كانت كرة القدم هي الفائزة في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) التي أقيمت بالنمساوسويسرا واختتمت بفوز المنتخب الإسباني على نظيره الألماني 1 - صفر على ملعب (إرنست هابل) بالعاصمة النمساوية فيينا، في اليوم الأخير من ثلاثة أسابيع أقيمت خلالها مباريات على أعلى مستوى بين أفضل منتخبات القارة العجوز حيث ستعلق في الأذهان لفترة طويلة بعد إسدال الستار على فعاليات البطولة الأوروبية الثالثة عشرة. وتضمنت البطولة 31 مباراة أقيمت في ثماني مدن بالنمساوسويسرا وتابعها عشاق الساحرة المستديرة في جميع أنحاء العالم من خلال شاشات التليفزيون، كما شهدت ساحات العرض الجماعي حضور الملايين من المشجعين سواء في البلدين المضيفين أو دول أوروبية أخرى. وشهدت البطولة 77 هدفاً مقابل 76 هدفاً سجل في يورو 2004 بالبرتغال و85 هدفاً شهدته يورو 2000م. وكانت اليونان قد فجرت مفاجأة عندما أحرزت لقب يورو 2004 لكن بطولة عام 2008 شهدت مفاجآت أكبر ومزيداً من الإثارة على الملاعب رغم وصول اثنين من المنتخبات المرشحة، وهما المنتخبان الألماني والإسباني إلى الدور النهائي. وكما حدث في البرتغال، مرت البطولة بسلام ولم يشبها سوى حوادث بسيطة بين المشجعين لا تمثل شيئاً مقارنة بأحداث العنف التي شهدتها بطولات كبيرة أخرى. وأقيمت البطولة بشكل أقرب إلى المثالي ليشعر المنظمون بالرضا عن استضافة هذا الحدث الكبير، رغم حادث انقطاع البث التليفزيوني أكثر من مرة خلال مباراة ألمانيا وتركيا في الدور قبل النهائي. وكان من بين السلبيات القليلة للبطولة أيضاً خروج منتخبي النمساوسويسرا من الدور الأول (دور المجموعات)، ولكن ذلك لم يطفئ حماس مشجعي كرة القدم المحليين الذين تحولوا بعدها إلى مؤازرة المنتخبات المفضلة لديهم. وأشاد المستشار النمساوي ألفريد جوزنباور بالبطولة ووصفها بأنها (مهرجان للوحدة الأوروبية) كما أثنى فريدريتش ستيكلر رئيس الاتحاد النمساوي لكرة القدم على التعاون الرائع مع سويسرا. كذلك أبدى رالف زلوشزور رئيس الاتحاد السويسري للعبة ورئيس اللجنة المحلية المنظمة للبطولة إعجابه بأجواء يورو 2008 قائلاً: إن مدينة بيرن لن تنسى استقبال 100 ألف مشجع هولندي دون مشكلات. وكانت يورو 2008 بطولة ناجحة أيضاً من الناحية المالية بالنسبة للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) حيث ارتفع إجمالي العائدات بنسبة 56 بالمئة مقارنة بيورو 2004 ويتوقع أن يصل إجمالي الدخل إلى 250 مليون يورو (حوالي 400 مليون دولار). وقال الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس يويفا، الذي قدم كأس البطولة إلى إيكر كاسياس حارس مرمى وقائد المنتخب الإسباني عقب المباراة النهائية: إن البطولة نقلت الصورة الإيجابية لكرة القدم الأوروبية للعالم. وقال بلاتيني: عندما تصل لنهاية بطولة فإنك تشكر الناس، وأنا أحب أن أشكر اللاعبين والمدربين لأنهم قدموا صورة جيدة للغاية لكرة القدم الأوروبية.