تسببت أطنان الغبار الناجمة عن الكسارات التي تحيط بقرى الكدمي والحسينية شرقي محافظة صبيا، في العديد من المشاكل الصحية والبيئية لدى سكان تلك القرى، والذين لا يجدون مفرا من استنشاق ترابها، بعدما لوثت أجواء القرى الهادئة وأحالتها إلى سحب ملوثة بالغبار. وأحدث الغبار تلفا واسعا في الثروة الحيوانية والنباتية ودمرت ما تبقى من مظاهر الحياة الفطرية التي كانت تنعم بها تلك القرى المتضررة والتي تعيش تحت وطأة عشرات كسارات تقوم بنفث سمومها في رئة تلك القرى، وتحدث أضرارا واسعة في حياة السكان هناك. وأوضح عدد من الأهالي الساكنين شرقي وغربي المجمع، ومنهم كل من علي النجعي من الرايغة، ومحمد الراجح من الكدمي، وجميل سوادة من الحسينية، ويحيى أبوطالب من الحسينية، أن هذه الكسارات لا تلتزم بمعايير السلامة البيئية فهي تقوم بنفث سمومها بشكل دائم حيث تحيط هالة من الأدخنة القرى المجاورة، مبينا أنه أصبحت هذه الكسارات تحيط بنا من كل جانب مثل سوار المعصم، ولا تبعد عنا سوى بضعة كيلومترات فقط، مشيرا إلى أنه أحدث وجودها القريب منا تلفا في مزارعنا، وتدمير بيئتنا والإضرار بصحة أرضنا التي كانت تشتهر بالزراعة، ولم يعد هناك حياة للمواشي، وأهملت المراعي بسبب تلوث الأشجار ببقايا الأتربة التي تنفثها تلك الكسارات. وناشدوا الجهات المعنية والمسؤولة في محافظة صبيا، بنقل هذه الكسارات إلى أماكن بعيدة عن قراهم، وعن المتنزهات البرية ومناطق المراعي. وأضافوا: نشدد على أهمية إلزام هذه الكسارات بوضع فلاتر لمنع تطاير الغبار والأتربة، كذلك إلزام جميع شركات الكسارات برش الطرق المؤدية إليها بالمياه، حيث أصبحت معظم خطوطنا منهارة ومهترئة بسبب كثرة مرور شاحنات تلك الكسارات فوقها صباح مساء نحن نعاني منذ سنوات ليست بالقصيرة من هذه الكسارات التي غيرت معالم البيئة والطبيعة في هذه القرى.