صدر توجيه كريم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم بتشكيل لجنة من محافظة الأسياح والبلدية والدفاع المدني والصحة وفرعي المياه والزراعة وذلك لتتولى هذه اللجنة موضوع الكسارات بالمحافظة وإعطاء هذه اللجنة صلاحيات إيقاف العمل في المواقع المخالفة لشروط الكسارات.. وقد أقامت اللجنة عدة اجتماعات بهذا الخصوص تلخصت في زيارات لمجمع الكسارات في محافظة عنيزة للاطلاع على التصاميم المتبعة في عمل الكسارات وكذلك تم في ذلك الاجتماع حصر عدد الكسارات التي داخل نطاق المحافظة بالاسم والملكية والفائدة من إنشائها وما هي المشاريع التي تحكمها هذه الكسارات وتم أيضاً عمل زيارة ميدانية لموقع الكسارات وإعداد تقرير عن كل كسارة وتحديد النقاط التي يتوجب تنفيذها من قبل أصحاب تلك الكسارات والمطالبة بمعالجتها عاجلاً وقد عقدت اللجنة بعدها عدة اجتماعات وكان أغلبها على أرض الواقع والتي وجدت اللجنة أن هناك مواقع غير مرخصة وهي مخالفة للشروط وقد أعطت اللجنة مهلة لأصحابها لتنفيذ الشروط والتعليمات إلا أن هذه الكسارات ضربت بتلك التعليمات عرض الحائط ولم تستجب لمطالب اللجنة الخاصة والمكلفة بالتوجيه الكريم من أمير القصيم لمحافظة الأسياح لمعالجة وإيجاد الحلول لوقف الأضرار التي تنتج يومياً من أفوهة تلك الكسارات.. (الجزيرة) تلقت عدة اتصالات لعدد كبير من المواطنين من أهالي عين بن فهيد المتضرر الأول منها بحكم قرب المسافة حيث لا تبعد سوى (5كم) وكذلك المراكز القريبة الأخرى يشكون حال تلك الكسارات التي أدت إلى الإضرار بهم حيث يتزايد عدد الذين يعانون من الأمراض الصدرية نتيجة استنشاقهم الغبار المنبعث من الكسارات وكذا الأدخنة السوداء المنبعثة منها التي يتم إطلاقها بين الفينة والأخرى وقد أثبتت الدراسات الطبية والتي تؤكد أن أضرار تلوث الهواء في المدن يؤدي إلى قصور في وظائف التنفس وزيادة في معدلات انتشار الإصابة والوفاة بأمراض القلب والتنفس.. يضاف إلى ذلك أن الهواء الملوث تصل آثاره إلى إتلاف الممتلكات العامة هذا بالإضافة إلى انعدام التربة للأراضي الزراعية المجاورة وكذالك مزارع النخيل وكذلك طمس معالم الشعاب بسبب الأحجار التي تقوم جرافات الكسارة بأخذها منها مما أحدث حفراً ومستنقعات خطرة علاوة على القضاء التام على المراعي والأشجار المعمرة وانتهاك حرمة المراعي لرعاة الأغنام والإبل وإلى تهديد المنازل الواقعة بالقرب منها بالأضرار الآنفة الذكر ولا يخفى على الجميع أضرار الكسارات وما ينتج عنها من تلوث خاصة عندما تكون قريبة من الأحياء السكنية وما تسببه من أضرار صحية مثل الربو والحساسية والتهابات العيون وضيق التنفس، نتيجة لكميات الغبار والأدخنة التي تتطاير في الهواء بشكل يومي ووقتي إضافة إلى تلوث البيئة وقطع الأشجار وتطاير الغبار.. واستغرب المواطنون أيضاً أن تُعطى تلك الكسارات تراخيص في منطقة قريبة وفي مواقع متنزهات المحافظة وزوارها وبخاصة أن ملوثات تلك الكسارات ستؤثر بصورة سلبية على حياة المواطنين بسبب الرياح التي تنجرف محمَّلة بالغبار والدخان.. ودعا المواطنون المسؤولين الذين قاموا بمنح هذه التراخيص التقيد بالتعليمات الحكومية القاضية بعدم إقامة الكسارات في مناطق قريبة من السكان أو المتنزهات البرية والحيوية ومناطق المراعي ونقل هذه الكسارات إلى مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية. ويأمل جميع المواطنين عبر (الجزيرة) نقل معاناتهم اليومية للمسؤولين عن ذلك جراء أدخنة وأغبرة ومخلفات الكسارات التي وصل بها الحال إلى أن تشاركهم (سحورهم وإفطارهم) خلال الشهر الكريم هذا بالإضافة إلى دخول مخلفات الكسارات إلى غرف المنازل الداخلية (غرف النوم) وتستهدف الأطفال وتعرضهم للأمراض وتصبغ أوانيهم المنزلية بها خصوصاً أن هذه الكسارات تعمل ليل نهار دون توقف بلا حسيب ولا رقيب.