لكي لا أبدو أمامكم شخصاً انطباعياً فلن أكتفي بإحالتكم إلى النتائج المتواضعة التي وثقتها معظم الرسائل العلمية الجامعية عن تعليمنا. سأحيلكم أيضاً إلى تقررين دوليين، أولهما صدر هذا العام عن طريق البنك الدولي، وضع هذا التقرير تعليمنا العام في موقع متأخر بين النظم التعليمية في المنطقة. أما التقرير الثاني، وهو الأشد إيلاماً، فقد أصدرته قبل أيام مؤسسة تمز الدولية المعنية بتعليم العلوم والرياضيات. لقد وضع ذلك التقرير وللمرة الثالثة على التوالي تحصيل طلابنا في ترتيب تعليمي دولي متأخر، هذا التقرير يجب أن يدق ناقوساً يوقظنا من غفلتنا التعليمية. إنني أسأل بحرقة: كيف يمكن لأمة يشكو طلابها من ضعف خطير في العلوم والرياضيات أن تكون قادرة على صنع تنمية وطنية ومستعدة لمواجهة تحديات القرن الجديد والمشاركة في صنع مستجداته؟. والعجيب أن إنفاقنا على تعليم طالبنا يفوق بكثير ما تنفقه دول حققت ترتيباً متقدماً. إن جامعاتنا تتحمل جزءاً مهماً من مسؤولية هذا الترتيب الدولي المتأخر، فجامعاتنا هي التي تقوم باختيار وإعداد المكون الأهم على الإطلاق في نظامنا التعليمي ألا وهو المعلم. فهل تكون لدى جامعاتنا الشجاعة الكافية لتتحمل بعض مسؤولية هذا الإخفاق التعليمي؟