أعرب عدد من الاقتصاديين والمتداولين في سوق الأسهم عن تخوفهم من عودة المؤشر إلى مواصلة موجة الخسائر التي شهدها خلال جلسات التداول الشهر الماضي متاثراً بتبعات الأزمة المالية العالمية. في الفترة الماضية، مؤكدين أن عطلة العيد أسهمت في حماية المتداولين من خسائر حتمية معللين ذلك بالخسائر التي سجلها السوق مؤخراً وربطها بالأزمة المالية، وأوضح الاقتصادي مسلط العجرفي أنه لا يمكن في الوقت الراهن معرفة حجم الخسائر التي لحقت بالمؤسسات المالية المدرجة بالسوق جراء الأزمة المالية العالمية نظراً لعدم معرفة الأرقام المالية الخاصة بالاستثمارات الخارجية. وأضاف (للجزيرة) إنه يتوقع أن يؤدي الإعلان عن نتائج الشركات عن أدائها المالي في الربع الثالث إلى إبراز جانب من تأثر الشركات بالأزمة خاصة القطاع المصرفي حيث ستوضح النتائج تعرض هذه المؤسسات لخسائر بسبب هذه الأزمة أو لا، ودعا العجرفي إلى ضرورة انتهاج سياسة الإفصاح من قبل الجهات المعنية بالنسبة لتأثيرات الأزمة العالمية. من جانبه أرجع عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري التراجعات الأخيرة لمؤشر سوق الأسهم إلى ضعف كفاءة السوق والتنظيم، وقال إن هذا يجعل السوق تتحرك بشكل مفتعل في تأثرها بما يجري على صعيد الاقتصاد الدولي. وأوضح العمري أن سوق الأسهم السعودية كانت الأكبر خسارة بين الأسواق الإقليمية، رغم أن ارتباطها بالأسواق الخارجية، أقل من نظيراتها في الأسواق الخليجية الأخرى المفتوحة بالكامل أمام المستثمرين الأجانب. ويرى العمري أن التدخل الحكومي لحماية الأسواق المالية مطلوب في مثل الظروف الحالية، بعد أن هوت أسعار الأسهم إلى القيعان، وكسرت كل حواجز الدعم، وفي ظل عدم وجود أسباب مباشرة وواضحة لهذه الخسائر، حتى من وجهة نظر الجهات المشرفة على السوق. وعلى صعيد المتداولين أبدى ماجد الحميدي تخوفه من أن يشهد السوق السعودي تراجعات جديدة نتيجة للأزمة المالية التي مازالت تشكل قلقاً في معظم الأسواق المالية منوهاً إلى أن السوق السعودي قد يتأثر بالوضع الحالي في هذه الأسواق. من ناحيته أشار عبدالمحسن السلطان إلى أن الإجازة الحالية قد ساهمت في تقليص الخسائر التي كانت قد تزداد في حال استمرت الأزمة المالية، مشيراً إلى تخوفه من أن ينتاب السوق نوع من التراجع غير المبرر في أيامه الأولى بعد العودة من الإجازة.