انتظرت الجماهير الهلالية على أحر من الجمر موعد الانطلاقة الفعلية لقناة الزعيم الفضائية، واستبشرت خيراً بعد أن أعلن التوقيع رسمياً لعقد استثماري كأول الأندية محلياً وخليجياً وعربياً يطرق باب البث الفضائي عبر إطلاق قناة تخصه وتحمل اسمه. وبقدر ما ابتهج محبو الزعيم بتجسيد ترقبهم الطويل للواقع إلا أنهم أصيبوا بالإحباط وتمنوا لو أن القناة لم تبدأ بثها وبقيت مجرد فكرة، لما شاهدوه من محتوى هزيل يتنافى مع التوجُّه المفترض وبعيد عن الصورة التي وضعوها بمخيلتهم .. فالقناة المسماة مجازاً بالزعيم أبعد ما تكون فاعلة ومساهمة بإثراء التواجد الأزرق إعلامياً لتعمُّد مسيريها تغييب المادة الأرشيفية المعنية بتاريخ فرق النادي خاصة فريق كرة القدم وسجله البطولي المشرف وندرة مواكبة الانتصارات الهلالية المتتالية بشتى الفعاليات الرياضية والثقافية ولقلة متابعة المستجدات وإجراء حوارات مع الرموز والنجوم والكوادر الإدارية والفنية والطبية، وعدم إبراز الوجه المشرق لزعيم الأندية السعودية وتجاهل أهمية التواصل مع الجماهير الهلالية، وتعريفها بأحدث المستجدات والأخبار الخاصة بالفريق عبر برامج حوارية مباشرة تعنى بمناقشة الأوضاع الهلالية، والتعرُّف على انطباعات الجماهير وتقديم إسهامات إيجابية تعزز مسيرة الهلال ولسلبيتها تجاه من داوم على الإساءة للزعيم وفشلها في صياغة خطاب إعلامي يتواءم مع الفريق وتاريخه. القناة وبعد موسمين بات تركيزها منصبّاً على بث الرسائل النصية والدردشة بين فئة مراهقة من الجنسين مصحوبة بالموسيقى والأغاني، وما تحمله من عبارات خارجة عن الذوق وتثير الاشمئزاز، واستغلال فاضح لجيوب شريحة كبرى من الجماهير عبر استفزاز مقصود وبأسماء وهمية تثير مشاعر الهلاليين وغيرهم من خلال رسائل مثيرة تحمل في مضمونها تجريحاً برموز ونجوم الزعيم وبطولاته وتاريخه لجلب أكبر قدر ممكن من الرسائل النصية لخلق أجواء مشحونة والتي يذهب معظم مردودها المادي للمستثمر فيما لا ينال الهلاليون سوى مقابل مادي ضئيل كنتاج للتسرع وعدم التروي قبل التوقيع الرسمي. الجماهير الهلالية وبعد أن فاض بها الكيل ولم تعد قادرة على تحمل الوضعية السيئة للقناة، وبعد أن شاهدت انطلاق قناة مشابهة واختلافها الجذري باتت تأمل من رجالات الهلال تحركاً جدياً وسريعاً للتباحث حيال حال القناة وتدارك وضعها والعمل على إعادتها لمسارها المأمول وتفعيل دورها من خلال تواجد كوادر إعلامية تملك الخبرة والتجربة قادرة على انتشالها من وضعها المزري وإظهارها بشكل يوازي تطلُّعات محبيه وعشاقه ووضع ضوابط لا يمكن تجاوزها مهما كانت المبررات والدوافع وإثراء مكتبتها بمواد رياضية معنية بالانتصارات الهلالية المتتالية وإجبار القائمين عليها لمتابعة ومواكبة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية اليومية وإبرازها للمتابع وفلترة الرسائل النصية بما يضمن عدم مساسها بأي طرف سواء كان منتمياً للهلال أو لأندية منافسة.