حسب المعايير العسكرية لايمكن مقارنة صواريخ حماس بآلة الدمار الأمريكية. ولكن ومن المنطق العسكري أيضا لم يكن بالإمكان مقارنة سلاح رفاق نيلسون مانديلا ومع ذلك سقطت دولة جنوب أفريقيا العنصرية. إن إرادة الشعب ومقاومته هما الضمان الوحيد لدحر المعتدي لأنه من الواضح أن الضمير الأمريكي لايرى مندوحة في قتل أطفال الفلسطينيين والمدنيين العزل. ولكي نكون منطقيين فلا بد من النظر إلى القضية من جميع الجوانب. أولا: كانت إسرائيل تحاصر شعب غزة في أكبر معسكر اعتقال في العصر الحاضر. تجوّع الناس وتحرمهم من حقوقهم الأساسية في مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية. ثانيا: الخلاف الفلسطيني هيأ لعزل الفلسطينيين في غزة، ومن هنا يمكن أن نقول إن المنظمة وحماس ساهمتا من حيث لاتعلمان في حصار غزة. ثالثا: أخطأت حماس في إنهاء الهدنة لأنها أعطت المبرر للصهاينة لممارسة جرائمهم المتتالية بحق الفلسطينيين العزل، ولكن هل كان لدى حماس خيار آخر لمواجهة الحصار الغاشم في ظل صمت دولي وتبلد عربي. رابعا: ليس غريبا على إسرائيل أن تمارس جرائم حرب بحق العرب أطفالا. ونساء فهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. كما أنه ليس غريبا عليى دولة بوش التي تلطخت أيديها بدماء الأبرياء العرب في أكثر من مكان أن تبارك الجرائم الإسرائيلية في كل مكان وزمان. وإذا كان الأمريكيون يبحثون عن سبب لكره العرب لهم وعن سبب لاستهداف أمريكا من قبل المتطرفين فإن التأييد الأمريكي لجرائم الصهاينة وإمداد دولة مجرمي الحرب بالسلاح والمال هي السبب الرئيس في استهداف أمريكا سابقا ومستقبلا. وليس لدي شك بأن أكبر من يغذي التطرف في المنطقة هما أمريكا وإسرائيل. خامسا: يجب أن لا ننتظر من أوباما أو هيلاري كلينتون سلوكا مغايرا لسلوك بوش لأن كثيرا من الجرائم الجاكوبية اقتُرفت في عهد بيل كلينتون. السبب أن الكره الذي يكنه القادة الأمريكيون للعرب والمسلمين أكبر من ضمائرهم الإنسانية، ولكم أن تقارنوا بين ردة فعل القادة الأمريكيين على اجتياح روسيا لجورجيا برغم أن جورجيا هي من قصفت القرى في أوسيتيا. سادسا: لأول مرة منذ الاحتلال الإسرائيلي أرى مؤشرات عسكرية قد تقود القوى الفلسطينية إلى فعالية أكبر إذا تبنتها وقد تؤدي إلى نتائج لم تستطع الجيوش العربية تحقيقها، ولكن ذلك لن يتحقق إلا إذا تجاوز الفلسطينيون خلافاتهم.