تكشف استقالة قائد العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى المفاجأة عن انقسامات داخلية حادة في ادارة الرئيس جورج بوش وكذلك في صفوف القوات المسلحة الأمريكية بشأن العراقوايران. وقدم الأدميرال وليام فالون الذي اشرف منذ 2007 على الحربين الأمريكيتين في العراق وافغانستان، استقالته الثلاثاء بعدما وصف في مقال صحافي على انه معارض بشدة لسياسة الرئيس جورج بوش حيال إيران. وذكر المقال بأن فالون هو (الرجل الذي يقف بين السلام والحرب) مع إيران التي تتهمها واشنطن بالتدخل في الشؤون العراقية وبالسعي لامتلاك السلاح النووي. وكان فالون صرح لقناة الجزيرة القطرية في الخريف أن (طبول الحرب المتواصلة لا تساعد وليست ضرورية. انني أعول على واقع ان أي حرب لن تندلع وهذا ما علينا العمل من اجله). واعتبر كاتب المقالة في مجلس اسكواير أنه لن يفاجأ اذا ما اقيل الأمريال فالون من مهامه وانه في حال جرى ذلك (فمن المحتمل ان يعني ان الرئيس ونائب الرئيس يعتزمان التحرك عسكريا ضد ايران قبل نهاية السنة وانهما لا يريدان ان يعترض قائد عسكري طريقهما). ونفى البيت الابيض الأربعاء ان يكون أي كان في الادارة الأمريكية يسعى إلى الحرب مع ايران وان يكون فالون تنحى بسبب معارضته لاي مشروع حربي مزعوم. وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو (لا أحد في الادارة يشير إلى أي شيء آخر غير المقاربة الدبلوماسية حول إيران). ولم يكن المقال الصحافي أو تصريحات فالون الأخرى بشأن ايران لفتت الانتباه أو أثارت أي جدل يذكر في الولاياتالمتحدة إلى أن يعلن الأمريال استقالته. وأوضح مسؤول عسكري طلب عدم كشف اسمه (لا أقول ان مقال مجلة اسكواير لم يساهم في الخلاف، لكن الامر اقرب إلى تراكمات تزايدت خلال الاشهر الماضية وقادته إلى الاستنتاج بأنه غير فاعل كثيرا على صعيد المهمة الموكلة إليه). وتابع ان (المسألة ليست انه فقد نفوذه بل انه يعتقد سواء عن حق أو عن باطل ان هذه المقالات وان الخلافات التي يعتقد انها قائمة بينه وبين البيت الابيض بدأت تعيق فاعليته وتؤثر عليها سلبا). وقال (ثمة ثقافة في البحرية مفادها ان من يعتقد ان قدرته القيادية تراجعت أو تعطلت أو انه غير مقتنع بانه قادر على الاستمرار في القيادة بشكل فاعل، يترتب عليه عندها واجب معنوي بالتنحي). وبعدما رفض وزير الدفاع روبرت غيتس الاثنين التعليق على مقال اسكواير ما يشير إلى استيائه من القضية، صرح الثلاثاء ان الأمريال فالون اتخذ قرار التنحي (من تلقاء نفسه) مضيفا ان ذلك كان ما ينبغي القيام به. وقال غيتس للصحافيين انه لا يعتقد ان ثمة اختلافا يذكر في وجهات النظر بين فالون والبيت الابيض بل (سوء فهم) بينهما. والى وجهات نظره المعارضة لموقف ادارة بوش حيال ايران، فإن الأدميرال فالون غالبا ما كان بحسب الصحافة على خلاف بشأن العراق مع الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق الذي ينعم على ما يعتقد بثقة بوش الكاملة.