* تنظم وزارة المعارف ممثلة بالامانة العامة لتعليم الكبار حملات صيفية للتوعية ومحو الامية صيف هذا العام 1420ه/ 1421ه، اذ صدر قرار معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن احمد الرشيد بإقامة ثلاث حملات صيفية لمدة ستين يوما في قطاع قليب البرازي التابع لادارة التعليم بمحافظة حفر الباطن، وقطاع غرب تهامة التابع لادارة التعليم بمحافظة سراة عبيدة، وقطاع ضليع رشيد التابع لادارة التعليم بمحافظة الرس، حيث بذلت ادارة التعليم بالرس جهودا مكثفة لانجاح هذه الحملة والتي تقام في خمسة مراكز هي الجرذاوية المركز الرئيسي ومركز ضليع رشيد والعاقر وابوطلح والغضياء، ولقد كان لمكتب الجزيرة بمحافظة الرس السبق في تغطية هذه الحملة الصيفية التوعوية لمحو الامية إيمانا بأهمية معايشة الحدث عن قرب والالتقاء بهؤلاء الدارسين للتعرف على مشاعرهم واخذ انطباعاتهم عن هذه الحملة التوعوية لمحو الأمية، فكان هذا الحوار. العساف: سرّني الحماس * في البداية تحدث لنا سعادة وكيل محافظة الرس الاستاذ خالد بن منصور العساف قائلا: بفضل من الله العلي القدير تشرفت وبتوجيه من سيدي صاحب السمو الملكي امير منطقة القصيم الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بافتتاح المركز الرئيسي للحملة الصيفية للتوعية ومحو الامية المقام خلال الاجازة الصيفية للعام الدراسي 1420/1421ه في مدارس قطاع ابانات وقطاع العاقر التابعة لادارة التعليم في محافظة الرس ممثلة في الجرذاوية مع اربعة اخرى فرعية في كل من ضليع رشيد، الغضياء، ابوطلح، العاقر، ولقد سررت كثيرا بما لمسته ورأيته من حماس المسؤولين عن التعليم في هذه البقعة الطيبة من بلادنا الغالية وابتهاج الاهالي بإقامة مثل هذه المراكز الخيّرة الساعية لالحاق من فاته قطار التعليم بركبه، وكأني بالجميع ولسان حالهم يلهج بالثناء والعرفان لمقام حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني واهتمام من صاحب السمو الملكي امير منطقة القصيم وكذلك من المسؤولين بوزارة المعارف وعلى رأسهم معالي الوزير على ما أولوه ويولونه من عناية واهتمام بكل ما من شأنه رفعة شعب هذه الارض الطاهرة. الغفيلي: التعليم أصبح محل فخر * كما تحدث الينا مدير التعليم بمحافظة الرس الاستاذ: محمد صالح الغفيلي عن هذه المناسبة قائلا: تحظى برامج وزارة المعارف الطموحة بالعناية والدعم من المسؤولين فيها انطلاقا من الشعور بمسؤولية التربية والتعليم لابناء هذا البلد الغالي وتنفيذا للسياسة الرشيدة والنهج الحكيم الذي تسير عليه الدولة تجاه التعليم والذي اقام قواعده على اساس متين وغرس شجرته في ارض خصبة اول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والذي لا يزال يدعم التعليم ماديا ومعنويا بلا توقف ولا حدود، فانتشرت المدارس في المدن والقرى بمختلف المراحل حتى اصبح التعليم في بلادنا مجال فخر واعتزاز وامتدادا لهذا الدور الريادي أوجدت الوزارة تعليما خاصا بالكبار ليتم تأهيلهم على أسس تربوية وتعليمية ليلحقوا بالقافلة ويدركوا ركب القطار، وقد اقامت حملات للتوعية ومحو الامية في بعض مناطق ومحافظات المملكة تهدف الى التوجيه والتعليم ونشر الوعي، وفي هذا العام رأت الادارة ان تقيم حملة صيفية في قطاعي أبانات والعاقر وتمت الموافقة عليها من قبل وزارة المعارف. ورفع الغفيلي شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي امير منطقة القصيم على