وصلاً لما بدأناه في مقال (أنسنة الرياض)، أقول إنه يحق لكل مواطن ومقيم بمدينة الرياض أن يفخر بهذه المدينة الحديثة والرائعة. كنت قبل أشهر (أتريض مشياً) مع أحد الأصدقاء الأوروبيين الذي أراد تجربة التريض مشياً في الممشى الذي يحيط بجامعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومبنى وزارة التربية والتعليم وممر الزهور، ممشى جميل رغم طول مسافته إلا أنك لا تشعر بالتعب والملل لأن الذين يتريضون كثر، كما أن أشجار النخيل والزهور وسعة الممر يجعل التمشي صحياً كما يعطي الفرصة لتبادل الحديث. صديقي الأوروبي أعجبته الفكرة جيداً، وذكر أن شوارع المدن الأوروبية تحوي ممرات للمشاة يستعملها المارة من زوار للمدن ومتسوقين، إلا أن المدن الأوروبية من كثرة السيارات أصبحت شوارعها وممرات المشاة فيها شبه ملوثة بروائح المازوت والديزل والبنزين، أما ممرات المشاة لديكم ورغم كثرة السيارات إلا أنها تعتبر صحية أولاً لاتساعها وثانياً لبعدها عن الطرق الرئيسة ولا يحيط بها مبانٍ عالية كالذي نراه في مدننا الأوروبية. ولهذا يضيف صديقي الأوروبي الذي تعد رياضة المشي عنده برنامجاً ثابتاً، بأن ممرات المشاة التي كثرت وتعددت في مدينة الرياض بعد أن توسعت أمانة الرياض في إنشائها أسهمت في زيادة الإقبال على ممارسة رياضة المشي وتعزيز الجانب الإنساني، وهذا من أهم الأعمال وأكثرها نفعاً للمواطنين وسكان المدينة وزوارها. ولهذا فإن ما تقوم به أمانة الرياض من توسع في إقامة وإنشاء ممرات المشاة يعد عملاً حضارياً وتطوراً نوعياً في تقديم الخدمات، واختيار عنوان (أنسنة الرياض) اختيار موفق لأن الرياض جعلت همها من خلال برامج وخطط الهيئة العليا لتطوير الرياض وتنفيذ جهود أمانة الرياض جعلت الإنسان هو همها الأول وتلبية حاجياته من أهم أعمالها. والذي يتجول في شوارع الرياض أو حتى الذي يستعمل هذه الشوارع في ذهابه إلى عمله وعودته إلى منزله يجد أن الأعمال التحسينية وتطوير الشوارع والاهتمام بالأشجار وخصوصاً النخيل والزهور مستمر طوال العام، مما يجعل مدينة الرياض دائماً مزهرة وجميلة، هذه المدينة التي أخذت تشهد في الآونة الأخيرة توسعاً وإضافات في المراكز التجارية الحديثة (المولات) التي تحمل أسماء عالمية مشهورة وتعرض سلعاً لأهم الماركات الدولية وبانتشار الفنادق الحديثة والشقق والأجنحة المفروشة تتحول مدينة الرياض إلى مزار سياحي ستجعلنا نفخر به مثلما يفخر الآخرون بمدنهم. [email protected]