لا رائحة أكره إلى نفسي من رائحة التبغ، مهما زعم صانعوه ومسوقوه بجودة صناعته وتعدد نكهاته! ولئن كان للتدخين ضرر على الصحة بلا شك، وما فتئ العقلاء والأطباء يحذرون من مخاطره الصحية، فإن ضرره الأساسي يعود على ممارسه، رغم أن للتدخين السلبي مخاطره أيضاً! وأدعو الله أن يعصم المسلمين منه. وحين سمعت عن عزم المرور فرض عقوبات على المدخنين أثناء القيادة، تعجبت! بزعمي أن هذا القرار مثالي في تطبيقه، لأن هناك تجاوزات مرورية أهم بكثير من معاقبة المدخنين بدعوى انشغالهم عن القيادة، وليس بسبب ضرر التدخين على صحتهم! ولو أني آمل أن يحد هذا القرار من كمية الدخان الذي ينفثه المدخنون وما يصاحبه من مخاطر بيئية، لا تتجاوز بأي حال ضرر ما تنفثه السيارات من مخلفات الديزل. وعتبي على المرور يطول، برغم أنهم أفضل جهاز حكومي يتجاوب مع مقالاتي بالرد والتوضيح. وأقدر لمدير عام المرور تفهمه لدور الصحافة في النقد الإيجابي، وأثني على مدير مرور الرياض العقيد عبد الرحمن المقبل وتجاوبه السريع مع الملاحظات المرورية التي تنشر بالصحف أو ترسل لإدارته عبر الفاكس باعتبار أنني مواطنة برتبة (جندي أول) إلا أن العتب يتركز في تراخي رجال المرور عن تحرير المخالفات، بدعوى أن المواطن (مطحون بالمتطلبات المعيشية) فيكتفون بكلمة (رح يا رجال ولا تتعودها). وقد تكون (لا تتعودها) هي قطع إشارة مرور نتج عنها إرباك في السير وما يترتب على ذلك الإرباك من إزاق أرواح بريئة أو إعاقات مستديمة، ناهيك عن السرعة القاتلة، حتى أصبحت طرقنا الرئيسية وشوارعنا الفرعية مارثوناً للسيارات فافتقدت الأمن والسلامة! إن قيادة صغار السن والأجانب تنذر بخطر محدق، ولو رجع المرور لسجلاته لوجد أن أكثر حوادث القتل من لدن هذه الفئات وأسبابها السرعة واللامبالاة والرفاهية. وحبذا لو عمدت إدارة المرور إلى مصادرة أية سيارة لسائق مخالف وبيعها في المزاد عند أول مخالفة ليرعوي الآباء والأمهات لأنهم هم الذين وفروا هذه السيارة وسلموها لمن لا يستحقها ولا يدرك خطر سوء استعمالها! إننا إزاء تساهل رجال المرور في تحرير مخالفات السائقين، وكأنهم هم الذين يقررون منح العفو! بدعوى أن ذلك السائق الكبير في السن في مكانة والدهم، فهم يحترمونه لسنِّه، وذلك السائق في عمر أبنائهم فهم يرأفون به! وتارات يكون العفو محسوبية، لأن ذلك السائق ولد فلان صاحب الوجاهة أو سائق أسرته الخاص، فكيف يسجن أو تصادر سيارته؟! لذلك أرى أن تدع إدارة المرور المثالية جانباً وتؤجل عقوبات المدخنين! وتركز جهودها في رصد المخالفات التي ينتج عنها إزهاق الأرواح فقد شبعنا حوادثَ وقتلاً في شوارعنا!! [email protected] ص.ب: 260564 - الرياض: 11342