لم تكد المعركة الانتخابية تهدأ في الغرفة التجارية والصناعية في الرياض بإعلان اللجنة المشرفة على الانتخابات النتيجة النهائية للفائزين الليلة قبل الماضية، حتى لاحت بوادر حرب جديدة على رئاسة مجلس إدارة الغرفة. وفي الوقت الذي أكد فائزون في الانتخابات عن كتلة التطوير التي اكتسحت الانتخابات بفوز عشرة من أعضائها، أن خبرة رجل الأعمال عبدالرحمن الجريسي الذي قاد التكتل ويرأس مجلس إدارة الغرفة وما قدمه للغرفة يؤهلانه للاستمرار في رئاسة المجلس، أعلن رجل الأعمال خالد الشبيلي الحاصل على أعلى الأصوات في الانتخابات رغبته في قيادة مجلس الغرفة في دورته الجديدة. وقال الشبيلي الذي يترأس مجموعة الشبيلي العقارية في مؤتمر صحافي أمس:"هدفي من خوض انتخابات الغرفة هو قيادة فريق العمل من خلال مجلس الادارة، وتحويل الغرفة إلى هيئة استثمار داخلية، نتلمس من خلالها حاجات منسوبيها، من خلال الاستعانة ببيوت الخبرة المحلية والعالمية والوصول إلى برامج وتوصيات لصانعي القرار". وتابع:"أي مرشح ليس له تاريخ لن يحظى بقبول الناخبين، وأنا أمتلك تاريخاً معروفاً، لدي أعلى أصوات من الناخبين"، ملمحاً في الوقت نفسه إلى أنه لن يتفرغ للظهور الاعلامي عقب ترؤسه الغرفة في حال انتخابة من أعضاء المجلس إلا عند الضروريات". وعزا الفوز الذي حققه إلى ثقة الناخبين وليس إلى"فزعتهم"،"خصوصاً اننا استطعنا خلال خمسة أيام ايصال 30 ألف دعوة إلى الناخبين، إضافة إلى البرنامج الذي تقدمت من خلاله، وإلى رغبة الناخبين في التغيير". ووجه الشبيلي انتقادات مبطنة لدور الغرفة في الفترة السابقة، وقال:"قامت بدور محدود من خلال لجان تبرعية من رجال الأعمال، وهذا ليس كافياً، خصوصاً أن أي عمل يحتاج إلى دراسة وإلى فريق عمل متفرغ، من خلال بيوت خبرة لديها من الامكانات ما تستطيع من خلالها إعداد خطة عمل قابلة للتنفيذ". وأكد الشبيلي أنه سيعمل من خلال خطة عمل تعتمد على ورش عمل من رجال الاعمال من مختلف فئاتهم لمدة ثلاثة أسابيع لصياغة الأهداف المطلوبة، ومن ثم انجازها، وتسخير كل موازنات الغرفة لعمل دراسات لتحقيق أهدافها ثم الاتصال بصناع القرار للوصول إلى التنفيذ، إضافة إلى إزالة كل العراقيل التي تعوق نمو القطاع الخاص، وتحويله من قطاع مشتت إلى كيانات اقتصادية كبيرة، تستوعب الأيدي العاملة السعودية، القادرة على العمل في هذا القطاع. وأكد أن هدفه من رئاسة الغرفة هو حل المشكلات التي تعاني منها مختلف المشاريع، وتطوير الغرفة بشكل حقيقي، مشيراً إلى انه لا يطمح إلى الوجاهة من خلال رئاسة الغرفة، ولكنه يهدف إلى تطوير عملها، وسيعمل على إكمال المسيرة، ولكن وفق استراتيجيات وخطط طموحة. وتطرق الشبيلي إلى النظام الحالي للانتخابات في الغرفة، ووصفه بانه غير عادل"لأنه لا يميز بين الفئات المتضامنة، والأشخاص المستقلين لجهة عدد الأصوات". كما انتقد دور الغرفة في عدم تدخلها في أزمة سوق الأسهم، في ظل تخبط هيئة السوق المالية، وتقاعس