ذهلت إلى حد كبير وأنا أتأمل بحزن في النتيجة المتردية التي حققها طلابي الجامعيون المستجدون على اختبار متواضع في الفيزياء، وهو اختبار تم بناؤه ليجتازه طالب تخرج من المرحلة المتوسطة، والعجيب أن طلابي هؤلاء تخرجوا من الثانوية (علمي) بنسبة عامة تقارب وتزيد عن 90%. إن القول بضعف مخرجات تعليمنا الثانوي لم يعد تخمينا ولا رجماً بالغيب، بل إن هذا الضعف التعليمي اخترق كل الشرائح الاجتماعية والاقتصادية، والمساحة المتاحة هنا لا تسمح بتوثيق هذا الضعف.إن ضعف مخرجات التعليم الثانوي تشكو منه أيضاً جامعات أجنبية عديدة رغم تنامي جهود اصلاح التعليم الثانوي هناك، إلا أن تلك الجامعات تتخذ باستمرار من الإجراءات ما يضمن جودة مخرجاتها وملاءمتها لسوق العمل. ورغم أهمية تواصل جامعاتنا مع وزارة التربية في حل هذه المشكلة إلا أن على جامعاتنا ألا تنتظر إصلاح التعليم الثانوي، على جامعاتنا أن تتخذ من الإجراءات ما يضمن جودة مدخلاتها وجودة ما يجري فيها من تعليم وتعلم، بما في ذلك تطوير مقررات علاجية (Remedial) لأولئك الطلاب الجامعيين المستجدين الذين كشفت مقاييس الجامعة (placement tests) حاجتهم إلى تلك المقررات، ومن لا يجتاز تلك المقررات العلاجية يتم استبعاده.