بعد أن أتم الاتحاد السعودي لكرة القدم المتعاقد مع المحاضر الدولي السيد (جون بيكر) عضو اللجنة التشريعية الدولية (البورد) بالاتحاد الدولي رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الإنجليزي في دورته السابقة وهو خبير تحكيمي ومطلع قانوني يملك(CV) أو سير ذاتية مشرفة ومغرية لكل من يطلع عليها وهذا ما شجعنا في لجنة الحكام للاستفادة منه وتوجيه الدعوة له الموسم الماضي للحضور للمملكة والمشاركة في تقديم محاضرات علمية وعملية للحكام في الدورة المكثفة التي أقيمت قبل انطلاقة المرحلة الثانية من الأدوار التمهيدية في الموسم الماضي بمدينة الرياض والدورة الاستعدادية للموسم الحالي والتي أقيمت بمحافظة الطائف وإن كان في البداية قد تردد كثيراً في الحضور خوفاً من (الإرهاب) تحت تأثير من زوجته إلا أنه اقتنع بعد محاولات واتصالات، وقد حرصنا في نهاية الدورة الأولى أن نقدم له هدية رمزية لزوجته للتعبير عما يكنه الشعب السعودي من حب وما يحمله من إنسانية لكل شعوب العالم بعيداً عن تصوير ومبالغات الإعلام الغربي وهو ما كان له الأثر الأكبر في تكرار الزيارة وأخيراً التعاقد للعمل والإقامة بمملكة الإنسانية. ولاشك أن اختيار (جون بيكر) لمهمة تطوير الحكام والتحكيم في المملكة هو اختيار موفق جداً ينم عن اهتمام المسؤولين بالبحث عن أفضل الخبرات وهي خطوة مباركة يجب أن يتبعها خطوات تطويرية أخرى لتكتمل الفائدة ويعم النفع، ومن هذه الخطوات تشكيل فريق عمل مساند لتنفيذ إستراتيجية عمل السيد (بيكر) في المناطق وكذلك ربط المراقبين الفنيين به وتحديد أهداف المراقب ومتابعة تقاريرهم حول الأداء التحكيمي للمباريات، كذلك يجب أن تعاد صياغة اللوائح الخاصة بالسنوات المطلوبة للترقيات، حيث إنها تتعارض مع السن المطلوبة للترشيح للشارة الدولية من قبل الاتحاد الدولي، أيضاً المطلوب السماح للملتحق بمجال التحكيم الجمع بين التحكيم واللعب إلى أن يصل للدرجة الأولى وهذا من شأنه تشجيع اللاعبين على دخول التحكيم والاستمرار فيه، أما الخطوة الأهم فهي تتمثل في إعادة تحديد المكافآت ومقدارها ولاسيما للحكام المستجدين والدرجة الثالثة وزيادتها للضعف لأهمية الجوانب المادية في جذب الشباب إلى السلك التحكيمي وضمان استمراريتهم، هذه بعض الرؤى التي ليست بعيدة عن تصور المسؤولين ولكن أردت بها التذكير لعل الله أن ينفع بها. النهائي والتحكيم المثالي في البداية نهنئ أنفسنا على نجاح مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- وتوج هذا النجاح بالنهائي العالي الذي ساهم فيه وصول فريقين متنافسين للظفر بالكأس، مما زاد نهائي المسابقة حماساً وحضوراً جماهيرياً حقق الغلبة فيه الفريق الأهلاوي مستوى وتهديفاً نتيجة الانضباط التكتيكي، أما تحكيمياً وهو العنصر المهم بالنسبة لي فإن طاقم الحكام الإسباني بقيادة الدولي (بيناردينو) والذي دخل خانة (الأولويات) لقيادة أجنبية لنهائيات كأس الأمير فيصل بن فهد وقد دخل الحكام لهذه المباراة كعادة الحكام الأجانب بعيدين عن الضغوط الإعلامية والانتقادات العلنية والمواقف العدائية ولهذا لم يواجهه اعتراضات أو احتجاجات من اللاعبين على قراراته على الرغم من تساهله في بعض المداخلات والمخاشنات وسوء تقديره لبعض الحالات، وكان من أبرز عيوبه عدم التقيد