دعمه لبرامج التعليم ومساندته لها، كما ازجى الشكر لمعالي وزير المعارف على جهوده الكبيرة لتطوير التعليم. وضوح الاهداف * اما المشرف العام على الحملة الاستاذ خالد بن محمد الغفيلي فقد تحدث قائلا: حققت الحملة الكثير من اهدافها خلال هذه المدة نظرا لوضوح الاهداف التي وضعتها وزارة المعارف وآلية التنفيذ ووقوف معالي وزير المعارف واهتمامه الكبير بتفعيل فعاليات الحملة ثم توجيهات سعادة وكيل وزارة المعارف المساعد للتعليم الموازي الدكتور ابراهيم الدريس وسعادة الامين العام لتعليم الكبار الاستاذ محمد المهنا باعلانه بداية قوية لانطلاق هذه الحملة واعطائها بعدا اعلانيا وتوعويا لدى سكان القطاعات المستهدفة، فانطلقت الحملة بقوة من ادارة التعليم في محافظة الرس بقيادة مدير التعليم الاستاذ محمد بن صالح الغفيلي ومجموعة من الزملاء رؤساء الاقسام والمشرفين التربويين ومراسلي الصحف اليومية، ورعى حفل الانطلاق كل من سعادة وكيل محافظة الرس وسعادة محافظ النبهانية ورؤساء المراكز وجمع من المواطنين. واشار الغفيلي الى ان مظاهر نجاح الحملة ذلك الاقبال الكبير عليها حيث بلغ عدد المستفيدين 343 وقال انه لاحظ ميدانيا قدرة البعض على اكتساب مهارات لا بأس بها من القراءة والكتابة وقيام احد المعلمين بتعليق نماذج من كتاباتهم تشجيعا لهم,, وكذلك القدرة على قراءة قصار السور للقرآن الكريم ومواظبتهم على الحضور وحرصهم على المتابعة والاستفادة من الخدمات المتاحة الصحية والزراعية والبيطرية والاجتماعية التي وفرتها مشكورة بالتعاون مع وزارة المعارف وزارة العمل ووزارة الزراعة واقبالهم على المحاضرات التوعوية واستجابتهم لما فيها من توجيهات, ولقد وفقنا الله بنخبة من العاملين المخلصين الذين يبذلون قصارى جهدهم لانجاح الحملة وتحقيق اهدافها من اداريين ومعلمين واطباء ومستخدمين فالكل يعملون متكاتفين بروح الفريق الواحد خدمة لتحقيق الاهداف الوطنية وخدمة مواطني هذا البلد تحقيقا لمساعي الدولة أيدها الله التي تسخر كل الامكانيات لهذا الغرض. خدمات متنوعة * كما تحدث المدير التنفيذي للحملة التوعوية الاستاذ علي الخلف قائلا: انطلاقا من حرص حكومتنا الرشيدة على نشر التوعية والعلم والقضاء على الجهل دأبت وزارة المعارف على اقامة حملات صيفية في اماكن تواجد البدو الرحل والمواقع التي لا يمكن إقامة فصول نظامية فيها, وقد انطلقت اول الحملات الصيفية في منطقة قوعاني منطقة الجوف عام 1387 هجري واستمرت هذه الحملات حتى وقتنا الحاضر ففي هذا العام تقيم وزارة المعارف في كل من قطاع غرب تهامة التابع لمحافظة سراة عبيدة وقطاع قليب البرازي التابع لمحافظة حفر الباطن وقطاع ضليع رشيد التابع لمحافظة الرس التعليمية ونحن هنا في هذه الحملة يشاركنا اخوة لنا من محافظات ومناطق تعليمية اخرى من تبوك والشرقية وجدة والدوادمي والمجمعة وحائل والعلا, كما يشارك في هذه الحملة مندوب من وزارة العمل والشئون الاجتماعية وطبيب بيطري من وزارة الزراعة والمياه,, ويتعلم الدارسون خلال الحملة قصار السور وبعض الاحكام الفقهية كأحكام الطهارة والصلاة وغيرها وبعض احكام التوحيد ويقدم للدارسين خدمات متنوعة مثل العلاج المجاني للدارس واسرته والعلاج المجاني للماشية إضافة الى بعض المبرات الخيرية والجوائز التشجيعية، ويقام الى جانب الدراسة محاضرات دينية وصحية بالاضافة الى مراكز صيفية لابناء الدارسين وذلك بعد صلاة المغرب يومي السبت والثلاثاء