واصل سوق الأسهم السعودية هبوطه الحاد, ونزف مؤشره حيث فقد نحو 55% من قيمته خلال الفترة التي مضت من عام 2008. في وقت لم يتمكن الجميع فيه من تشخيص داء لهذا السوق. ووفقاً لاقتصادي سعودي، فإن الانهيار الذي شهدته سوق المال السعودية بعد الأزمة المالية العالمية لم يكن له أي مبرر، سوى أزمة نفسية وعدم ثقة وتخوف يعيشها المتداولون تدفعهم للبيع دون أسباب واضحة. وقال الدكتور سفر بن حسين القحطاني الاكاديمي الاقتصادي بجامعة الملك سعود، إنه رغم تأثر جميع أسواق المال العالمية سلباً بالأزمة المالية ومنها السوق السعودي، إلا أن سوق المملكة المالية تأثرت بشكل غير مبرر، حيث هبط مؤشرها بشكل حاد قد يفوق معه تأثر مؤشرات البورصات العالمية التي تعيش الأزمة على أرض الواقع. وبنهاية تداول يوم الأربعاء الماضي تكشف الأرقام اليومية التي تنشرها (تداول)، أن القيمة السوقية للأسهم السعودية انخفضت بنهاية تداول يوم الأربعاء الماضي، إلى 933 مليار ريال، وان السوق خسرت خلال العام الحالي 2008م، ما يزيد عن 55% من قيمتها السوقية. وتوضح الأرقام التاريخية للأسهم، أن أكثر من تريليوني ريال من قيمة أسعار الأسهم، تبخرت عند المقارنة مع القيمة لسوق الأسهم أثناء انهيار فبراير 2006م، والبالغة ثلاثة تريليونات ريال، وستكون الخسارة اكبر عندما يؤخذ بعين الاعتبار الشركات الجديدة التي طرحت للاكتتاب بعد انهيار فبراير 2006م والتي تصل إلى قرابة 60 شركة. وعاد القحطاني إلى القول: «هذا الهبوط قد يكون نتاج أزمة تخوف يعيشها المساهمون والمتداولون في سوق الأسهم السعودية، الذين أقبلوا بشكل غير مسبوق على عمليات البيع والخروج من السوق، متخوفين من تأثيرات قد تلحق بسوقهم نتيجة هذه الأزمة في ظل صمت مطبق مارسته الجهات المعنية عن مدى علاقتها بالأزمة في بدايتها وتأثر استثماراتها، خصوصاً كبرى الشركات والبنوك». وأشار إلى أن ما يحدث في سوقنا غير مبرر، وهو أزمة ثقة وتخوف وتأثيرات نفسية يعيشها المتداولون وأصابوا بعضهم بهذه العدوى، مستدركاً بقوله: «جميع شركاتنا أكدت أن ليس ثمة علاقة بينها وبين هذه الأزمة وأن استثماراتها لم تتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الأزمة أو بالمؤسسات المالية العالمية المتعثرة».