يعتبر نهائي كأس الملك لموسم عام 1388ه الذي جمع فريقي الاتفاق والهلال في ملعب الصائغ بالرياض أول مواجهة ذهبية تجمع الفريقين في تاريخهما الرياضي. ولتسليط الضوء على أبرز الاحداث والذكريات الرياضية التي تمخضت عن هذه المواجهة التاريخية تحدث كابتن الاتفاق العملاق خليل الزياني للجزيرة قائلاً: قبل هذه المباراة بأسبوع حصل خلاف حاد بين أعضاء الشرف وبين رئيس النادي الراحل (ناصر القلاف) مطالبين باستقالته وترك الرئاسة نظراً لعدم مرونة الإدارة مع الأعضاء وإزاء هذا الخلاف تصدينا نحن الخمسة.. خليل الزياني وسعود الفصمة ومحمد الفصمة وعبد الله يحيى وعبد الله الغامدي (حبشي) المهمة لاحتواء هذه المعضلة وأتذكر جيداً أننا قمنا بزيارة رئيس النادي القلاف في بيته وطلبنا منه تقديم استقالته طالما أن الأعضاء الداعمين غير راضين على سياسته الإدارية وبالفعل وافق القلاف على طلبنا وأصبحنا بلا رئيس!! وأتذكر أن الأعضاء دعمونا كثيراً والمهم إبراهيم أبو غرارة والمسعودي ومحمد ناصر الحربان بعد أن أقنعنا الرئيس بالاستقالة! * سافرنا قبل المباراة بيومين للرياض وعسكرنا في فندق متواضع جداً (...)!! في البطحاء.. بينما زملاؤنا الهلاليون عسكروا في أفضل الفنادق.. * كان أعضاء الشرف لهم دور كبير في تهيئة الظروف والأجواء الصحية لنا ومن الأشياء التي أتذكرها عندما أقمنا في الفندق منعت الإدارة دخول الصحفيين وكذلك عدم السماح لأحد بالدخول سوى اللاعبين والإداريين والجهاز الفني فقط. * وقبل المباراة بيوم طلبوا منا تغيير الشعار الذي كان عبارة عن أخضر وأبيض باعتبار أن الشعار يمثل شعار المملكة ولضيق لوقت تمت الاستعانة بفانلات من شركة أرامكو وكانت عبارة عن فانيلات بيضاء وخطوط صغيرة خضراء!! ودخلنا المواجهة وكنا نخشى الهلال لسمعته ونجومه الكبار يتقدمهم مبارك العبد الكريم وسلطان بن مناحي ومرشد العتيبي وحميد الجمعان ونبيل الرواف واسماء كبيرة لكن مع الاصرار والحماس والتسلح بالإرادة الصلبة نجحنا في إنهاء الشوط الأول بتقدمنا 3-1 سجلها سعود الفصمة (هدفين) وسالم المخيزيم وفي الشوط الثاني حاول الهلال إدراك التعادل غير أن نجم المباراة محمد الفصمة نجح في تعزيز النتيجة باحرازه الهدف الرابع وتقدم (4-1) وفي آخر هذا الشوط سجل الهلال هدفه الثاني بواسطة لاعبه (ابن عمر) لينتهي اللقاء لصالحنا 4-2 وكان يعد الأجمل في حياتي الرياضية خاصة انني كنت قائداً للفريق في هذه المواجهة التاريخية. * وأتذكر من المواقف التي لا أنساها حين وصلنا قرب المنصة وقبل صعودنا حصل نقاش بيني وبين زميلي المدافع عبد الله يحيى وكان يرغب الصعود أولاً واستلام الكأس قبلي.. طبعاً أنا كابتن ومن المفترض أن أصعد أولاً لكنه رفض وأذكر في ظل إصراره كان يقول أنت استلمت كأس ولي العهد عام 1385ه والدور الآن عليّ ولم يحل الخلاف والملك فيصل كان ينتظر صعودنا للمنصة لكن الأستاذ عبد الله فرج الصقر احتوى الموضوع وصعدنا سوياً واستلمنا الكأس لأول مرة. * وعقب نزولنا ونحن نحتفل بالكأس الغالية اتجهنا للباص وركبنا متوجهين للمطار ونحن نسير بالطريق بحثنا عن الكأس ولم نجدها وفقدت فجأة!! وخشينا أنها سرقت!! واتضح أن رئيس النادي (المبتعد) ناصر القلاف قد أخذ الكأس الذهبية بسيارته وسافر للمنطقة الشرقية براً.. والكأس معه فكان هذا الموقف مضحكاً جداً!! وكفيلاً بان يعيد العلاقة بين رئيس النادي المبتعد وبين أعضاء مجلس إدارته وأذكر أن القلاف عاد مرة أخرى للرئاسة بعد أن تنازل عن بعض قناعاته وعادت المياه لمجاريها بين الجميع وهذا ما يميز الاسرة الاتفاقية أنها مهما حصل خلاف لا بد أن يبقى الحب الأول والأخير لهذا الكيان العريق.