من كل اسبوع. الهدف كبار السن وغير المتعلمين * ايضا تحدث المساعد الاداري الاستاذ علي بن سالم السوكر قائلا: اقدم الشكر لله ثم لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني التي تحرص على رفاهية هذا المواطن والمقيم وتسعد عندما يكون المواطن متعلما، ولا شك ان هذه الحملة الصيفية للتوعية ومحو الامية هدفها الوصول الى كبار السن وغير المتعلمين، وقد حرص معالي الوزير والمسؤولون بالوزارة وكذلك سعادة مدير التعليم بمحافظة الرس ومشرف تعليم الكبار على ان تقام هذه الحملة في قطاع ابانات والعاقر لوجود عدد كبير من الاميين وقد حرص سمو امير منطقة القصيم على اصدار توجيهاته في بدء الانطلاقة، وبحضور وكيل محافظة الرس ومحافظ النبهانية ورؤساء المراكز كانت ولله الحمد البداية الجيدة وقد اقبل الكثير على التسجيل والحضور باستمرار وقد سجل بها كبار السن ممن قد تزيد اعمارهم عن ستين عاما, ويعمل بها باحث وطبيب بشري وطبيب بيطري ومشرف توعية كما تقام المحاضرات الدينية الهادفة التي تعالج المشاكل بالمجتمع ومدة هذه الحملة ستون يوما، وقد لاحظنا الثمرة ولله الحمد في تعليم وتوجيه الدارسين بتلاوة القرآن الكريم وشكر من ساهم من المحسنين في توزيع المعونات وان شاء الله يكون لها الاثر الطيب وارجو من المولى عز وجل ان يرجع الفضل لأهله وان يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني والاسرة المالكة الكريمة انه سميع مجيب. دارس في الثانية والتسعين من العمر * كذلك التقينا مع مدير مركز ضليع رشيد للحملة الصيفية للتوعية ومحو الامية الاستاذ علي بن صالح المحيميد الذي قال إنه ومن واقع تجربة اعضاء مركز ضليع رشيد فقد لوحظ الاقبال الشديد من قبل الاهالي على التسجيل منذ اليوم الاول وذلك استجابة لما قامت به ادارة التعليم في محافظة الرس من حملة اعلامية قبيل بدء الدراسة شملت استبيانات لحصر اعداد الاميين واعلانات عن اهداف الحملة واماكنها وموعدها، وقد أدى ذلك الى حضور اعداد كبيرة منذ اليوم الاول وصلت الى 30 دارسا في مركز ضليع رشيد ليتضاعف العدد ويصل في نهاية الاسبوع الاول الى 75 دارسا من مختلف الاعمار، وسجل مركز ضليع رشيد حالة نادرة لشيخ يبلغ من العمر 92 عاما ويريد ان يتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم, هذا وتتركز اهداف هذه الحملة في عدة نقاط: اولا: حفظ وتلاوة وتجويد القرآن الكريم ممثلا في قصار السور. ثانيا: شرح أحكام الدين الاسلامي بشكل مبسط وواضح في امور مثل الصلاة والطهارة واركان الايمان والاذكار وتنقية العقيدة من الشوائب. ثالثا: تعليم المبادئ للقراءة والكتابة بداية من الاحرف الهجائية ووصولا الى الجمل القصيرة, رابعا: تعليم المبادئ الاساسية للحساب كالاعداد والعمليات الحسابية الاربعة، خامسا: توعية عامة عن طريق محاضرات ودروس اسبوعية, سادسا: إقامة انشطة مفتوحة في كل يوم جمعة بالتناوب بين المراكز تشمل انشطة ثقافية واجتماعية ورياضية متنوعة، سابعا: يشترك في الحملة الصيفية اطباء وممرضون بشريون وبيطريون وباحث اجتماعي. واشار المحيميد الى انه وعلى ضوء تجربة مركز ضليع رشيد فإن الدارسين تمكنوا بالفعل من حفظ بعض قصار السور وتمكنوا من قراءة وكتابة الحروف الهجائية وتركيب الكلمات، وقد ادت جهود جميع المشاركين في الحملة لتحفيز الدارسين على الحضور المبكر والانتظام بشكل يومي. وقد ظهرت ولله الحمد والمنَّة بوادر مبشرة بنجاح الحملة