التعليم العام - وتُمثّله وزارة التربية والتعليم - هو الأساس المتين للتعليم العالي الذي تُمثّله شقيقتُها الكُبْرى: وزارة التعليم العالي!. من هنا تأتي أهمية التعاون بين الوزارتين، كي تترابط حلقات سلسلة التعليم وتلتحم ببعضها، ولا تتَحَلْحل، ولا تنفكّ، فتتدهور جودة التعليم ومُخرجاتُه!. لكن للأسف، لا أرى تعاوناً يُذكر في أحايين كثيرة بين الوزارتين، الأمر الذي يذهب ضحيته آلافٌ مؤلّفة من أبنائنا الطُلاّب!. هاكم مثالاً صارخاً: جرّبت وزارة التربية والتعليم نظام المقرّرات الدراسي خلال السنوات القليلة الماضية، وهو مثل نظام الساعات الجامعي، بمعنى أنه يُتيح لطالب الثانوية أن يتخرّج مُبكّرا، أي في أقلّ من 3 سنوات، إذا تابع دراسته في صيف المرحلتين الأولى والثانية الثانويتيْن، والمؤشّرات تدلّ على نجاح النظام وانخراط الكثيرين فيه، وتخرّجهم منه، لكن يا خسارة جاءوا ليفرحوا ما لقوا أيّ مطرح، فالجامعات السعودية، جُلّها إن لم تكن كلّها، لا تقبل الطُلاّب المُستجدّين إلا بعد نهاية الفصل الدراسي الثاني، حتى أنّ بعض اختبارات القدرات والتحصيل لا تُجْرى إلاّ بعد هذا الفصل، وعلى هذا فمن يدرس هذه المقرّرات ويتخرّج من الفصل الأول فعليه أن ينتظر طيلة الفصل الثاني، مع احتمالية عدم قبوله أيضاً لتكون مكافأة تفوّقه وتميّزه عن أقرانه: خيبة أمل وإحباط!. لن أقارن بدول العالم المتطوّرة، لكن أقارن بالأردن الذي تقبل جامعاته طُلاّب المقرّرات الدراسية في أي فصل، أمّا نحن فشرّعنا نظامها بلا تعاون، وكأننا نقول لطُلاّبها: بُلّوها واشربوا مَيَّتَها، فيا جماعة: إمّا يقطف طلاّبنُا ثمرتها أو.. ألغوها!. @T_algashgari [email protected]