لا أتصور أن هناك كاتباً رياضياً يتجاهل أهمية النقد كعنصر من عناصر تقويم الواقع ومعالجة الأخطاء، وفي أعماق الأجندة والآليات التي تتراكم داخل الأجهزة الفنية والإدارية في أنديتنا الرياضية يتكون الواقع الشامل لمستوى الأداء الإداري والفني بسلبياته وإيجابياته؛ ولهذا كان هناك رصد للأداء في بعض المهمات من قبل النقاد والمحللين وتقييم لمستوى التحصيل على ضوء ذلك. فبين غارق في القاع وآخر تقذف به الأمواج وآخرون لم تصبهم قطرة من بلل ولسان حالهم يقول (من زرع حصد)، والغريب أن هؤلاء الغارقين كان عندهم مساحة كافية للاستعداد وفق معطيات وأولويات كان التعامل معها بشيء من الارتجال والعشوائية، وهذا الوضع الذي آلوا إليه هو نتيجة طبيعية وواقعية لهذه الارتجالية فلم يكن هناك تخطيط سليم ومدروس لتنفيذ الأهداف، وأجزم أن التنسيق كان غائباً تماماً بين أفراد العمل وأصحاب الدعم حتى ظهرت هذه المحصلة من الأداء الفاشل والباهت. ما نقرأه في صحافتنا الرياضية من قبل بعض رؤساء أنديتنا من تعليق الإخفاق على شماعة الحكام أو قلة الدعم أو أي سبب آخر هو نموذج من نماذج التهرب وإيجاد الأعذار الواهية وغير المنطقية، وهو علامة لعدم تحمل المسؤولية ولا أدري من المسؤول عن ذلك طالما أن رئيس النادي وأجهزته الإدارية والفنية غير مسؤولة عن ذلك، وفي ظني أن الإدراك والوعي الكامل المبطن بالاعتراف بالتقصير يمثل صحوة واستدراكاً عاجلاً ربما يحسن الأداء ويعطي جرعات منشطة لمسار العمل طمعاً في تحقيق الأهداف المنشودة أو جزء منها على الأقل، المحاسبة لابد أن تكون جزءا من العمل الإداري والفني حتى يتم تحقيق التوازن في الدعم والنتائج المتوخاة، فهل هناك توجه جدي لفرض الإرادة بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات أم هناك فقط في النهاية استقالات بعد كيل السباب والشتائم والتراشق بالعبارات والألفاظ السيئة. يجب أن تكون هناك نظرة عميقة للإصلاح والتقويم لنرتقي بمفهوم الرياضة في بلادنا لما يتطلع إليه الجميع من تقدم ورقي وتطور.