مؤسسة النقد العربي السعودي في مراقبة حجم القروض الائتمانية التي تعطى للمضاربين، ما فتح شهية المصارف بشكل جشع وقامت"بأسلمة الفوائد شكلياً"، مؤكداً أن دور الغرفة كبير. وفي المقابل، شدد عدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة الفائزين في الانتخابات عن كتلة التطوير، على أهمية تطبيق البرامج الانتخابية التي وعد المرشحون أعضاء الغرفة بها، ملمحين إلى أحقية رئيس مجلس الغرفة الحالي عبدالرحمن الجريسي لرئاسة المجلس في دورته الجديدة. وقال عضو مجلس الإدارة المنتخب خالد المقيرن ل"الحياة":"نحن في المجلس المقبل سنعقد اجتماعاً بعد صدور قرار وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل بتعيين ستة أعضاء مناصفة بين فئتي التجار والصناعيين، وهذا على الأرجح سيكون خلال شهر تقريباً، وسيتم خلال الاجتماع انتخاب رئيس المجلس". ولم يحدد المقيرن هوية الرئيس المقبل للغرفة، واكتفى بالقول:"الرئيس الحالي عبدالرحمن الجريسي المنتمي إلى التكتل نفسه لا يختلف عليه أحد". ودعا إلى أن تكون الحملات الانتخابية في المرحلة المقبلة أفضل بكثير مما حدث في الانتخابات الأخيرة، وأن يكون الاقتراع بناءً على الكفاءة والمؤهل، ولا يكون الاعتماد على"الفزعات". من جانبه، قال العضو الفائز عن فئة الصناع عبدالعزيز العجلان ل"الحياة":"الآن ذهبت التكتلات، وسيبدأ الأعضاء عملهم لما فيه مصلحة الغرفة، من دون تفرقة"، مشيراً إلى أنه لم يحدد ما إذا كان سيترشح لمنصب رئيس مجلس إدارة الغرفة. أما فهد الحمادي، فقال ل"الحياة"إن رئاسة عبدالرحمن الجريسي للمجلس مرة أخرى متوقعة، نظراً لما يتمتع به الشخص من قبول لدى غالبية الأعضاء المنتخبين، وأثبت في الفترة الماضية حبه لوطنه ولمجتمع الغرفة وقدم الكثير لها، معلناً دعمه لترشيح الجريسي، مشيراً إلى أن الاجتماع من المتوقع أن يعقد بعد أسبوع من تعيين وزير التجارة والصناعة للأعضاء الستة. أما رئيس مجلس إدارة مجموعة الخريف سعد بن عبدالله الخريف فأكد التزامه بتطبيق وعوده لمشتركي الغرفة وخدمتهم والمساهمة في تفعيل وتنشيط دور الغرفة التجارية. وأوضح أنه سيسعى مع زملائه أعضاء مجلس الإدارة إلى تقديم كل الخدمات وإيجاد آليات تسهم في استمرار نشاط الحراك الاقتصادي الذي تشهده المملكة ومدينة الرياض، لتكون جاذبة للاستثمارات الصناعية سواء الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة. واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة العجلان القابضة سعد بن عبدالله العجلان، أن أولوياته في المرحلة المقبلة المساهمة في تفعيل دور الغرف التجارية لخدمة قطاع الأعمال في المملكة، والسعي نحو حل أية مشكلات تعترض أي قطاع اقتصادي في البلاد بالتعاون مع الجهات المختصة. وشدد على أنه سيقدم كل الدعم والمساندة لرجال الأعمال في المملكة خلال فترة عمله عضواً في مجلس الإدارة، مشيراً إلى طرح أفكار ومواضيع تسهم في تطوير أعمال الغرف التجارية.