تمثل الأقليات المسلمة ربع تعداد المسلمين في العالم، وتواجه الأقليات المسلمة العديد من التحديات والمشكلات المتنوعة، وبالرغم من الجهود المبذولة من الدول والمؤسسات الإسلامية إلا أنه لا تزال تلك الاقليات بحاجة إلى عون إسلامي مضاعف حيث إن تلك المساعدات أقل من الاحتياجات، ولأهمية تلك القضية لأبناء المسلمين في بلدان الأقليات طرحت الجزيرة تلك المعضلة على عدد من قيادات العمل الإسلامي في هذه البلدان لبحث السبل الكفيلة لمعالجة ذلك . تكوين الأوقاف المتخصصة ! في البداية تحدث رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا صلاح الدين الجعفراوي قائلاً: عندما وصلت الجاليات المسلمة إلى أوربا بدأت في جمع التبرعات لبناء المساجد والمراكز الثقافية,, ونظراً لحجم التبرعات الكبيرة آنذاك لم تفكر الجهات المنفذة في كيفية تغطية نفقات هذه المراكز,, والآن وبعد أن استقرت الجاليات وأصبحت عبارة عن أقليات لها وجود فعلي على الساحة الأوروبية ومع انحسار التبرعات من جهة والحاجة المتزايدة إلى بناء المؤسسات الإسلامية كالمدارس والمساجد إضافة إلى بعض الاحداث على الساحة المانحة في الخليج كبعض الحروب اصبح لزاماً على مسئولي الأقليات الإسلامية وضع إستراتيجية جديدة,, تحافظ على المكاسب والمؤسسات الحالية,, ومن ثم التوسع المدروس لتغطية حاجة الأقلية,, وقد وجهت العديد من المؤسسات إلى ضرورة أن يكون ضمن مخطط مشاريعهم عمل وقف أو مشاريع محددة يستطيعون بها أن يغطوا جزءاً من مصاريفهم المتنامية، كما أن هناك مؤسسات إسلامية مانحة في دول الخليج لا تقدم المساعدة إلا بعد أن تتأكد من إمكانية استمرار المشروع والإنفاق عليه إنفاقاً ذاتياً . ويؤكد الجعفراوي أن الأقليات المسلمة في الغرب استقرت وتحسن وضعها المادي بشكل كبير,, ولم تعد جاليات مهاجرة وعلى المسئولين عن تلك الاقليات النظر لهذه القضية والإهتمام بتكوين الأوقاف المتخصصة,, كوقف للتعليم، وآخر للمساجد,, إلى آخره. وقال إنه يحدونا الكثير من الأمل أن يكون مستقبل هذه الأقليات مستقبلاً باهراً خاصة ان استطاعت الاندماج الإيجابي مع المجتمعات التي تعيش فيها مع المحافظة على كيانها حتى تتحمل السلطات المتخصصة مسئولياتها في رعاية هذه الأقليات كجزء طبيعي من هذه الشعوب,, فتقوم بتغطية حاجاتها المختلفة. مؤسسة خيرية متخصصة ويقترح رئيس رابطة مسلمي سويسرا د, محمد كرموص للتغلب على العجز الحالي للعمل الإسلامي والدعوي والوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتغلب على الاحتياجات أن يتم إنشاء مؤسسة خيرية متخصصة في الاستثمار لها لجنتان : 1- لجنة تمويل احتياجات العمل الإسلامي ومهمتها : تنظيم جمع التبرعات وتوزيعها حسب أهمية المشاريع وبدرجة أولى للمراكز الإسلامية في أوربا المتكاملة (مسجد-مدرسة-قاعة رياضية-قاعة كمبيوتر-قاعة مطالعة-مكتبة-مقهى,,) ومراكز التعريف بالإسلام في أوربا. 2- لجنة الأوقاف الإسلامية ومهمتها : إنشاء أوقاف إسلامية في كل بلد أوروبي مستقلة عن بعضها للحفاظ عليها بشرط أن يشرف عليها متخصصون في مجال الاستثمار وتوزيع الأرباح حسب نسبة المسلمين بكل بلد وأهمية المشاريع للإنجاز . وقف استثماري دائم ! ويطالب رئيس مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل الشيخ / أحمد الصيفي بإيجاد حل عاجل ومباشر لقضية الأقليات والمساعدات الدائمة وذلك بإيجاد وقف استثماري تشرف عليه أيد أمينة وخبيرة وألا تبقي احتياجات الجالية كما هي والمساعدات آنية ومتقطعة وغير منظمة وغير كافية ومستقرة. التجار المسلمون وأهل العلم ! أما مفتي هنقاريا الشيخ/ سلطان بولك فيؤكد ان المسلمين بحاجة إلى المساعدات، وأن المساعدات المقدمة أقل من الاحتياجات ولكن أفضل الحلول هي إيجاد مشاريع وقف تسد حاجة المسلم وتجعله يعيش في حالة كريمة بجهده ورأسه مرتفع, ومن المفروض على التجار المسلمين الذين يستثمرون في بلادنا أن يتعاونوا مع أصحاب المعرفة والعلم من المسلمين في المجر . تأخر عملية النمو الديني ويقول مفتي رومانيا الشيخ/ عثمان نجاة أن مايقدم للأقليات المسلمة أقل من الاحتياج الفعلي لها، وتلك الحقيقة تؤخر عملية النمو الديني والثقافي والإجتماعي لهذه الأقليات وعدم مساعدتهم في الوقت المناسب قد يؤدي إلى ذوبان مجموعات منها وفقدانهم هويتهم . التكامل بين المؤسسات الإسلامية أما رئيس مركز الدعوة الإسلامية في الأرجنتين المهندس/ محمد هاجر فيرى من وجهة نظره أن يشتمل كل مشروع إسلامي لأية أقلية خارج البلاد الإسلامية على وقف خيري يستطيع الإنفاق عليه . ثم يضيف هاجر قائلاً : وبصفتي مهندسا معماريا أرى ألا يتم الاهتمام بشكل كبير بقضية البهرجة ,, فالمساحات الكبيرة التي تبدد في بعض التصاميم تكلف الكثير من النفقات بعد ذلك كمصاريف الصيانة والتدفئة والتنظيف وغير ذلك. وقال : أرى أن يتم التكامل بين المؤسسات الإسلامية فلا تبنى مساجد أو مدارس متقاربة,, بل يتم النظر أولاً إلى حاجة المنطقة لمسجد أو مدرسة أو مركز ثقافي,, وبالتعاون والتلاقي بين المؤسسات والهيئات المختلفة نستطيع أن نوفر العديد من هذه المصاريف,, كما أثنى على الاقتراح الذي ينادي بالدعوة إلى إنشاء الأوقاف المتخصصة حتى لا تقع في أزمات تؤدي إلى التفكير في إغلاق مؤسسة ما أو عرضها للبيع!