ليس من عادتي الاعتماد على أقوال وانطباعات الآخرين حينما أكتب عن موضوع، خاصة إذا كان الموضوع محلياً، وإذا ما تلقيت معلومة، وجرى الحديث عن شأن ما، أو أردت الكتابة عن حدث، أحرص على أن أذهب بنفسي للاطلاع على الأمر وتفقده على الطبيعة، وأظل أجمع المعلومات سواء المتداولة على ألسنة المتواجدين أو المنشورة، بل وحتى التي يتم تداولها عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وذلك حتى أكون قد أعطيت الموضوع الذي أكتب عنه حقه، وألا أكون متجنياً معتمداً على نقل أقوال.. قد يكون وراءها أهداف أو مصالح شخصية..!! وهكذا.. وعندما عاتبني صديق زاعماً أنني أمتدح مشاريع أمانة مدينة الرياض، وبخاصة ممرات المشاة، قائلاً: اذهب بنفسك إلى ممر الزهور في شارع الملك عبدالله بن عبدالعزيز الواقع بين المكان المخصص للمبنى الجديد لوزارة التربية والتعليم، وجامعة الأمير سلطان لترى بداية إهمال هذا الممر الذي يسلكه آلاف المتريضين والذين يمارسون رياضة المشي مساء كل يوم. وفعلا توجهت إلى ممر الزهور؛ حيث قطعت الممر مشياً ممارساً الرياضة التي أحبها (المشي)، قطعته من الشرق إلى الغرب ثم عاودت قطع الممر عائداً إلى حيث ركنت سيارتي، ومع بداية دخولي الممر وبعد مئتي متر تقريباً وجدت صحة تخوف ذلك الصديق، حيث وجدت بقايا إطارات حديد ملبسة بأقمشة وستائر ورفوف من الحديد والخشب مرمية على أطراف الممر، وأعتقد أن أصحابها قد تركوها بعد استعمالها في أحد العروض التي تقام في الممر، كمهرجانات الزهور وغيرها من الفعاليات، كما تركت بعض (الدكك) أو الجلسات الأسمنتية مرمية أو مدحرجة وسط الممر، وهذا يعطي انطباعاً بأن المسؤولين عن الممر لا يتابعون ما يجري في هذا المتنفس الجميل والحيوي الذي أصبح جزءاً مهماً في حياة أهل الشمال من مدينة الرياض. والخوف أن يطال الإهمال هذا الممر، إذا ما استمر ترك المخلفات وعدم إصلاح ما يخرب من قبل بعض مستعملي الممر.. فيتحول من إنجاز حضاري.. إلى عبء ثقافي. [email protected]