سؤال يتكرر بعد كل نقاش مسرحي,, وتتنوع وتختلف الاجابات ولكن يبقى الاطار العام لها واحداً,. نحن نريد المسرح ولا شيء غير المسرح,, نريد مسرحاً نظيفاً يلتزم بالحد الادنى من التقاليد والمفاهيم المسرحية,, مسرحاً لديه ما يقوله شكلاً ومضمونا,, لا شيء يدمر المسرح اكثر من تلك الاستهلاكية البغيضة التي دمرت الكثير من العقول المسرحية وحولتها الى مجرد ترس في عجلة كبيرة تلتهم كل شيء وعلينا ان نفكر في التجارب التي سبقتنا في هذا المجال, لم يدمر المسرح المصري إلا هذه المسرحيات الاستهلاكية لم يدمر المسرح الكويتي إلا هي والمسرح القطري,, نشأت اجيال عديدة لا تعرف من المسرح إلا شكله الهزيل وفكره المعدوم,, وبات عليها ان تتعامل مع هذا المسرح/ اللا مسرح شكلاً وفكراً. اصبحت هذه الاورام المسرحية تستنسخ نفسها وتكررها بصورة قميئة وهي تدعي انها تنتج مسرحاً,, وتقدم فكراً مسرحياً يطلبه الناس,, ومادام الناس يطلبون هذا,, ويقبلون على هذا,, فهذا هو النموذج الامثل,, اصبحت القضية تنافساً على الضحك,, كم ستكون مضحكاً اكثر,,؟,. كلما كان هذا الجالس امامك لديه قدرة على الضحك فاعمل على دغدغة كل حواسه اجعله يضحك حتى يستلقي على قفاه,. اجعله مجرد كرسي مبتل,, تساقطت دموعه من كثرة الضحك,,؟ وتوليفة هذا الشيء الذي يسمونه مسرحاً اصبحت معروفة,, كم ستقدم من نكات كم سيسخر بعضنا من بعض,, كم مساحة كل منا في الخروج على النص (اللا نص) كل شيء مسموح رقص وغناء وابتذال ثم نقدم كل ذلك على انه مسرح,, اخشى في الحقيقة على مسرحنا وهو ينزلق حالياً في عروض الصيف المسرحية خلف هذا التيار الاستهلاكي,, دون مراعاة لأبسط القواعد والمفاهيم المسرحية,, هل تصدقون ان الامر وصل إلى عمل مسابقات وهدايا وجوائز داخل المسرحية التوليفة الاستهلاكية بإمكانها تخطي كل شيء وتقديم كل شيء وهي اشبه بمعدة خاوية لديها استعداد لالتهام كل شيء. مرة اخرى,, ماهو المسرح الذي نريد,,؟ نريد مسرحاً مهما كان نوعه وشكله,, فقط هو مسرح لديه منهجية,, لديه قواعد يقوم عليها وليس مجرد مساحة منحت لفرد يستطيع أن يضحكنا,,,!! فهد ردة الحارثي