تتمثل بالحضور المتزايد والاقبال الشديد وظهور اثر التعليم على الاهالي مما شجع مشرفي الحملة على تخصيص يومي السبت والثلاثاء لاستقبال ابناء الدارسين في تجمعات شبيهة بالمراكز الصيفية تشتمل على برامج توعوية وثقافية واجتماعية تهدف الى استغلال اوقات الفراغ لدى هؤلاء الشباب فيما ينفعهم، كما سيتم بإذن الله فتح فصول تقوية للمكملين من ابناء الدارسين لمساعدتهم قبل بدء اختبارات الدور الثاني, وختم المحيميد حديثه قائلا: أتقدم بخالص الشكر الى وزارة المعارف ممثلة بالدكتور محمد بن احمد الرشيد وزير المعارف والى الامانة العامة لتعليم الكبار في الوزارة لما قامت به من جهود في مجال محو الامية، والقضاء على الجهل، ونشر العلم في كل مكان والشكر موصول الى مدير تعليم محافظة الرس والمشرف العام على الحملة والمدير التنفيذي ومساعده لما يقومون به من جهد واضح لتحقيق اهداف الحملة وتهيئة الظروف المناسبة لاقامتها وتذليل الصعوبات التي تواجه اعضاءها, كما اتقدم بالشكر لجميع زملائي الكرام في مركز ضليع رشيد والمراكز الاربعة الاخرى تقديرا للجهود الكبيرة التي يقومون بها وكذلك أتقدم باسم جميع اعضاء الحملة بالامتنان والتقدير لجريدة الجزيرة على اهتمامها بأخبار الحملة وانجازاتها ممثلة بمكتبها في محافظة الرس. جهود مثمرة * وتحدث المعلم علي سعيد جلخف قائلا: تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين رجل التعليم الاول في بلادنا العزيزة ممثلة في وزارة المعارف على نشر العلم والمعرفة في ربوع بلادنا المترامية الاطراف ليشمل جميع فئات المجتمع صغارا وكبارا وخاصة ممن فاتهم قطار التعليم في بداية حياتهم العملية، لذا تقيم وزارة المعارف سنويا حملات للتوعية ومحو الامية في فصل الصيف في الهجر وأماكن تواجد البادية تستمر لفترة شهرين متتاليين يتلقى خلالها الدارس مبادئ القراءة والكتابة وكل ما يتعلق بأمور دينه من حيث الوضوء والصلاة والصيام والزكاة والحج بالاضافة الى علاجه وأسرته وماشيته وتعليمه العادات الصحية السليمة في المأكل والمشرب والملبس تحت اشراف تربوي موجه,, ولأنني احد العاملين في هذه الحملة بمحافظة الرس لصيف هذا العام 1421ه لمست مدى حاجة هؤلاء الفئة من الناس لاقامة مثل هذه الحملات ورغبتهم الاكيدة والملحة والتحاقهم المنقطع النظير للاستفادة من هذه الحملة,, ولا يسعني بهذه المناسبة الا ان أتقدم بخالص الشكر والتقدير لسعادة مدير التعليم بمحافظة الرس والمشرف العام والمدير التنفيذي ومساعده على ما لقيناه من تعاون واخلاص في سبيل انجاح هذه الحملة,, وقد اثمرت هذه الجهود ولله الحمد وليس أدل على ذلك من زيادة اعداد الدارسين الملتحقين بهذه الحملة يوميا في جميع المراكز التابعة لهذه الحملة. فرح وابتهاج * كما التقينا رئيس مركز الجرذاوية: سعدون مساعد بن سعدون الذي تحدث الينا عن هذه الحملة قائلا: في بداية حديثي أشكر جريدة الجزيرة على اتاحة الفرصة للتحدث عن هذه الحملة الصيفية لمحو الامية والتي جاءت من حرص حكومتنا الرشيدة على نشر العلم والخير للمواطنين في اي جزء من مملكتنا الحبيبة مما كان له الاثر الايجابي على هؤلاء الدارسين في هذه المراكز, لقد كان لخبر اقامة مركز صيفي لمحو الامية اثره البالغ في نفوس الاهالي في هذا القطاع وعبّر الجميع عن فرحته وسروره لمثل هذه الخطوة الرائعة مما اوجد روح التنافس بين الاهالي من اجل الالتحاق بهذه الحملة التوعوية لمحو الامية فكانت