عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي أمس اجتماعه التحضيري للدورة التاسعة عشرة للقمة العربية التي ستعقد بالرياض يومي 28 و29 مارس الحالي وذلك بقاعة الملك فيصل بفندق انتركونتننتال بالرياض. وفي مستهل الجلسة الافتتاحية للاجتماع قدم معالي وزير التعاون الدولي بجمهورية السودان رئيس الدورة السابقة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي الدكتور التيجاني صالح فضيل ملخصاً عن قرارات الاجتماع الثامن عشر السابق الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يهدف إلى التحضير للقمة التاسعة عشرة ومتابعة القرارات والتوصيات المنبثقة عنه، مؤكداً أهمية متابعة القرارات والتوصيات التي يتخذها المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومتابعة آلية تنفيذها. وأعرب معالي الدكتور التيجاني فضيل في ختام كلمته عن شكره وامتنانه لحكومة المملكة العربية السعودية على ما وفرته من إمكانات لعقد القمة العربية في دورتها التاسعة عشرة وما بذلته من جهود لإنجاح هذه القمة. بعد ذلك ألقى معالي وزير المالية رئيس الدورة الحالية للمجلس الدكتور إبراهيم العساف كلمة نقل في مستهلها ترحيب وتحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله بالمشاركين في الاجتماع وتمنياتهما لهم بالتوفيق والنجاح. وأعرب عن شكره لمعالي وزير التعاون الدولي بجمهورية السودان على ترؤسه لدورة المجلس التحضيرية للقمة الثامنة عشرة وما بذله من جهد وحسن إدارة لتلك الدورة.. كما شكر الأمانة العامة للجامعة العربية على جهودها في الإعداد والتنظيم. ولفت معاليه النظر إلى أن الدول العربية حققت إنجازات ملموسة في العديد من مجالات التعاون المشترك من أبرزها الاتفاق على إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. وقال: (إن الاتفاق في البداية كما تعلمون أن نصل إلى الإلغاء الكامل للقيود الجمركية وغير الجمركية وللرسوم ذات الأثر المماثل على التجارة فيما بين الدول الأعضاء في المنطقة مع مطلع عام 2007م ألا أن طموحاتنا دعت إلى اختصار هذه المدة ليكتمل البرنامج الزمني في عام 2005م. وأوضح معاليه أن التطبيق الكامل لمتطلبات المنطقة بسريان للتعرفة الجمركية الصفرية على الرسوم والضرائب ذات الأثر المماثل لا زال في بعض الدول دون الطموحات على الرغم مما اتخذته القمة العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي من قرارات تؤكد على التطبيق الكامل أسوة بالرسوم الجمركية ووقف العمل بالاستثناءات وإزالة القيود غير الجمركية والاتفاق على قواعد منشأ تفصيلية للسلع العربية. ورأى أن تحقيق الأهداف المشتركة بتعزيز التعاون الاقتصادي العربي المشترك وحفز التجارة البينية يستلزم تقديم بعض التضحيات الآنية للوصول بمشيئة الله إلى التكامل الاقتصادي العربي الذي يصبو إليه الجميع. وطلب معالي الدكتور العساف من المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته العادية القادمة أن يقوم بدراسة متأنية لموضوع الاتحاد الجمركي العربي في ظل الواقع الفعلي التي تمر به منطقة التجارة الحرة العربية حالياً وما تواجهه من معوقات لكي يتمكن المجلس بإذن الله من بلورة برنامج زمني عملي قابل للتنفيذ قادر على الوصول إلى تلك المرحلة. وبيّن أن جدول أعمال الاجتماع يزخر بالعديد من الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية المهمة منها مشروع إستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة والنهوض بالتعليم في العالم العربي والربط الكهربائي العربي وغيرها من الموضوعات التي تتطلب اتخاذ التوصيات المناسبة حيالها معبرا عن تطلعه بأن يسهم ما يتخذ من قرارات بتطوير القطاعات المرتبطة بها. وأكد معاليه في ختام كلمته حرص بلاده بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على دعم العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك وتفعيله وبذل كافة الجهود لتذليل العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف المشترك لجميع الدول العربية معرباً عن تطلعه بقيام تعاون اقتصادي واجتماعي عربي يحقق طموحات شعوب دول المنطقة ويسهم في مواجهة التحديات التي تواجهه.