بمسافة حائط الصد (وقوف الحيطة) لمعظم الأخطاء وللفريقين، وكان تعاون المساعد الثاني معه مثالياً في طرد حارس الاتحاد وكذا تنبيه الحكم خليل جلال لحادثة اللاعب الحسن الكيتا. أما الدرس الذي يجب أن يستفيد منه الحكام الجدد فهو في إنهائه للمباراة بعد أن تعذر تنفيذ الركلة الركنية للفريق الفائز تلافياً لقذف الجماهير الاتحادي، وهذا يدخل ضمن بند حسن الإخراج من الحكم، وهذا يدل على ما يتمتع به الحكم من ذكاء وسرعة بديهة محمودة. أما الشيء المستغرب اختفاء السؤال التقليدي الذي دائماً يطرح بعد نهاية كل مباراة من قبل مراسلي القنوات الفضائية وتسابقهم نحو منسوبي الأندية من إداريين ولاعبين ومدربين للسؤال عن مستوى الحكام والتحكيم في المباراة!! وكأني بالمراسلين يبحثون عن إجابات تحمل النقد والتجريح بحجة الإثارة ونرجو أن يكون في تواجد الحكام غير السعوديين فرصة لمعاملة الحكام الوطنيين كما يعاملون بعدم التطرق لهم بعد نهاية المباريات، وأن يترك للمحللين القانونيين فرصة تقييم أداء الحكام. تناتيف ** في حال استمرار رمي أو قذف المساعد الثاني من الجمهور وتعذر معه وقوف المساعد في منطقته ورغب الحكام في تكملة المباراة عليه أن ينقل المساعد الثاني إلى جهة المنتصف الآخر ونقل المساعد الأول إلى منتصف الملعب الآخر أي يكون المساعدان على يسار الحكم وهناك طريقة ثانية ولكنها غير عملية أن يكون المساعدان على خط واحد ويتولى الحكم متابعة خط التماس الآخر. هذا إجابة لسؤال وجهه لي أحد الأصدقاء ونحن نشاهد المباراة. ** اللاعب خالد بدرة يستحق العقوبة (الإنذار) من الحكم بسبب استفزازه للجماهير الاتحادية بعد تسجيل الهدف الثالث إلا أن الحكم الإسباني امتنع عن الإنذار دون مبرر!! ** لا أظن أن لجنة المنتخبات في اجتماعها الماضي قد وجهت (80) سؤالاً بالتمام والكمال للسيد (باكيتا)!! ولا حتى نصف أو ربع هذا العدد.. إنما المقصود منها المبالغة والتأكيد على أن اللجنة بكافة أعضائها قد طرحت كل التساؤلات والاستفسارات صغيرها وكبيرها!! وكل ما دار في الوسط الرياضي من سلبيات ضد السيد باكيتا وما يتعلق بمهمة عمله مع المنتخب. ** خروج النصر من البطولة العربية إن حدث مساء اليوم ربما يأتي من مصلحة الفريق محلياً في ظل وضع الفريق نقطياً. ** لا يزال الاستديو التحليلي المصاحب للمباريات التي تقام بجدة في القناة الرياضية أقل جاذبية للمشاهد لعدم وجود المحللين المقتدرين على إيصال المعلومة. ** يستحق صائد التسللات الحكم الأخ محمد سعد التكريم بعد مشوار حافل بالعطاء الفني والتعامل الأخلاقي الحسن. ** لمرعاة مشاعر الحكام السعوديين أتمنى أن يتم تحديد المباريات المقرر قيادتها من قبل حكام أجانب لئلا يتكرر ما حصل للحكام الذين تم تكليفهم ثم الاعتذار لهم في مباراة الوحدة والشباب. ** الاستفادة من تواجد الحكام الأجانب في تحكيم مباراتين خطوة جيدة واقتصادية سبق وأن طالبت بها في الموسم الماضي وها هي تتكرر مرتين هذا الموسم. ** الأخ مسعود البجاد.. ما ذكرته في هذه الزاوية عن الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني هو من حديث له ولم أتجن عليه بالتحكيم. إهداء لا يستقيم الظل والعود أعوج!! *** لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7342» ثم أرسلها إلى الكود 82244