تبدأ وزارة المعارف السعودية ممثلة في الأمانة العامة لتعليم الكبار مطلع الشهر المقبل، حملتها الصيفية السنوية في بعض المناطق والتي اعتمد لها 2.5 مليون ريال نحو 667 ألف دولار. وستتركز الحملة في ثلاث مناطق هي : حفر الباطن شمال شرقي السعودية وسراة عبيدة الجنوب والرس منطقة القصيم وسط السعودية بناء على اقتراحات مصلحة الإحصاءات العامة وإدارة التعليم. وقال الأمين العام لتعليم الكبار في وزارة المعارف محمد بن سليمان المهنا ل "الحياة" ان "الوزارة دأبت منذ عام 1967 على إقامة الحملات الصيفية باعتبارها واحدة من أهم آلياتها لمحو الأمية والتخلص من جيوبها في المناطق التي لا يسهل فيها إعداد فصول منتظمة، مثل مناطق سكن البدو الرحل والمناطق النائية"، موضحاً "أن عدد الحملات الصيفية التي نظمتها الوزارة حتى نهاية العام الماضي، وصلت الى 82 حملة، استفاد منها حوالى 300 الف في أكثر من 30 قرية وهجرة". وكان وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد أصدر في وقت سابق قراراً بإقامة ثلاث حملات صيفية لمدة شهرين تبدأ في حزيران يونيو المقبل في قطاع قليب البرازي في محافظة حفر الباطن، وقطاع غرب تهامة في محافظة سراة عبيدة، وقطاع ضليع رشيد في محافظة الرس. ونفذت الوزارة ثلاث حملات صيفية العام الماضي في مناطق مختلفة استفاد من خدماتها التعليمية والدينية والاجتماعية والطبية والبيطرية ما يزيد على 7400 دارس. وتعد الحملات الصيفية من أهم الآليات التي تتبع في السعودية لمحو الأمية، إضافة إلى التوسع في فتح مراكز محو الأمية في المدن والقرى والهجر، اذ وصل عددها الى 1178 مركزاً يدرس فيها 23805، وتعادل شهادة إتمام المرحلة الابتدائية. ويمنح الدارسون مكافأة مالية عند إتمام دراستهم، ما ساهم في حض الأميين على التعلم فانخفضت نسبة الأمية إلى 10،9 في المئة نهاية العام الماضي، حسب الاحصاءات الرسمية. وتشارك في حملات التوعية ومحو الأمية الى جانب وزارة المعارف، وزارات الصحة والزراعة والشؤون الإسلامية والإعلام والعمل، إضافة إلى الجمعيات الخيرية. وتهدف حملات الأمية الى تمكين الدارس من القراءة والكتابة البسيطتين وإجراء العمليات الحسابية الأساسية الأربع والإلمام بما يحتاج اليه في حياته من الأمور الدينية الأساسية، إضافة إلى التعرف الى المفاهيم الصحية الضرورية وكيفية الوقاية من الأمراض. كما تهدف الى الإسهام في إنجاح مشاريع التوطين التي تقوم بها الدولة وتعويد الدارس على التعليم الذاتي عن طريق الكتب والأشرطة، حماية له من الانتكاسات في حال نقص المتابعة. وأضيفت الى الحملات أخيراً خدمات جديدة، مثل اقامة المحاضرات والندوات، وحلقات حفظ القرآن، يشارك فيها الى جانب أهالي القرى الجاليات المسلمة هناك، اضافة الى زيارة مساكن المواطنين للاطلاع عن قرب على حاجاتهم الطبية، وارشادهم الى أسباب السلامة الصحية في حياتهم اليومية في الصحراء أو في القرى. ويشارك طاقم من الأطباء البيطريين في الحملات الثلاث، مزودين بالأمصال والأدوية لعلاج المواشي في مراعيها وتحصينها من الأمراض المنتشرة، إضافة إلى تقديم خدمات تثقيفية لمربي الماشية تعرفهم بطرق تحسين الإنتاج. ويشار الى ان قطاع تعليم الكبار ومحو الأمية الذي نشأ مع التعليم في السعودية يعتبر أحد القطاعات التي تلقى دعماً ورعاية متميزة، وتنفق الحكومة على برامجها من موازنتها العامة ما يربو على 170 مليون ريال سنوياً. ويدرس في مراكز الأمية البالغ عددها 1121، 33.408 طلاب، حسب احصاءات الوزارة. وحصدت السعودية جوائز عديدة لجهودها في هذا المجال، كان آخرها العام الماضي، حصول الحرس الوطني السعودي على جائزة المجلس العالمي لتعليم الكبار للعام 1999.