تنظم حوالي عشرين ولاية أمريكية غداً الثلاثاء انتخابات لا سابق لها لاختيار المرشحين الجمهوري والديموقراطي اللذين سيخوضان المنافسة في الانتخابات الرئاسية التي تجري في تشرين الثاني - نوفمبر المقبل. وخلال (الثلاثاء الكبير) الذي لم يشهد أبداً مثل هذا العدد من الانتخابات التمهيدية في ولايات عدة في الوقت نفسه، يتنافس ستة مرشحين. ومن جانب الديموقراطيين ستكون المنافسة بين السيدة الأمريكية الأولى سابقاً هيلاري كلينتون وسناتور ايلينوي الشاب باراك أوباما. ومن جانب الجمهوريين يتنافس أربعة مرشحين لكن سناتور اريزونا جون ماكين، الأوفر حظاً، لا يواجه سوى منافس واحد جدي هو حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني. ومن المتوقع أن يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة من بين هؤلاء المرشحين الأربعة. وعلى صعيد متصل أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز وشبكة سي- سبان ومؤسسة زغبي لاستطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما اللذين يسعيان للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية وذلك قبل يومين فقط من انتخابات (الثلاثاء الكبير) التمهيدية. وأظهر الاستطلاع الذي أعلنت نتائجه أمس الأحد تقدم أوباما على كلينتون بفارق ضئيل في ولاية كاليفورنيا بينما تقاربت بشدة الأصوات المؤيدة لكل منهما في نيوجيرزي وميزوري قبل يوم غدٍ الثلاثاء الذي سيشهد أكبر عملية تصويت في حملة الترشيح لخوض الانتخابات الأمريكية إذ ستجرى فيه انتخابات تمهيدية في 24 ولاية. ففي كاليفورنيا تقدم أوباما على كلينتون بنسبة 45 في المئة إلى 41 في المئة. ويحمل الاستطلاع هامش خطأ بنسبة 2.9 نقطة مئوية. وتقدمت كلينتون نقطة واحدة على أوباما في نيوجيرزي وميزوري في استطلاعين يحمل كل منهما هامش خطأ بنسبة 3.4 نقطة مئوية. وتحظى كلينتون بدعم بين النساء وذوي الأصول اللاتينية والمسنين بينما يتمتع أوباما بتأييد كبير بين السود والرجال وقطاع الشباب. وقال جون زغبي خبير استطلاعات الرأي ورئيس مؤسسة زغبي (يبدو أننا أمام سباق جاد بين كلينتون وأوباما... ومهما كانت النتيجة فنحن شبه متأكدين من أن السباق محتدم لدرجة يصعب معها حسمه يوم الثلاثاء). ويتقدم أوباما - عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي الذي سيصبح في حالة فوزه أول رئيس أسود في تاريخ الولاياتالمتحدة - بفارق 20 نقطة على كلينتون في جورجيا إذ يحظى بدعم يزيد عن ثلاثة أصوات إلى صوت واحد لمنافسته بين الناخبين السود. من جهتها هاجمت هيلاري كلينتون منافسها لنيل ترشيح الديموقراطيين للسباق الرئاسي الأمريكي باراك اوباما وقارنته بالرئيس جورج بوش معتبرة انه لا يمكن للناخبين ان يختاروا شخصاً لا يعرفونه بشكل كافٍ. وقالت السيدة الأمريكية الاولى سابقاً على متن طائرتها في طريق عودتها من تاكسون (اريزونا، جنوب - غرب) (لا يمكننا ان نسمح لانفسنا بانتخاب شخص كما فعلنا مع جورج بوش وبعد ذلك نفاجىء بالقرارات المتخذة وبتوجهات ادارة البلاد). واضافت (والطريقة الأفضل لتجنب ذلك هو وجود مرشحة تقول لكم ما ستقوم به وتكون مسؤولة عن قراراتها عند تسلمها السلطة) واصفة منافسها بانه عديم الخبرة و(غير واضح). واعتبر روبرت غيبس الناطق باسم اوباما بان هذا الهجوم الذي شنته كلينتون يندرج في اطار اسلوب حملة انتخابية يقوم على اساس (القيام بكل شيء وقول كل شيء) من أجل الفوز. وعلى الجانب الجمهوري يتقدم جون مكين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا على منافسه ميت رومني بفارق يزيد عن عشر نقاط في نيويورك ونيوجيرزي وميزوري لكنه يتراجع قليلاً أمامه في كاليفورنيا. ويتقدم رومني حاكم ماساتشوستس السابق على مكين بنسبة 37 في المئة إلى 34 في المئة في كاليفورنيا. ويحمل الاستطلاع هامش خطأ بنسبة 2.9 نقطة مئوية. وقال زغبي (كاليفورنيا قد تمثل المواجهة الأخيرة بالنسبة لرومني. فإذا فاز هناك... فإن هذا قد يعطي الجمهوريين المعارضين لمكين أملا في أنه مازال أمامهم فرصة لوقف تقدمه. إلى ذلك أعلن الحزب الجمهوري ان حاكم ماساشوستس السابق ميت رومني، المرشح الابرز للفوز بترشيح الحزب الجمهوري مع جون ماكين، فاز بالانتخابات التمهيدية في ولاية ماين (شمال شرق). وقد حصل على 52% من اصل ال 57% من الاصوات التي فرزت، وتلاه ماكين (22%) ورون بول (19%) ومايك هاكابي (5%). وقال سكوت كوفمن نائب رئيس الحزب الجمهوري في ماين (مع هذه النتائج من المؤكد عمليا ان الحاكم السابق (ميت رومني) قد فاز بالانتخاب).