نتائج التسجيل للحملة في ايامها الاولى ولله الحمد مفرحة جدا لكثرة الملتحقين, لقد سخّر الاخوة في الحملة كل الامكانات لخدمة هؤلاء الدارسين وكان للتشجيع المتواصل من قبل المعلمين في الحملة لهؤلاء الدارسين الاثر الكبير عليهم حيث اوجد لدى هؤلاء الدارسين حب طلب العلم والمعرفة والحرص على الجديد الذي يعود عليهم بالنفع والخير. حديث الدارسين وفي منبر آخر من منابر العلم والمعرفة نلتقي في مركز ضليع رشيد بأحد الدارسين هناك وهو الدارس: بيّن سعد عيد المظيبري حيث وصف لنا مشاعره قائلا: لقد سعد الجميع هنا بإقامة الحملة هذا العام في هذا القطاع لما فيها من امور مفيدة في ديننا ودنيانا، لقد كانت هذه الحملة انطلاقة خير لنا حيث كنت لا اعرف القراءة ولا الكتابة الا النزر اليسير ومنذ التحاقي بهذه الحملة ولله الحمد اصبحت اعرف حروف الهجاء كاملة مع رسمها وقراءتها وتركيب الاحرف ونطق الكلمة، ولقد كان الوقت الامثل لبدء الدراسة من الدوافع التي جعلتني استمر وأواصل الدراسة في هذه الحملة حيث قام المسؤولون عن الحملة بجعل الدراسة بعد صلاة العصر بعد اخذ المشورة من جميع الدارسين والسبب في ذلك اننا في الفترة الصباحية مثلا لا نستطيع الحضور، لوجود مسؤوليات اخرى من اعالة الاسرة والبحث عن لقمة العيش، ولقد رأيت الحرص من الكثير من الدارسين على الالتحاق بهذه الحملة للتعرف على امر الدين ومعرفة الكتابة والقراءة. تنافس مع الأبناء * كما كان لنا هذا اللقاء مع دارس ثان في قطاع ضليع رشيد وهو الدارس: فليّح فلاح المظيبري، حيث بين لنا انطباعه عن هذه الحملة قائلا: لله الحمد من قبل ومن بعد فقد سررنا بوجود هذه الحملة التوعوية لمحو الامية بيننا في هذا العام من ناحيتين: الاولى اننا كبار سن فأنا على سبيل المثال ابلغ من العمر ثمانية وستين عاما فوجود الحملة قريبة منا ساعدنا على الالتحاق بها لانه يخفى علينا الكثير من الامور وخاصة القراءة والكتابة ولقد تعلمنا الكثير بعدما كنا نجهل الكثير، ثانيا: تعلمنا من خلال هذه الحملة المباركة القرآن الكريم لأننا بحاجة اليه في جميع امورنا وبخاصة الصلاة فكانت هذه الحملة من الروافد لنا في ذلك. بل من الطريف في هذه الحملة ان اولادي حينما علموا بالتحاقي بهذه الحملة فرحوا فرحا شديدا مما اوجد التنافس بيني وبين ابنائي الصغار الذين يدرسون في المرحلة الابتدائية وخاصة حينما يكتب المعلم لي في دفتر الواجب ممتاز مما جعل ابنائي يفرحون بذلك ويقولون لقد وصلت يا والدنا الى مرحلة طيبة من التعليم، وهذا كان له الاثر الايجابي عليّ في الاصرار على التعلم وحب المعرفة. وتوجه المظيبري في ختام حديثه بالشكر لله ثم لحكومتنا الرشيدة على ما تبذله من اجل خدمة ابنائها ومواطنيها. دارس يقهر الإعاقة كما كان لنا هذا اللقاء مع دارس قهر الاعاقة وأصر على المواصلة للبحث عن المعرفة والنور فرغم فقدان البصر وكبر السن لم يتخلف عن الحضور للحملة التوعوية يوما واحدا انه الدارس سعود محمد المظيبري الذي تحدث الينا قائلا: الحمد لله لقد استفدنا من اقامة هذه الحملة فوائد عديدة وخاصة ما يتعلق بدرس القرآن الكريم حيث اني كنت لا اتقن بعض الحركات ولا استطيع نطق بعض الكلمات بالصورة المطلوبة فكانت هذه الحملة باب خير عظيم علينا حيث تعلمت من خلالها تصحيح بعض الاخطاء اللحنية التي كنت اقع فيها عند قراءة القرآن الكريم وأنا ولله الحمد اصبحت الآن اتقن الكثير منها,, ولقد ساعدتنا هذه الحملة