هوت أسعار الأسهم المدرجة في السوق المالية في تعاملات أمس أمام أعين المتعاملين في السوق، الذين أصبح البحث عن مخرج آمن من السوق همهم الأول، ولكن الأسعار الحالية للأسهم أدخلت المتعاملين في حيرة من أمرهم، فخسائر المؤشر ارتفعت منذ مطلع السنة إلى 60 في المئة، فيما بلغت خسائره في جلسة أمس 9.2 في المئة، بينما انحصرت خسائر الأسهم ما بين 10 في المئة النسبة القصوى، و2.1 في المئة لأقل الأسهم تضرراً أمس، ولو عدلنا المقارنة بين مستوى المؤشر نهاية الشهر الماضي عندما بلغ 5238 نقطة، ومستواه أمس البالغ 4431.57 نقطة لوجدنا خسارة المؤشر 1106 نقاط، نسبتها 20 في المئة. وأعادت تعاملات أمس مؤشر السوق إلى مستواه مطلع عام 2004 عندما بلغ 4427 نقطة في نهاية جلسة 6 كانون الثاني يناير ليمحو المؤشر مكاسب 59 شهراً مضت، ويقترب من مستوياته في 2003. ويتخوف المتعاملون من استمرار موجة الهبوط التي تتأكد بنهاية كل جلسة تعاملات، باستثناء بعض الجلسات التي يتجه فيها المضاربون لتحريك بعض الأسهم القيادية، وأسهم المضاربة لتنشيط حركة التعاملات لجذب متعاملين لديهم آمال بتحقيق مكاسب تمحو ولو جزء من خسائر سابقة، وأيضاً لديهم الاستعداد لتقبل المخاطر شبه المؤكدة في الفترة الحالية التي تعاني فيها السوق من تراجع الطلب على الأسهم لتناقض السيولة المتاحة للتداول، فيما تشهد الفترة الحالية غياب المحفزات مثل نتائج الشركات، أو أية أخبار ايجابية عن بعض الشركات تُسهم في تحريك أسعارها صعوداً. في المقابل تعاني السوق من كثرة الضغوط على الأسعار، في مقدمها الأزمة الاقتصادية العالمية التي هوت بأسعار الأسهم في الأسواق العالمية، ومراقبة المتداولين في السوق السعودية لتحركات تلك الأسواق، وتأثر قراراتهم باتجاهها، إذ يغلب عليها البيع في حال الهبوط لتزيد الكميات المعروضة، التي لا يقابلها سيولة بالمعدل نفسه لتمتص تلك الكميات، إضافة إلى تراجع أسعار النفط إلى نحو 50 دولاراً للبرميل، والتوقعات بتراجع الطلب على المنتجات البتروكيماوية التي شكلت ضغطاً على أسهم القطاع خصوصاً"سابك". أما محصلة تعاملات أمس فكانت هبوط أسعار أسهم 124 شركة، من أصل 125 شركة جرى تداول أسهمها، بينما كان الصعود الوحيد لسهم"ملاذ للتأمين"بنسبة طفيفة 0.77 في المئة من تداول نصف مليون سهم، لتفقد الأسهم السعودية عند الاغلاق 86 بليون ريال، نسبتها 9.2 في المئة، لتهبط القيمة السوقية إلى 848 بليون ريال، فيما هوى سهم"سابك"إلى 44.60 ريال، بخسارة نسبتها 9.9 في المئة أفقدت المؤشر 46 نقطة، وهبط سهم"الراجحي"إلى 50 ريالاً، بنسبة هبوط 10 في المئة، تمثل خسارة 54 نقطة لمؤشر السوق.