سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساعد رئيس محاكم القصيم ل(الجزيرة): هجر الزوجة لا يعني عدم التحدث معها وملاطفتها وإنزالها منزل الزوجية مؤكداً أن القرآن الكريم رسم المنهج الاجتماعي للعلاقات الزوجية
أكد فضيلة مساعد رئيس محاكم منطقة القصيم الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الربعي على أن الدين الإسلامي حفظ للمرأة المسلمة حقوقها أياً كانت مكانتها أو قرابتها في الأسرة، حيث حدد لها واجباتها وخصوصاً إذا كانت زوجة. جاء ذلك في بداية حديث لفضيلته عن حقوق الزوجة، وقال إن الإسلام جاء بحفظ حقوق المرأة أياً كانت درجة قرابتها، ومن الحقوق التي صانها الإسلام حق الزوجة، فقال سبحانه وتعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، كما أن للزوج حقوقاً على زوجته فعليه حقوق لزوجته عليه، فأمر الله عز وجل الأزواج بالمعاشرة الطيبة كما قال سبحانه وتعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، والمعاشرة بالمعروف تقتضي ألا يظلم الزوج زوجته أو يضارها بأي نوع من الضرر أو المضارة. وأبرز فضيلته في حديث ل(الجزيرة) أن حسن المعاملة والخلق الحسن مع الزوجة أمران جاء الشرع بهما، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، رواه الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها. وكان عليه الصلاة والسلام في خدمة أهله، وهو القائل في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (استوصوا بالنساء خيراً)، فالزوجة بحاجة إلى حنان زوجها ولطفه وحسن خلقه. والحرمان العاطفي بين الزوجين له آثاره السلبية على استقرار الأسرة وتربية الأولاد. وإذا ما وجد الزوج من زوجته ما لا يرضيه في خلقها أو معاملتها، والإسلام يبين العلاج في هذه المسألة وغيرها من مسائل النشوز فالوعظ باللين والرفق أولاً، ثم الهجر في المضجع لا في الكلام والمعاملة. وهكذا يتم العلاج وينفع الدواء وتصلح البيوت وتستقيم الأسر بإذن الله. وقال الشيخ الربعي: إن الهجر لا يجب أن يتعدى إلى حرمان الزوجة من التحدث معها وملاطفتها وإنزالها منزل الزوجية، كما يجب ألا يتعدى الهجر مدة الإيلاء التي جاء ذكرها في القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى: (لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ)، ملفتاً النظر إلى أن الحياة الزوجية مبناها على الألفة والمودة والرحمة، وقد جعل عز وجل ذلك من آياته فقال سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، وهي اللباس لكلا الزوجين فقال سبحانه: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ). فهذا السياق القرآني من كلام رب العالمين والذي رسم المنهج الاجتماعي والأسري بين الزوجين لقيام حياة زوجية سعيدة، هو الذي ينبغي أن يراعيه الزوج والزوجة بما لكل واحد منهما على الآخر من حقوق، كما أن الهجر من قبل الزوج لزوجته يجب أن يكون سببه قائماً ووجيهاً وألا يصل إلى المقاطعة التامة للزوجة، فإذا وصل إلى ذلك أدى إلى الفراق وسوء العشرة بين الزوجين.