, وفي حين كان نصف الأشخاص يولون أهمية أكبر للشخصية في آذار/ مارس الماضي تراجع عددهم في هذا الاستطلاع إلى 36% وشمل الاستطلاع 1023 شخصاً بينهم 641 ناخبا محتملاً, وبلغ هامش الخطأ 4%. وبعد افتتاح المؤتمر العام للحزب الديمقراطي اعماله امس في لوس انجليس يأمل آل غور نائب الرئيس الأمريكي ان ينجح في إقناع الشعب الأمريكي من خلاله انه لن يخذله إذا فاز في انتخابات الرئاسة التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني القادم. وقال غور الذي حرص على ان ينأى بنفسه عن السلوكيات الشخصية للرئيس الأمريكي بيل كلينتون انه سيعمل على كسب ثقة المتشككين . وفي حديث مع رويترز في مكان انعقاد المؤتمر العام للحزب الذي قبل خلاله رسمياً خوض انتخابات الرئاسة كمرشح للديمقراطيين قال غور سأطلب من الشعب الأمريكي ان يؤمن أننا قادرون على ان نفعل ما هو في صالح البلاد وأنني لن أخذلهم في بذل كل ما بوسعي لأثبت لهم صحة ما آمنوا به . وصرح غور بان الاقتصاد الأمريكي القوي سيكون محور الحملة الانتخابية وان المؤتمر العام للحزب الديمقراطي سيقدم للشعب الأمريكي الكثير من الحقائق والقليل من الابهار مقارنة بما قدمه المؤتمر العام للحزب الجمهوري الذي عقد في فيلادلفيا في وقت سابق من الشهر الحالي. وتعهد آل غور الذي شغل مقعداً في الكونجرس طوال 16 عاما قبل ان يصبح نائبا لرئيس الولاياتالمتحدة عام 1992 بمواصلة البناء على النجاحات التي تحققت على مدى الثمانية أعوام الماضية والتي شهدت نموا اقتصاديا غير مسبوق وانخفاضا في معدلات الجريمة وقوائم المعتمدين على الرعاية الاجتماعية. وصرح غور بأن دعوته لثقة الشعب الأمريكي في النظام السياسي لا تحركها الفضيحة الجنسية التي ربطت بين اسم كلينتون ومونيكا لوينسكي والتي أفقدت الحزب تأييد بعض الناخبين وكادت ان تنتهي بخروج كلينتون من البيت الأبيض. ورد غور بالنفي خلال جولته في بنسلفانيا وأوهايو حين سئل عما إذا كانت فضيحة مونيكا هي التي دفعته لحث الشعب الأمريكي على وضع ثقتهم وقال اختار كثيرون منذ فترة طويلة الابتعاد عن السياسيين, نسبة المشاركة في الانتخابات تقل عاما بعد عام منذ عام 1964 وعلينا ان نغير هذا . وحرص الجمهوريون طوال حملتهم على تحميل غور مغبة الفضيحة الجنسية لكلينتون وتعهد بوش في حالة فوزه بمنصب رئيس الولاياتالمتحدة القادم بإعادة شرف البيت الأبيض. وتحدث كلينتون الأسبوع الماضي عن اخطائه الشخصية واعرب غور عن تقديره للرئيس الذي حرص على المطالبة بعدم تحميل نائبه مسؤولية اخطائه. واعرب الرئيس الأمريكي يوم الأحد عن ثقته في أن يتمكن غور من تخطي الفارق الذي يتقدم به عليه منافسه الجمهوري في استطلاعات الرأي قبل موعد إجراء الانتخابات في السابع من نوفمبر تشرين الثاني وان اقر بأن ذلك يتطلب جهداً لإقناع ناخبين جعلتهم سنوات الرخاء اقل مشاركة في الحقل السياسي. وقال كلينتون إن التحدي الحقيقي هو جعل الناخبين يركزون على الفارق بين الحزبين المتنافسين. واستطرد كلينتون قائلا: يمكننا تغيير نتائج تلك الاستطلاعات لكن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها, هذا يتطلب عملاً جادا من اليوم وحتى نوفمبر . كما تحدث الرئيس الأمريكي عن اختيار غور للسناتور اليهودي جوزيف ليبرمان ليخوض معه السباق على بطاقة الديمقراطيين لشغل منصب نائب الرئيس وقال إن الأمريكيين سيحترمون التزام ليبرمان بعطلة السبت اليهودية. وقال كلينتون سيحترم كثيرون قضاءه عطلة السبت بعيدا عن أي عمل, بعيداً عن السياسة في يوم يعتبر من أهم الأيام في النظام السياسي الأمريكي, أعتقد ان ذلك سيكون شيئاً طيبا بالنسبة لأمريكا ,,!! وأدلى كلينتون بهذا التصريح خلال احتفال يهودي رعته لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية وهي من أقوى جماعات الضغط في واشنطن ومن اهم الجماعات المدافعة عن حقوق إسرائيل. وحضر قرابة خمسة آلاف ممثل عن الحزب الديمقراطي من الولاياتالمتحدةالامريكية الخمسين المؤتمر الحاشد، الذي يعد الرابع والأربعين للحزب والثاني الذي يعقد في مدينة لوس انجلوس ويهدف المؤتمر إلى أخذ موافقة اعضاء الحزب على سياساته التي يطرحها إبان الانتخابات فضلاً عن إقرار ترشيح غور لانتخابات الرئاسة وعضو مجلس الشيوخ جوزيف ليبرمان لمنصب نائب الرئيس. يشار إلى أن ليبرمان سيكون أول يهودي يحظى بترشيح لمنصب كبير في انتخابات الرئاسة الأمريكية من قبل أحد الحزبين الرئيسيين. وسيأتي ترشيح غور رسمياً يوم الخميس المقبل بعد إلقاء العشرات من المتحدثين كلمات أثناء المؤتمر، والذي من المتوقع ان يحضره 35,000 من انصار الحزب و15000 شخص من مختلف وسائل الإعلام على مدار الأيام الأربعة. ويتطلع الديمقراطيون إلى اللحاق بالمرشح الجمهوري حاكم ولاية تكساس جورج بوش الابن ومرشحه لمنصب نائب الرئيس ديك تشيني وزير الدفاع السابق, ويذكر ان بوش الذي انتهى من مؤتمر حزبي قوي في فيلادليفا، يتقدم غور في العديد من استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً بفارق تسع نقاط,وستجري الانتخابات الرئاسية في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.