تل ابيب، افرات - اف ب - بدأ اليمين الاسرائيلي والمستوطنون حملة تعبئة ضد ما يعتبرونه تنازلات محتملة قد يقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في قمة كامب ديفيد. واعلنت المعارضة اليمينية عزمها على حشد اكثر من 200 الف شخص خلال التظاهرة التي دعا اليها ليكود مساء امس في ساحة اسحق رابين في تل ابيب تحت شعار "ممنوع خسارة الوطن". وفي المقابل، يعتزم مناصرو السلام الاعراب عن دعمهم لباراك بعد اسبوع في الساحة نفسها التي اغتيل فيها رئيس الوزراء الاسرائىلي اسحق رابين. وقبل التظاهرة اعلن ناطق باسم تكتل ليكود لوكالة "فرانس برس": "نأمل في حشد اكثر من 200 الف متظاهر احتجاجا على تنازل باراك عن جزء من الوطن". وينظم معارضو باراك تجمعهم تحت شعارات عدة كتبت على لافتات مثل "لا يجوز التخلي عن الوطن" و"تفكيك المستوطنات يعني تمزيق الشعب" و"نريد سلاما مختلفا" و"يجب تغيير رئيس الوزراء". وصرح زعيم ليكود ارييل شارون لصحيفة "معاريف": "للمرة الاولى منذ قيام الدولة يبرر رئيس وزراء تقديم تنازلات جغرافية بمجرد وجود تهديد من العرب للقيام باعمال عنف". وحضت مكاتب ليكود ناشطيها ومناصريها على التظاهر ودعتهم عبر المنشورات واللافتات الى التوجه الى تل ابيب على متن مئات الباصات التي وضعت بتصرفهم لهذا الغرض. وتشهد اوساط المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة ايضا التعبئة نفسها حيث جهزت لافتات كتب عليها: "لا يجوز التخلي عن الاخوة"، في اشارة ضمنية الى المشروع المنسوب لباراك بترك عدد من المستوطنات تحت السيادة الفلسطينية في اطار حل دائم يجري التفاوض عليه في كامب ديفيد. واعلن مجلس المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو اهم منظمة للمستوطنين، لوسائل الاعلام انه حض مناصريه على التوجه الى تل ابيب. واشار مصدر في الشرطة الى ان 1500 شرطي مدعومين بمروحيات سيسهرون على الامن خلال التظاهرة. مستوطنة عشوائية من جهة اخرى، اقام نحو مئة مستوطن ليل السبت - الاحد مستوطنة عشوائية في بلدة الخضر القريبة من بيت لحم في الضفة. وافاد مراسل "فرانس برس" ان وحدات من "حرس الحدود" الاسرائيليين اجلت المستوطنين بالقوة. وقال شهود ان "سكان بلدة الخضر القريبة من مدينة بيت لحم فوجئوا صباحا بقيام المستوطنين من مستوطنة افرات المجاورة بنصب بيوت متنقلة فوق تلة تدعى بطن المعصي وتعود لبلدة الخضر". واوضحوا ان محاولة المستوطنين الاستيلاء على هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها نحو 400 دونم ليست الاولى اذ سبقتها محاولات عدة في السنوات الاخيرة افشلها تصدي السكان للمستوطنين. واضافوا ان عشرات من الفلسطينيين من سكان المنطقة توجهوا الى مكان نصب البيوت المتنقلة للعمل على ازالتها. كما هرعت الى المنطقة وحدات من الجيش الاسرائيلي منعت السكان الفلسطينيين من التقدم واعلنتها منطقة عسكرية مغلقة. ونجحت الشرطة في ابعاد نحو خمسين مستوطنا معظمهم من المراهقين الذين حركوا صخورا وربطوا شرائط جلدية حول رؤوسهم واذرعهم للصلاة في الموقع الذي اقاموا به خيمة. وأمسك المستوطنون ببعضهم البعض وركلوا رجال الشرطة الذين تمكنوا في نهاية الامر من جرهم من الموقع. وقال مستوطن تحدث باسم المجموعة: "نخاف مما يوقعه باراك طول الوقت ... ان باراك يتنازل عن كل شيء". واعرب عن امله في ان يشجع تصرفهم اخرين للسيطرة على اكبر قدر ممكن من الاراضي وبدء البناء عليها. في غضون ذلك، دعا رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت امس معظم زعماء احزاب اليمين الى عقد "اجتماع طارئ" في مكتبه في مقر البلدية لمناقشة التسوية التي يستعد باراك للموافقة عليها وتقضي ب"تقسيم المدينة المقدسة". الى ذلك، قررت الكنيست البرلمان النظر اليوم في قراءة اولى في مشروع قانون تقدم به النائب من ليكود يهوشوا ماتزا يمنع اي تنازل عن الاراضي داخل حدود بلدية القدس التي حددتها اسرائيل بشكل احادي الجانب في حزيران يونيو عام 1967 بعد ضمها القطاع الشرقي للمدينة. وقالت احزاب اليمين، مستغلة ميزان قوى ليس في صالح باراك داخل الكنيست، انها تسعى الى تقديم مذكرات اخرى بسحب الثقة من الحكومة.