ذكر مصدر دبلوماسي أن الرئيس التشادي ادريس ديبي لم يستقبل وفداً من مجلس الأمن الدولي يزور البلاد، معتبراً أن هذا الموقف ينطوي على (مجازفة). ورسمياً لم يكن ديبي موجوداً في تشاد. لكن مصدرا شبه رسمي قال إنه عاد مساء الجمعة من زيارة سرية لليبيا، وقال إنه (متعب جداً) لذلك لا يستطيع لقاء وفد الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الذي يقوم بجولة في المنطقة. وقال مصدر دبلوماسي: (إنها المرة الأولى التي لا يستقبل فيها رئيس الوفد). وأضاف: (بقيامه بهذه الخطوة وفي الوضع الذي يواجهه (ديبي)، انه يقوم بمجازفة). إلى ذلك ناشد لاجئون شردهم الصراع في دارفور بغرب السودان وتشاد وفد مجلس الأمن الدولي بتوفير المزيد من الحماية الدولية حتى يتسنى لهم العودة إلى منازلهم. وفي اليوم السادس لجولة تستغرق عشرة أيام بمناطق الصراع في إفريقيا توجه السفراء إلى جوز بيدا في شرق تشاد لزيارة مخيمات تديرها الأممالمتحدة وتضم لاجئين سودانيين من دارفور ومدنيين تشاديين نزحوا بسبب العنف. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جان موريس ريبيرت إن المبعوثين اجتمعوا في وقت لاحق مع يوسف صالح عباس رئيس وزراء تشاد وحثوا السلطات على السعي إلى المصالحة مع السودان. وينحي كل بلد على الآخر باللائمة في هجمات شنها متمردون عبر الحدود هذا العام. وأبلغ لاجئون سودانيون في مخيم جبل بمنطقة جوز بيدا مبعوثي الأممالمتحدة بأنهم يريدون العودة إلى ديارهم في دارفور بشرط أن تضمن الأممالمتحدة سلامتهم من التعرض لهجمات من ميليشيا الجنجويد المتحالفة مع الجيش السوداني. ويتعرض السودان لضغوط من اجل نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي يصل عددها إلى 26 ألف جندي على وجه السرعة في دارفور. ويوجد نحو 9000 جندي فقط من قوات حفظ السلام على الأرض في دارفور. واضطر مدنيون تشاديون أيضاً إلى الرحيل عن ديارهم بسبب غارات الجنجويد القادمين من السودان والعنف العرقي بين القبائل الذي أثارته هذه الهجمات بالإضافة إلى الهجمات التي شنها متمردون مناهضون للحكومة التشادية في شرق البلاد المضطرب. ويقول مسؤولون بالأممالمتحدة إن حجم العنف الذي اندلع على جانبي الحدود التشادية السودانية يتضح في وجود 250 ألف لاجئ سوداني يتناثرون في أكثر من عشرة مخيمات في شرق تشاد و180 ألف تشادي من النازحين داخلياً. ويقول خبراء أن نحو 200 ألف شخص قتلوا وان 2.5 مليون شخص اجبروا على النزوح من ديارهم في خمس سنوات من الصراع السياسي والعرقي في دارفور. وتقول الخرطوم إن عشرة آلاف شخص فقط قتلوا في الصراع.