التسويف في علاج مرض السكري * لقد تحدثتم فيما سبق عن التسويف في البدء في علاج مرض السكري النوع الثاني بالإنسولين وأن ذلك قد يؤدي للمضاعفات، فما صحة هذا الخبر؟ - نعم هذا صحيح. فعادة ما يمتنع مرضى السكري من النوع الثاني عن أخذ الإنسولين وذلك يعرف بالمقاومة النفسية للإنسولين، وفي معظم الحالات يؤجلون مباشرة العلاج بالإنسولين لفترة طويلة من الزمن وذلك مما يزيد من المضاعفات المتعلقة بأخطار المرض. ونعم بالفعل أجريت دراسة في المملكة المتحدة حول مرض السكر وأشارت إلى أن 27% من الذين خضعوا للعلاج بالإنسولين رفضوه في البداية. تأجيل البدء بالإنسولين * ماهي الأسباب التي تؤدي إلى تأجيل البدء بالإنسولين لمرضى السكري النوع الثاني؟ - لقد تم تحديد عدد من معتقدات ومواقف مرضى السكر بما يخص الإنسولين ومن بينهم الذين يخافون من الحقن والخوف من انخفاض سكر الدم والمخاوف من الاعتماد على الغير والتمسك بالحرية الشخصية والخوف من زيادة الوزن والخوف من عدم مناسبة الحقن وتقنيات الحقن المناسبة والأهم من ذلك هو الاعتقاد بأن الحاجة لبدء أخذ الإنسولين يعكس تراجعاً للحالة والفشل الذاتي في إدارة المرض من قبل مريض السكر نفسه. معالج نفسي * ما الوسائل التي تعالج هذا الأمر في وجهة نظرك؟ وهل يحتاج الأمر إلى معالج نفسي أيضا؟ - نعم قد يحتاج الأمر إلى معالج نفسي إن كان الرفض تاما ولم يستجب المريض للبدء بالعلاج بالإنسولين. وبخصوص معالجة المشكلة نفسيا، فيقترح بلونسكي جاكسون الإخصائي النفسي عددا من إستراتيجيات التدخل العملية عندما يواجه المسؤولون مقاومة مرضى السكر لمباشرة العلاج بأخذ الإنسولين أو ما يعرف بمقاومة الإنسولين النفسية. ويمكننا التحدث عنها فيما بعد. المقاومة النفسية للبدء بالإنسولين * ما الوسائل النفسية لمعالجة هذه المقاومة النفسية للبدء بالإنسولين أو الطرق النفسية العلاجية المقترحة؟ - على حسب الدراسات فهناك عدة طرق نذكر منها ما يلي: تحديد معوقات المريض الشخصية. حيث يجب التعرف مباشرة على مخاوف المريض الأساسية ومعالجة هذه المخاوف من خلال إبراز الفوائد التي سيحصل عليها المريض من خلال السيطرة على مستويات سكر الدم. ومنها معالجة إرهاب الإبرة، حيث يجب على الأطباء الممارسين وفي بعض الحالات النادرة التي يواجهونها وتتعلق بخوف المريض الكبير من الإبرة أن يحيلوا هذا المريض إلى أخصائي نفسي خبير في المعالجة النفسية وذلك لعلاج هذه الحالة. ويمكن حل مشكلة إرهاب الإبرة بشكل سريع وخاصة بوجود تقنيات الأنظمة الحديثة الخاصة بأخذ الإنسولين مثل الأقلام التي يمكن أن تخفف من إرهاب الإبرة لدى مرضى السكر الذين يخافون من الإبرة مقارنة بالمرضى الذين كانوا يحقنون أنفسهم بالإنسولين من خلال الحقن الزجاجية ذات الإبر الكبيرة المؤلمة التي لازال لها تأثير الخوف على المرضى. ولكن تعتبر الأقلام أكثر سهولة في الاستعمال وتبدو أنها مقبولة أكثر من الزجاجة التقليدية والحقنة. لذا تعتبر هذه التقنيات الحديثة أكثر قبولاً لمرضى السكر الذين يخافون من الإبرة. أخطار انخفاض مستوى سكر الدم * من الأمور التي يتخوف منها مريض السكري النوع الثاني عند البدء بالإنسولين انخفاض السكر فما تعليقكم على هذا الأمر؟ - نعم يجب مناقشة الأخطار الحقيقية لانخفاض مستوى سكر الدم، فتعتبر مخاوف مرضى السكر من النوع الثاني ناشئة عن الحوادث المفاجئة والمخيفة الناتجة عن نقص السكر في الدم وذلك كما تشاهد في الأفلام. ويجب أن يتم إفهام المرضى بأن انخفاض سكر الدم الحاد هو حالة نادرة لدى مرضى السكر وينطبق ذلك على المرضى الذين يأخذون الإنسولين. وأن المراقبة الدائمة لغلوكوز الدم والمراجعة الحذرة للنتائج بالإضافة إلى التوعية الخاصة بمرض السكر يمكن أن تساهم في أن يصبح مرضى السكر أكثر مهارة في التعرف على العلاج المناسب لانخفاض مستوى سكر الدم وذلك سوف يخفض خطر أي مشاكل محتملة. مرض السكر قابل للتطور * ما الرسالة التي تود أن تنشر بخصوص الإنسولين ولعامة المرضى؟ - يجب أن يعرف المرضى عند تحويلهم للإنسولين، ويجب التأكيد عليهم بأنهم لم يفشلوا في علاج مرضهم ويجب أن يشرح لهم بأن مرض السكر قابل للتطور فإن اللجوء للعلاج بالإنسولين مطلوب للمحافظة على مستوى سكر الدم الإيجابي. كما يجب أن يشجع هؤلاء المرضى بشكل إيجابي ومفيد. وعند الضرورة يجب أن يقدم الإنسولين كعلاج قصير وتجريبي وبالطبع يجب أن يكون لدى المرضى الخيار فيما إذا يرغبون أن يأخذوه أو لا وإلى أي فترة سيتابعون العلاج من خلاله وعند وضعه أمامهم كخيار ممكن بمساعدة طبيبهم الخاص فذلك يذكرهم بأن الإنسولين لا يعني بأنه سيكون خيارهم الوحيد دون التحكم الشخصي بحياتهم. وعندما يقدم الإنسولين لأول مرة يجب أن يتم الشرح للمريض طريقة استعماله في غرفة استشارة الطبيب كما يجب أن يتم التشجيع على ممارسة الرياضة قبل العودة للمنزل. ثم يقوم مرشد السكر بتعليمه كيفية استعمال الحقنة بطريقة سهلة حيث إن ذلك يشجعه ويعزز ثقة المريض هذا بالإضافة إلى عدد من التوصيات الخاصة بتغيير السلوك (مثل مراقبة مستويات سكر الدم الدائم وتغيير أوقات تناول الطعام) وذلك يجب أن يكون في حده الأدنى وذلك حتى يتم تشجيع المريض كي يتخلى عن مخاوفه من مباشرة العلاج بالإنسولين.