سؤال يتكرر بعد كل نقاش مسرحي.. وتتنوع وتختلف الإجابات ولكن يبقى الإطار العام لها واحدا نحن نريد المسرح ولا شيء غير المسرح، نريد مسرحا نظيفا يلتزم بالحد الأدنى من التقاليد والمفاهيم المسرحية ويكون لديه ما يقوله شكلا ومضمونا. لا شيء يدمر المسرح أكثر من تلك الاستهلاكية البغيضة التي دمرت الكثير من العقول المسرحية وحولتها إلى مجرد ترس في عجلة كبيرة تلتهم كل شيء، وعلينا أن نفكر في التجارب التي سبقتنا في هذا المجال، فلم يدمر المسرح المصري إلا هذه المسرحيات الاستهلاكية، ولم يدمر المسرح الكويتي والمسرح القطري إلا هي!! نشأت أجيال عديدة لا تعرف من المسرح إلا شكله الهزيل وفكره المعدوم، وبات عليها أن تتعامل مع هذا المسرح / اللا مسرح / شكلا وفكرا. أصبحت هذه الأورام المسرحية تستنسخ نفسها وتكررها بصورة قميئة وهي تدعي أنها تنتج مسرحا، وتقدم فكرا مسرحيا يطلبه الناس. وما دامت الناس تطلب هذا، وتُقبل على هذا، فهذا هو النموذج الأمثل.. أصبحت القضية تنافس على الضحك، كم ستكون مُضحكا أكثر؟ كلما كان هذا الجالس أمامك لديه قدرة على الضحك فاعمل على «دغدغة» كل حواسه واجعله يضحك حتى يستلقي على قفاه؛ اجعله مجرد كرسي مبتل تساقطت عليه دموعه من كثرة الضحك.. وتوليفة هذا الشيء الذي يسمونه مسرحا أصبحت معروفة كم سنقدم من نكات؟! وكم سيسخر بعضنا من بعض؟! كم مساحة كل منا في الخروج على النص / اللانص؟ كل شيء مسموح: رقص وغناء وابتذال، ثم نقدم كل ذلك على أنه مسرح، أخشى في الحقيقة على مسرحنا وهو ينزلق حاليا في عروض العيد المسرحية خلف هذا التيار الاستهلاكي دون مراعاة لأبسط القواعد والمفاهيم المسرحية. صورة للجمهور الحاضر في أحد مسرحيات العيد لهذا العام نقلتها جريدة الرياض وكان الجمهور يرقص فيها وكانت تجسد وضع هذا المسرح. مرة أخرى... ما المسرح الذي نريد؟ نُريد مسرحا أيا كان نوعه وشكله، فقط هو مسرح لديه منهجية، لديه قواعد يقوم عليها وليس مجرد مساحة لو منحت لمهرج لاستطاع أن يُضحكنا...!! محبكم / فهد رده الحارثي