تخيّلوا معي الخطوة التطويرية الكبيرة التي سوف تخطوها بلادنا بإذن الله عندما يعود إلينا بعد سنوات قليلة آلاف من طلابنا المبتعثين وهم يحملون مؤهلات أكاديمية في شتى التخصصات العلمية والتطبيقية، تخيلوا مكاسبنا التنموية الهائلة عندما يعود هؤلاء الشباب المبتعثون بتجارب ومعارف وخبرات من الصين واليابان ونيوزلندا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وألمانيا وسنغافورة وأستراليا .. لن تقف تلك العقول المستنيرة في طوابير أمام وزارة الخدمة المدنية كما يتصوّر السذُّج وقاصرو النظر من الناس. المبتعثون العائدون سوف يسهمون في صنع سوقنا الاقتصادي التنافسي الجديد، إنْ نحن وفّرنا لهم بيئة العمل الصحية المحفزة والعادلة. شكراً خادم الحرمين الشريفين وشكراً وزارة التعليم العالي على هذا الإنجاز النوعي الكبير. وبموازاة هذا الجهد النوعي التعليمي لوزارة التعليم العالي، هناك جهد تعليمي نوعي آخر على المستوى الوطني، فالجامعات السعودية تجاوز اهتمامها توفير ونشر فرص التعليم الجامعي، إلى إعادة تصميم وصياغة برامج التعليم العالي، لتستجيب وتتفاعل مع الطموح التنموي للمملكة، كما أشار إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين. جامعاتنا لم تَعُد مجرّد مؤسسات تعليمية تمنح شهادات تخول حامليها العمل في دواوين الحكومة، جامعاتنا تتحوّل اليوم إلى مراكز علميه تتفاعل وتتواصل مع مؤسسات علمية متقدمة، وتشارك في صنع المعرفة الإنسانية المعاصرة.