على استغلال اوقاتنا بما ينفعنا ويعود علينا بالفائدة في الدنيا والآخرة، وادركنا معنى ان يكون الانسان صاحب علم ومعرفة، عرفنا فائدة معرفة القراءة والكتابة وذلك من خلال ما لمسته من افراد المجتمع الذين يعيشون حولي. انني اجدها فرصة لتقديم الشكر والعرفان لحكومتنا الرشيدة على إقامة هذه الحملة وما تقدمه لابنائها المواطنين من دعم وتشجيع فجزاها الله عنا خير الجزاء، كما اتقدم بالشكر لصاحب السمو الملكي امير منطقة القصيم على جهوده واهتمامه. أساعد والدي * في احدى زوايا اروقة مركز الجرذاوية تم لنا هذا اللقاء مع احد ابناء الدارسين في المركز وهو الطالب: نايف عيد حبيب الذي تحدث عن مشاعره تجاه والده الذي التحق بالحملة التوعوية لمحو الامية قائلا: لقد سررت كثيرا حينما اخبرني والدي عن التحاقه بالحملة التوعوية لمحو الامية، ولاني تعلمت ودرست اهمية العلم والمعرفة وخاصة واني ادرس في الصف الخامس الابتدائي، فعزمت على مساعدة والدي اذا احتاج لنطق حرف او هجاء كلمة، حتى اصبح الوالد ولله الحمد يعتمد بعد ذلك على نفسه حينما كُثف له تكرار الحروف الهجائية والتي تعتبر هي الأم في القراءة والكتابة، ولكن ليس معنى هذا أنه اتقن كل شيء ولكن يحتاج الى الوقت والمواصلة حتى يصل بإذن الله تعالى للهدف المنشود وهو معرفة القراءة والكتابة كاملة. لقد رأيت في والدي العزيمة والاصرار على معرفة العلم وقراءة القرآن الكريم مع ان الوالد بلغ من العمر السادسة والخمسين ولكن هذا لم يثنه عن مواصلة المشوار والاستمرار في طلب المزيد من العلم والمعرفة, ولقد كان للعاملين في مركز الجرذاوية الاثر البالغ في نفس الوالد وذلك من خلال التشجيع المعنوي والهدايا الثمينة فجزاهم الله خيرا. وفي لقاء آخر مع الدارس: مطليق راشد الرشيدي ويبلغ من العمر سبعة وخمسين عاما تحدث قائلا: أتقدم بالشكر لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على ما يقدمونه لنا من اجل خدمة هذا الوطن والمواطن، وبصراحة لقد سعدنا خلال تلقينا خبر افتتاح مراكز صيفية للتوعية ومحو الامية في هذه المنطقة وخير دليل على ذلك حضور اعداد كبيرة من الدارسين من كبار السن من اجل تلقي العلوم الدينية وتعلم القراءة والكتابة بداية من الاحرف الهجائية، علما بأن لدينا الاستطاعة التامة لتلاوة القرآن الكريم حفظا فقط بدون قراءة ولم نستطع الكتابة ولا القراءة وذلك بحكم اننا تلقيناه من ابنائنا فقط حفظا، بالاضافة الى اننا بحكم ارتباطنا سابقا بالتنقل من مكان الى مكان والترحال من منطقة الى اخرى للبحث عن المراعي للابل والاغنام، مما أدى إلى البعد عن الدراسة وتعلّم الكتابة، واليوم اخذنا ولله الحمد في بداية المشوار تعلّم كتابة الاحرف ونطقها بالاضافة الى تعلّم ربط الاحرف بعضها مع بعض وهذا شيء طيب,, حيث كنا سابقا نواجه صعوبات نستطيع قراءة القرآن الكريم، كذلك اللوحات الارشادية الموجودة على جانبي الطرق الطويلة لا نعلم ماذا يكتب فيها، اضف الى ذلك عندما يكون بين يديك وصفة طبية لا تعلم ماذا كتب فيها، واليوم ولله الحمد اخذنا نقرأ بعض الاشياء من الكلمات واخذت الامور تتيسر لنا ان شاء الله. وانني اناشد اخواني كبار السن ممن لا يستطيعون القراءة والكتابة الالتحاق بمثل هذه المراكز في اي موقع ومكان يتم فتحها الآن او في السنوات القادمة لأننا بصراحة وجدنا الفائدة الكبرى وأناشد المسؤولين بوزارة المعارف ان يستمر عمل هذه المراكز لمحو الامية.