الثقة بالنفس خصلة حميدة لكنها لا تعني الشعور بالعصمة والكمال، والرجل الصادق الواثق يرى نفسه في الحياة أنه قادر على التغلب على كافة المعوقات من غير يأس أو ملل أو استرخاء، كما أن اعتراف الإنسان الواثق بنفسه بمساعدة الآخرين له في تحقيق أهدافه وطموحاته دليل على النضج العقلي والتفكير السليم والإيمان بالعمل الجماعي وتأثيره على نيل الغاية وتحقيق الهدف، بل إن من التكبّر والإنانية ان يرى الإنسان أنه حقق غايته وأدرك مبتغاه بنفسه منكراً جهود الآخرين ومساهماتهم في مساعدته، وليس من صفة الرجال العقلاء هذا المنهج السلبي الممقوت في التعامل، والذي يقدّس الذات ويرمي بجهود الآخرين في عالم الجهول والتنكر، هكذا قرأت أيها السادة وتأملت واقع بعض رؤساء أنديتنا الرياضية، فقلما نشاهد أو نسمع أن من بين هؤلاء الرؤساء من يعترف بخطئه ويعزو أسباب فشل فريقه الرياضي لنفسه وإدارته (الموقرة)، بل إن منهم مع الأسف من جعل عدة مبررات يكررها كل موسم، فتارة في قلة الدعم المادي أو عدم وجود عناصر مؤثرة في الفريق أو الطريقة التي انتهجها المدرب في المباريات.. كل هذا شماعة لتعليق الأخطاء وتبريرات لأسباب الإخفاق والفشل. أما من رأى نفسه انه حقق ما يرنو إليه من طموح، فإنه جعل نفسه الفارس الذي لا يُشق له غبار وأن هذا الإنجاز قد تحقق على يديه منوّهاً على استحياء بجهود الآخرين منتقداً بعبارات قوية أولئك الذين وقفوا ضده وحاربوه -على حد زعمه-، بل إن من هؤلاء الرؤساء من حاول كسب ود جماهير ناديه التي رأت فيه سبباً لعدم تحقيق طموحاتها، أن تعمّد التحرّش بمسؤولي النادي المنافس بغية صرف النظر عنه وأنه في الحقيقة لا لوم عليه فيما حصل وإنما تدخلات الغوغائيين ومحاولتهم إفشاله كانت سبباً في هبوط فريقه، ووعد هذا الرئيس بأنه سيفضح بشجاعة عن الذين آذوه وآذوا إدارته وتسبّبوا في فشله وخصوصاً في قلب ناديه وبدلاً من ذلك التهديد عمد فقط إلى الإشارة إلى إدارات سابقة في النادي المنافس بأنها وراء إخفاقه ورفاقه وليته أوفى بوعده حينما صرح في أكثر من موقع إعلامي بأنه سيعلنها مدوية بالأسماء والمسميات للذين حسب زعمه كان لهم دور مؤثر فيما آل إليه ناديه في العام المنصرم وليت هذا الرئيس (الذهبي) كما يسميه أتباعه القلة يرجع بذاكرته إلى الوراء قليلاً ليعرف مدى الضرر الذي لحق بالنادي المنافس من جراء تصرفات جماهير وإدارات ناديه السابقة، بل إن أحد الرؤساء لناديه هدد بأغلاق أبواب النادي المنافس في تصريح جريء للإعلام. إن الفشل والنجاح أمر يحكمه العقل والتوازن والمعطيات والآليات أما التعاطي مع الأمور بهذه الطريقة فهذا لا يسمن ولا يغني من جوع، فالتوازن في الأمور أمر مطلوب ومحمود وليت هذا الرئيس وأمثاله يتمتعون بجانب التسامح والعقلانية ويسعون إلى إصلاح ما خرّبوه ويعترفون يقيناً بشجاعة أمام جماهيرهم بأنهم غير قادرين على مواصلة المشوار ويفسحون المجال أمام الغير ليشاركوا ويبدعوا، وبودي أن أرسل رسالة مفيدة لهذا الرئيس الذي ربما قد شددت من أزره في مقال سابق وامتدحته بصبره وحسن خلقه.. فأقول له: إن المزالق كثيرة وعلى الإنسان الحذر والتوقّي من السقوط، فأنت لم تحقق لفريقك شيئاً جديداً، فقد أصلحت غلطة أرتكبتها أنت وإدارتك، فالجماهير وأعضاء الشرف لناديك سلّموك ناديهم وهو (درجة أولى) فهبطت به إلى (الثانية) ثم عاد إلى (الأولى) بعد أن شدّ من أزرك المخلصون الذين كان لهم يد طولى في التأثير والدعم واخص بذلك أعضاء شرف ناديك المنافس وعليك أيها الرئيس أن تبادر بالاعتذار لكل من أسأت لهم فقد عهدتك واقعياً لا تحب التعدي، فكن منصفاً يحبك الآخرون وتحصل على ما تريده منهم.. وسنرى ما ستفعله إدارتك في موسم جديد قادم إن بقيت. عبدالعزيز بن صالح التميمي / بريدة