خاطب الله جل وعلا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - مخبراً بخيريتها وأنها خير أمة أخرجت للناس، هذه الأمة التي ننتمني إليها كوننا من أفرادها فكلما قرأنا هذه الآية انتابنا شعور الفخر والعزة، وهذا بحد ذاته لا تثريب عليه إلا أننا يجب أن نتعلم شروط تحقق هذه الخيرة ومقتضاها والتي من أبرزها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قد يقول البعض أو الكثير من الناس إننا لسنا بدعاة أو مشائخ أو طلبة علم حتى ننصح ونوجه ونأمر بالمعروف وننهي عن المنكر، وبعضهم يقول أخشى أن أنصح الناس فلا يسمعوا لي أو قد أتعرض للإهانة من أحدهم. وهنا يجب أن يعلم كل مسلم أن عليه البدء أولاً بنصح وإصلاح نفسه وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر وأطرها على الحق أطرا. فيأمر نفسه بالإيمان واليقين والإخلاص في جميع أعماله، ثم المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في هديه ومنهجه. فيبدأ بأركان الإسلام وأركان الإيمان ويلزم نفسه بتحقيقها، ثم ينتقل إلى سائر الواجبات ويأطر نفسه على الإتيان بها، كما يأطر نفسه على البعد عن المحرمات والهرب منها، ثم بعد ذلك ينتقل إلى نوافل العبادات التي يزيد بها من رصيد حسناته ورفع درجاته. الشاهد مما سبق أن يبدأ الإنسان بنفسه فيأمرها وينهاها، وأن يعلم أنه سيواجه بعض الصعوبات فهو في معركة مع شيطانه من جانب ومع نفسه الأمارة بالسوء من جانب آخر، وقد تكون النفس الأمارة بالسوء أحياناً أشد ضراوة وأقوى سلاحاً. ابدأ بأمر نفسك ونهيها وعندما تنجح في ذلك فبالتأكيد ستنجح مع غيرك بإذن الله تعالى.