يرتب مشعل أدواته الخاصة ويتفقد الكاميرا الخاصة به وبطارياتها ويتأكد من وجود أكثر من فلم وهو يستعد للذهاب لمناسبة استثنائية غير رسمية، حيث يلتقي جمعاً رفيع المستوى، فهذا وزير وذاك رجل أعمال وبينهم السفير والإعلامي وغيرهم. في الطريق إلى الحفل بدأ المصور مشعل بالتخطيط لإخراج المناسبة بشكل يرضي طموحه، ويسأل ما هو الحدث الأبرز الذي سيسيطر على الحفل.. قال في خاطره (بالتأكيد الأزمة المالية العالمية). وصل مشعل مبكراً لغرفة الرياض منظم الحفل السنوي لرجال الأعمال، حيث تحتفي الغرفة بمشتركيها سنوياً في اجتماع غير رسمي. وأمام مدخل الحفل وجد رئيس مجلس إدارة الغرفة عبدالرحمن الجريسي وبقية أعضاء المجلس في مقدمة مستقبلي المدعوين، رحب الجميع بمشعل بفنجان من القهوة العربية المعطرة بأفخر أنواع (الزعفران الإيراني). شرب الفنجان وذهب على عجل إلى الصالة المعدة لاستقبال الضيوف، باحثاً عن صورة مميزة يلتقطها لهذا أو ذاك. وفي داخل قاعة التجمع وجدت انتخابات الدورة الخامسة عشرة لمجلس إدارة الغرفة حظها من النقاش واهتماماً من قبل الأعضاء، ولم يخلوا الحديث عن تكهنات في قوائم المرشحين وبروز شخصيات لخوض الانتخابات، وهو ما وصفه عدد من الحضور بأنه مؤشر على التنافسية التي يشهدها القطاع الخاص، ودعماً لدور الغرفة في دعم النهضة الاقتصادية. وظهرت تكتلات عديدة بين مجموعة هنا ومجموعة هناك كصورة تحكي واقع تكتلات انتخابات الغرفة، وفي تكتل كان الحديث يشير إلى اكتمال أسماء مجموعتهم في الانتخابات، وآخر يناقش كيف يعيد الجريسي. وعلى الطرف الآخر حظي محافظ مؤسسة النقد حمد السياري الذي اعتاد كل عام الحضور إلى الحفل بالاهتمام والسؤال، فهو أكثر المعنيين بالأزمة المالية بين الحضور كون أموال الوطن في خزائن (ساما). وفي أثناء التصوير لفت انتباه المصور (القدير) أن الحديث بين رجال الأعمال ليس كما توقع.. إذ سيطر لقاء القطبين الهلال والنصر والذي سبق الحفل بليلة على أحاديث الحضور. فمناصرو الهلال الذي خرج فائزاً (يلمزون) ويداعبون، بينما الطرف الآخر يسوق الأعذار، فمرة الحارثي ليس في الفورمة، ومرة المدرب فاشل. وعلى طرف من مجلس الحفل استدارت مجموعة على أطباق من الحلويات وضعتها الغرفة، وعلق أحدهم قائلاً: (هذه الحلويات لتغيير مرارة الأحاديث التي بانت على محياهم عن سوق الأسهم.. ليس من تخوفهم من السوق وإنما استعجالهم على عودة السوق لأرقامه الطبيعية في أقرب فرصة).. انتقل مشعل إلى مجموعة كان الصمت هو السائد بينهم مع وجود بعض الابتسامات وكأن الحال يدعو إلى خلق ائتلاف بين المجموعات ليكون الحديث شاملاً وعاماً بهدف أن تعم الفائدة ولكن لم تقابل الابتسامات إلا بابتسامات مثلها، ولتحريك أفواههم طرحنا سؤالاً (لماذا ظهرت الأزمة في أمريكا ولم تظهر في الصين؟)، ليبدأ الجميع بالحديث وكل يدلي بدلوه حتى أنني لم أستطع أن أركز في الاستجابة فقررت الانسحاب بهدوء وظللت أراقب من بعيد لأجد الحديث ما زال دائراً في أزمة البراذار بنك).. وبعدها ناديت زميلي مشعل بلهجة الأخوة وقلت له (ماي براذار) دعنا نعود إلى الصحيفة لإلحاق ما تم رصده بالعدد.