حشدت المعارضة اليمينية في اسرائيل أمس اكثر من 200 ألف متظاهر في تل أبيب للاحتجاج على ما اسمتها التنازلات التي يقولون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ينوي تقديمها خلال قمة كامب ديفيد في تل ابيب بدعوة من حزب الليكود اليميني الذي بادرت فروعه في انحاء البلاد الى استئجار مئات الباصات. وأعلن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، كبرى منظمات المستوطنين، انه طلب من ناشطيه ومناصريه التوجه الى تل أبيب على متن نحو ألف باص. ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات نريد سلاماً مختلفاً ويجب تبديل رئيس الوزراء ولن نتخلى عن أشقائنا في اشارة الى المستوطنين الذين قد يوافق باراك على ابقائهم ضمن القطاع الفلسطيني في اطار تسوية نهائية. وحملت لافتات اخرى شعارات مثل الليكود مع القدس أو الليكود مع وادي نهر الأردن في اشارة الى التنازلات التي قد يقدمها باراك في شأن بعض احياء المدينة المقدسة ووادي نهر الأردن. وأعلنت الشرطة انها عبأت حوالي 1500 عنصر لضمان الأمن واحترام النظام خلال التظاهرة. هذا واتهم النائب الاسرائيلي اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان أمس الأحد رئيس الحكومة ايهود باراك بتحويل السفارة الاسرائيلية في واشنطن الى فرع لحزب العمل . وقال ليبرمان الذي يتزعم الحزب اليميني المتطرف اسرائيل بيتنا الذي يضم غالبية من المهاجرين الروس ان باراك جعل من السفارة الاسرائيلية في واشنطن مقرا لقيادة اركانه بهدف تحقيق مصالحه السياسية الشخصية . وأضاف ليبرمان لقد صدمت عندما لاحظت ان باراك استعان خلال قمة كامب ديفيد بنفس الخبراء في العلاقات العامة الذين عملوا على تلميع صورته خلال انتخابات ايار (مايو) 1999 الذين ما يزالون يرفضون الرد على محققي الشرطة . وتابع ليبرمان أنوي التوجه الى لجنة الشؤون الداخلية في الكنيست لكي تعطي رأيها في الموضوع . ويشير ليبرلمان بذلك الى قضية لا تزال قيد الدرس حول سبل تمويل حملة باراك الانتخابية الاخيرة. وأدين في هذه القضية من قبل مراقب الدولة ونحكم على حزب العمل بدفع غرامة باهظة. هذا وعلى صعيد إسرائيلي آخر افاد شهود عيان ان مجموعة من المستوطنين اليهود حاولت فجر أمس الاحد الاستيلاء على اراض تعود لفلسطينيين بهدف توسيع المستوطنة التي ينتمون اليها. وقال شهود عيان ان سكان بلدة الخضر القريبة من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية فوجئوا صباح أمس بقيام المستوطنين من مستوطنة افرات المجاورة بنصب عدة بيوت متنقلة فوق تلة تدعى بطن المعصي وتعود لبلدة الخضر. وعلى الفور توجه عشرات من الفلسطينيين من سكان المنطقة الى مكان نصب البيوت المتنقلة للعمل على ازالتها, كما هرعت الى المنطقة وحدات من الجيش الاسرائيلي منعت السكان الفلسطينيين من التقدم وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة. وعمل الجنود الاسرائيليون على اجلاء المستوطنين من الاراضي التي حاولوا الاستيلاء عليها. وقال فلسطينيون من بلدة الخضر ان محاولة المستوطنين للاستيلاء على هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها قرابة 400 دونم ليست الأولى اذ سبقتها محاولات عدة في السنوات الأخيرة المنصرمة افشلها تصدي السكان للمستوطنين. هذا وفي واشنطن قالت مصادر قريبة من محادثات سلام الشرق الأوسط المنعقدة في كامب ديفيد ان المحادثات احرزت تقدما وانه قد يتم التوصل الى اطار اتفاق لسلام نهائي بين اسرائيل والفلسطينيين في غضون أيام. وتحدثت المصادر عن جو من التفاؤل المتزايد بين فريق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان الاكثر تشاؤما بشكل علني منذ ان دعا الرئيس الامريكي بيل كلينتون الى اجتماع القمة. وقال مصدر انهم يعملون بشأن اتفاقية قد يتم الانتهاء منها في غضون بضعة أيام وان المشكلة الأساسية الآن هي اللاجئون وبعض الشيء بشأن القدس. وواصلت الولاياتالمتحدة فرض تعتيم اخباري صارم على جوهر المحادثات ووصف مصدر في الوفد الاسرائيلي المحادثات في وقت سابق بانها صعبة جدا. وأضاف انه لم يتم تحقيق انفراج. وقال جادي بالتيانسكي المتحدث باسم ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل بأن باراك مستعد للبقاء اسبوعين اذا دعت الحاجة للتوصل إلى اتفاق. وعزت المصادر تغيير الحالة النفسية بين الفلسطينيين الى التقدم بشأن قضية القدس الحساسة جدا. ولم تذكر المصادر تفصيلات ولكن افراهام بورج رئيس الكنيست الاسرائيلي تحدث هذا الاسبوع عن كل من القدس الموسعة والمقلصة يتم بموجبها وضع بعض المستوطنات الاسرائيلية قرب المدينة داخل حدودها ووضع بعض الاحياء الفلسطينية القائمة بشكل فعلي خارج منطقة يعاد رسمها تحت السيطرة الاسرائيلية. هذا ومن ناحية قال زعيم اسرائيلي معارض ان ايهود باراك رئيس الوزراء اتصل به امس الاحد هاتفيا من منتجع كامب ديفيد الامريكي حيث تعقد قمة الشرق الاوسط ولم يبد كأثر رجال العالم تفاؤلا. وقال يوسف تومي لابيد زعيم حزب شينوي المواطن ان باراك اتصل به الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي 0600 بتوقيت جرينتش ودام الاتصال نحو 15 دقيقة اعطاه خلالها باراك ملخصا عن المحادثات الجارية مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال لابيد الذي من الممكن ان ينضم حزبه الى الائتلاف الحاكم الذي يرأسه باراك لدى عودة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى البلاد في حديث مع راديو اسرائيل ان باراك طلب منه تحديدا عدم التحدث عن المكاملة الهاتفية نظرا للتعتيم الاعلامي المفروض على القمة. وسئل عن التقارير المتضاربة عن تحقيق تقدم ووجود خلافات عميقة فقال لابيد وهو صحفي تحول الى السياسة العام الماضي الشيء الوحيد الذي استطيع قوله هو انه لم يبد كأكثر رجال العالم تفاؤلا.