لقيت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ببناء سفينتين سريعتين لنقل الركاب بين جازان وجزيرة فرسان ترحيباً كبيراً ليس من المواطنين وخصوصاً مواطني جازان فحسب وإنما أيضاً من خبراء السياحة السعوديين. وقال مدير عام تطوير المواقع السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس أسامة سعيد الخلاوي: إنه لانطلاق سياحة مستدامة في فرسان والجزر القريبة منها التي تعمل الهيئة حالياً على تأهيلها وتطويرها سياحياً كوجهة سياحية رئيسة يتطلب الأمر وجود وسيلة مواصلات جيدة يعتمد عليها. وأضاف الخلاوي بأن من المؤكد أن تشغيل هاتين السفينتين في نقل الركاب والسياح بين بر جازان وجزيرة فرسان سيكون إسهاماً كبيراً في تنمية السياحة في الجزيرة. من جهته قال الدكتور على صالح العنبر مدير إدارة المنتجات السياحية بالإدارة العامة لتطوير البرامج والمنتجات السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار: إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين ببناء السفينتين لنقل الركاب إلى جزيرة فرسان ومنها عبر جازان جاءت في وقتها تماماً حيث إن الجزيرة تعاني من نقص وسائل النقل رغم أهميتها السياحة والتاريخية. وذكر بأن السفينتين ستسهلان انتقال السياح إلى الجزيرة التي ينتظرها مستقبل سياحي وتنموي باهر، فهاتان السفينتان ستساعدان على التعجيل بجعل هذا المستقبل حقيقة واقعة بإذن الله تعالى. وأوضح الدكتور العنبر أن السفينتين ستسهمان في تنمية السياحة في الجزيرة التي تملك كافة المقومات لمختلف أنواع السياحة، وسيكون لها تأثيرات أهم تتمثل في الإسهام في تنمية أنواع السياحة الراقية في الجزيرة ورفع الحس السياحي بجعل الإنسان يهتم بتلك الأنواع المختلفة من السياحات ولا يكتفي فقط بالسياحة الترفيهية والاستجمامية كما هو الحال غالباً في الوقت الراهن. وتطرق الدكتور علي العنبر إلى أنواع السياحات المتاحة في الجزيرة حالياً فقال: هناك السياحة الثقافية حيث توجد في الجزيرة مواقع أثرية وتراثية مثل المسجد والبيت النجدي والمسجد التي تعود إلى ما بين مائتين وثلاثمائة سنة، وفولكلورات ومهرجانات شعبية مثل مهرجان صيد سمك الحريد في شهر مارس الذي صار ذا شهرة عالمية حيث يأتي السمك للمنطقة في ذلك الوقت مهاجراً من أعالي البحار. وطبقاً لما أوضحه وزير المال الدكتور إبراهيم العساف فإن هاتين السفينتين التي ستسمى إحداهما (جازان) والأخرى (فرسان) ستكونان قادرتان على نقل 650 راكباً وستين سيارة في الرحلة الواحدة والانطلاق بسرعة 35 عقدة في الساعة، كما ستزودان بنظام تحكم في الاهتزازات وتكييف ومطعم لتقديم الوجبات الساخنة والباردة ومصليين أحدهما للرجال والآخر للنساء. وعلى الإجمال ستكون السفينتان مصممتان طبقاً لأفضل المواصفات العالمية ومجهزتان بأحدث الوسائل الملاحية التي تراعي معايير الراحة والسلامة والأمان للمتنقلين عليها.