حب الاطفال غريزة توجد في كل نفس بشرية مرهفة، ويزيد هذا الحب بدرجة اكبر عندما يكون هؤلاء الاطفال هم الابناء فاننا نحاول ان نوفر لهم مختلف اصناف الراحة والسعادة. ويكون الحب كذلك اكبر واكثر عندما يكون احد هؤلاء الاطفال يعاني من اعاقة معينة ففي تصوري ستكون مشاعر الحب والعطف والحنان هي المستحوذة بالدرجة الاولى على تفكيرنا ومشاعرنا وهذا امر طبيعي ونحاول ان نبذل اقصى جهد نرى ان فيه مصلحة ولو يسيرة لهذا الطفل او الطفلة على ان لا يؤثر ذلك سلباً على مشاعر واحاسيس بقية الابناء. فطفلته احبها حبا كبيراً، كان يراقبها في جميع حركاتها وسكناتها وراجياً تحسن حالتها، كان يحب ان يعرف ماذا تفعل وكيف تجلس وماذا تاكل وكيف تشرب,,. يفرح عندما يراها تضحك ويحزن عندما يجدها تبكي لانها لا تستطيع التعبير عن مشاعرها او احتياجاتها والامها سوى بالضحك او البكاء، يحاول قدر المستطاع ان يجعلها سعيدة حيث يشعر انها تعلم انه يحبها وانه يراقبها، ويشعر كذلك انها تحبه من واقع لمحات وجهها الطفولي الجميل، فعندما تفرح فالفرح له. تمنى ولازال لديه الامل الكبير بان يسمع كلمة تنطق بها شفتاها الورديتان فمهما طال الوقت فان الامل بالله يكبر ولن يكون لليأس اي موضع في قلبه وتفكيره، فسوف ينتظر تلك اللحظة التي ينسى فيها جميع الالام والهموم عندما تركض اليه برجليها ويحتضنها في صدره حضناً لم يحتضنه اب لابنته سوف يمسكها بيدها التي طالما تمنى ان تمدها اليه ويركضان معاً حتى يتعبا، ويشكر الله الرحيم ان جعل بعد العسر يسرا. وهنا اود ان اهمس في اذن كل اب وام لطفل او طفلة بها اي نوع من الاعاقة ان لا يدخل الياس في قلوبهم وان يتعاملوا مع اطفالهم بحكم (واقعهم وما هو كائن) وليس بحكم (من المفترض ان يكون), وكذلك الا يقارنوا بينهم وبين اخوانهم الاصحاء في اي حال من الاحوال لان الطفل المعاق منذ ولادته يكون قد تكيف مع وضعه الذي يعيشه حيث لم يجرب غيره بعكس من تأتيه الاعاقة بعد عمر معين، وكذلك ان لا ينسوا ان الله تعالى هو الذي اراد ذلك بحكمته وليس احد من الخلق. فلتستمتعوا بحياتكم معهم فانها ليست متاحة لدى الجميع ولا تحكموا على الامور بظواهرها فقد يكون في بواطنها مقدر الخير الكبير والبركة وانتم لا تعلمون. يقول تعالى (وعسى ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) صدق الله العظيم،،،