ماذا تريد إسرائيل أن نقول لنا عندما تشدد الخناق على الشعب الفلسطيني وتقوم بحملة تجويع وقتل وتشريد له بعد كل زيارة يقوم بها رئيس أمريكي لمنطقة الشرق الأوسط؟ فما كاد الرئيس بوش يغادر المنطقة حتى بادرت إسرائيل إعلان تعويد المزيد من أراضي القدسالشرقية ثم قامت بحصار غزة حصارا قاتلا بإيقاف كل إمدادات الحياة اليومية فجاع الناس ومات الأطفال المواليد في غرف العزل بالمستشفيات ومات مرضى آخرون بسبب انقطاع الكهرباء وأجهزة التنفس. ومن يعود إلى الوراء يجد أن هذا ليس لأول مرة وإنما يحدث في كل مرة يزور فيها رئيس أمريكي المنطقة ويطلق فيها تصريحات عن السلام والعدل والدولة الفلسطينية فقد حدث هذا عند زيارات كلينتون وريجان وكارتر وغيرهم من الرؤساء الأمريكان الذين يجعلوننا نبني الأحلام ونكتب عن السلام أفلاما في حين تمرر إسرائيل على كل ذلك الجرافات وتبني عليه المستوطنات وتقوم بتنفيذ المزيد من الاعتداءات على الأرض والإنسان. ماذا تريد إسرائيل أن تقول لنا بعد زيارة كل رئيس أمريكي للمنطقة؟ وما هي الرسالة التي لم نستوعبها ونظل نصر على السير عكس ما تقوله لنا؟ لا شك أن إسرائيل تريد أن تقول لنا إن المصداقية في (الأفعال) لا في (الأقوال)، لقد وعدت أمريكا إسرائيل بالحماية الكاملة الشاملة ووفت بوعودها في كل المواقف الدولية والمعارك العسكرية معنا، وكان آخر هذه المواقف اعتراض أمريكا في مجلس الأمن على قرار يدين حصار غزة وقتل الأبرياء، فما هي الوعود التي وفت بها لنا أمريكا فيما يخص إسرائيل إذا كانت لا تريد حتى أن تدين - بالكلام - قتل المواطنين العزل والأطفال الأبرياء وتجويع شعب شُرِّد عن وطنه منذ أكثر من نصف قرن؟!