عادة ما يمتنع مرضى السكري من النوع الثاني عن اخذ الإنسولين وذلك يعرف ب(المقاومة النفسية للإنسولين) وفي معظم الحالات يؤجلون مباشرة العلاج بالإنسولين لفترة طويلة من الزمن وذلك مما يزيد من المضاعفات المتعلقة بأخطار المرض. أجريت دراسة في المملكة المتحدة حول مرض السكر وأشارت إلى أن 27% من الذين خضعوا للعلاج بالإنسولين رفضوه في البداية. لقد تم تحديد عدد من معتقدات ومواقف مرضى السكر بما يخص الإنسولين ومن بينهم الذين يخافون من الحقن (رهبة الإبرة) والخوف من انخفاض سكر الدم والمخاوف من الاعتماد على الغير والتمسك بالحرية الشخصية والخوف من زيادة الوزن والخوف من عدم مناسبة الحقن وتقنيات الحقن المناسبة والأهم من ذلك هو الاعتقاد بأن الحاجة لبدء أخذ الإنسولين يعكس تراجعاً للحالة والفشل الذاتي في إدارة المرض من قبل مريض السكر نفسه. أما عن معالجة المشكلة فيقترح بلونسكي جاكسون الإخصائي النفسي عددا من استراتيجيات التدخل العملية عندما يواجه المسؤولون مقاومة مرضى السكر لمباشرة العلاج بأخذ الإنسولين أو ما يعرف بمقاومة الإنسولين النفسية: تحديد معوقات المريض الشخصية يجب التعرف مباشرة على مخاوف المريض الأساسية ومعالجة هذه المخاوف من خلال ابراز الفوائد التي سيحصل عليها المريض من خلال السيطرة على مستويات سكر الدم. معالجة إرهاب الإبرة يجب على الأطباء الممارسين وفي بعض الحالات النادرة التي يواجهونها وتتعلق بخوف المريض الكبير من الإبرة أن يحيلوا هذا المريض إلى اخصائي نفسي خبير في المعالجة النفسية وذلك لعلاج هذه الحالة. ويمكن حل مشكلة إرهاب الإبرة بشكل سريع وخاصة بوجود تقنيات الأنظمة الحديثة الخاصة بأخذ الإنسولين مثل الأقلام التي يمكن أن تخفف من إرهاب الإبرة لدى مرضى السكر الذين يخافون من الإبرة مقارنة بالمرضى الذين كانوا يحقنون انفسهم بالإنسولين من خلال الحقن الزجاجية ذات الإبر الكبيرة المؤلمة التي لا زال لها تأثير الخوف على المرضى. ولكن تعتبر الأقلام اكثر سهولة في الاستعمال وتبدو انها مقبولة اكثر من الزجاجة التقليدية والحقنة. لذا تعتبر هذه التقنيات الحديثة اكثر قبولاً لمرضى السكر الذين يخافون من الإبرة. مناقشة الأخطار الحقيقية لانخفاض مستوى سكر الدم تعتبر مخاوف مرضى السكر من النوع الثاني ناشئة عن الحوادث المفاجئة والمخيفة الناتجة عن نقص السكر في الدم وذلك كما تشاهد في الأفلام. ويجب أن يتم افهام المرضى بأن انخفاض سكر الدم الحاد هو حالة نادرة لدى مرضى السكر وينطبق ذلك على المرضى الذين يأخذون الإنسولين. وأن المراقبة الدائمة لغلوكوز الدم والمراجعة الحذرة للنتائج بالإضافة إلى التوعية الخاصة بمرض السكر يمكن أن تساهم في أن يصبح مرضى السكر اكثر مهارة في التعرف على العلاج المناسب لانخفاض مستوى سكر الدم وذلك سوف يخفض خطر اية مشاكل محتملة. يجب أن تكون رسالة الإنسولين مناسبة يجب أن يتم التأكيد على مرضى السكر بأنهم لم يفشلوا في علاج مرضهم ويجب أن يشرح لهم بأن مرض السكر قابل للتطور فإن اللجوء للعلاج بالإنسولين مطلوب للمحافظة على مستوى سكر الدم الإيجابي. كما يجب أن يشجع هؤلاء المرضى بشكل ايجابي ومفيد. استعادة احساس المريض بالتحكم الشخصي عند الضرورة يجب أن يقدم الإنسولين كعلاج قصير وتجريبي وبالطبع يجب أن يكون لدى المرضى الخيار فيما إذا يرغبون أن يأخذوه أو لا وإلى اي فترة سيتابعون العلاج من خلاله وعند وضعه امامهم كخيار ممكن بمساعدة طبيبهم الخاص فذلك يذكرهم بأن الإنسولين لا يعني بأنه سيكون خيارهم الوحيد دون التحكم الشخصي بحياتهم. تعزيز الفعالية الذاتية بأسرع وقت ممكن عندما يقدم الإنسولين لأول مرة يجب أن يتم الشرح للمريض طريقة استعماله في غرفة استشارة الطبيب كما يجب أن يتم التشجيع على ممارسة الرياضة قبل العودة للمنزل. ثم يقوم مرشد السكر بتعليمه كيفية استعمال الحقنة بطريقة سهلة حيث ان ذلك يشجعه ويعزز ثقة المريض هذا بالإضافة إلى عدد من التوصيات الخاصة بتغيير السلوك (مثل مراقبة مستويات سكر الدم الدائم وتغيير اوقات تناول الطعام) وذلك يجب أن يكون في حده الأدنى وذلك حتى يتم تشجيع المريض كي يتخلى عن مخاوفه من مباشرة العلاج بالإنسولين. وملخص القول عندما يتم التعرف على المعوقات الشخصية لمرضى السكر التي تمنعهم من استعمال الإنسولين للعلاج ومناقشتها معهم يتم تمكينهم من التغلب على تلك المعوقات وخاصة انه يبدو بأن أغلبية حالات مقاومة الإنسولين النفسية يمكن مكافحتها عندما يبدأ الإكلينيكيون بتقديم الحاجة لاستعمال الإنسولين مبكراً للعلاج والامتناع عن تقديم الإنسولين بطريقة فجة أو كوسيلة تهديدية أو لوم المريض ويجب اقناع المريض أن مباشرة العلاج بالإنسولين لا يعتبر ذلك نتيجة لفشل العناية الذاتية ولكن وسيلة دوائية فعالة لعلاج مرض السكر من النموذج 2. ومن وجهة نظر المؤلف أن هذه الإجراءات تساعد على تخفيف مقاومة المرضى النفسية للإنسولين. استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر - البورد الأمريكي في الأطفال - البورد الأمريكي في الغدد الصماء والسكر