أثناء كتابة هذا البحث اطلعت على بعض المصادر التي كتبت في تاريخ نجد سواء ما الف في تاريخ الدولة السعودية في أدوارها الثلاث أو ما كتب كتراجم لعلماء نجد، لفت نظري ما كتب عن الرس في تلك المصادر من اوهام أحببت ذكرها مرتبة تاريخيا وأذكر تصحيحا لهذا الوهم: أولا: قول الشيخ عبدالله البسام في كتابه علماء نجد (بأن الشيخ صالح بن رشيد الحربي أحد علماء الرس أيام حرب الأتراك للدولة السعودية الأولى قتل شهيدا في حرب الرس لإبراهيم باشا عام 1332ه). والصحيح كما هو معروف أنه قتل شهيدا في حرب إبراهيم باشا للدرعية عام 1233ه كما جاء في بعض المصادر النجدية. ثانياً: قول محمد بن عثمان القاضي في كتابه روضة الناظرين في ترجمته لقاضي الرسوالقصيم في زمنه قرناس بن عبدالرحمن أثناء حصار إبراهيم باشا للرس (أن جيش إبراهيم باشا عندما دخل من ثلمة في السور طلب الشيخ قرناس النجدة من المدن والقرى المجاورة وأتى المدد من كافة أنحاء القصيم) وهذا ليس بصحيح ولم يقله أحد قبله ممن كتب عن هذا الحصار منهم ابن بشر حيث ذكر (بأن اهل الرس بعد طول الحصار ارسلوا للإمام عبدالله إما أن يرحل الى الروم ويناجزهم او يسمح لهم بالمصالحة) (1) وتم الصلح. ثالثا: قول الدكتور عبدالله الضويان من جامعة الملك سعود في ترجمته للشيخ إبراهيم الضويان: (بأنه تمت محاكمة الشيخ إبراهيم في السوق القديم بالرس المسمى (المفرق) بعد دعوى المناوئين والحساد له بتهمة عدم تحمسه لدعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب كما ذكر الشيخ عبدالله البسام في ترجمة الشيخ في علماء نجد (بأن سبب قلة تلاميذه عدم تحمسه لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (2) ، وأنه كان مبعداً عن القضاء في بلده والسبب انه غير موال لآل سليم أشهر علماء القصيم) (3) والحقيقة التي لا تخفى على العارفين بتاريخ المنطقة بأن الشيخ من المحبين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والمهتمين بها والدليل على ذلك: 1 ترجمته للشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزء الأول من كتابه رفع النقاب في تراجم الأصحاب, وثناءه عليه قائلاً (العالم العلامة شيخ الإسلام والمسلمين ومثير أعلام الدين بالأدلة القاطعة والبراهين). 2 قيامه بتدريس كتب الشيخ المجدد على طلابه في جامع الرس ونقله في كتابه منار السبيل في شرح الدليل من كتاب الشيخ المجدد مختصر الشرح الكبير. 3 ذكره في كتابه نبذة تاريخية وترحم عليه وأشاد بمكانته (4) . 4 للشيخ رحمه الله طلاب علم يحترمونه وأهل الرس يحبونه والدليل على محبتهم له حزنهم على موته. 5 إنابة الشيخ صالح القرناس قاضي الرسوالقصيم في زمنه عنه في قضاء الرس وإمامة المسجد الجامع في الرس أثناء غياب الشيخ في قضاء بلدان القصيم الأخرى، ليدل ذلك على مكانته العلمية ولولا ذلك لم يمكن من الإمامة والتدريس. 6 درس الشيخ إبراهيم على الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم ولازمه مدة، ولو كان حقيقة غير موال لآل سليم لما درس على الشيخ محمد بن سليم هذا، ولو كان غير متحمس لدعوة الشيخ محمد بن الوهاب لما درس كتبه وترجم له وأثنى عليه، ولكن المغالطات والآراء التاريخية المجانبة للحقيقة ترد كثيراً في كتب الباحثين والمؤرخين لأسباب معروفة وغير معروفة، ونظرا لفقدان كثير من كتب الشيخ المخطوطة خصوصاً الجزء الثاني من كتابه رفع النقاب، خفيت الحقيقة على كثير من الباحثين، ونأمل من الله أن ييسر للباحثين عن مخطوطات الشيخ المخفية والمفقودة العثور عليها، سواء منها ما كان في داخل المملكة أو خارجها، حينها تظهر حقيقة التخرصات, والدعاوى الباطلة. هوامش: (1) تاريخ نجد لعثمان بن بشر ج 1، ص 386, (2) منار السبيل في شرح الدليل للشيخ إبراهيم الضويان تحقيق نظر محمد الفاريابي ص 15 25 دار الصميعي للنشر والتوزيع, (3) علماء نجد خلال ثمانية قرون ج 1 ص 405 دار العاصمة للنشر والتوزيع, (4) ابن ضويان وآثاره للدكتور محمد بن سعد الشويعر مقالة في مجلة الدارة العدد الثاني سنة 1398ه وقد دافع الدكتور عن هذه التهمة وخلص إلى تبرئة الشيخ من هذه التهمة.