كشف الحكم الدولي عبدالرحمن التويجري والمصنف من بين أفضل عشرة حكام في الدوري السعودي بأن ابتعاد الحكم السعودي عن تحكيم المباريات المهمة وذات الثقل الجماهيري قد أثرت سلباً على أداء الحكم كما ساهم تعصب الجماهير وما يلقاه الحكم من انتقادات حادة من جانب الإعلاميين إلى عدم بروز أسماء جديدة في ساحة التحكيم نظراً لإسناد مهمة إدارة المباريات المهمة والحساسة إلى الحكم الأجنبي وبذلك يكون الطموح للحكم السعودي قد انتهى فالهدف من نجاح الحكم الوصول إلى إدارة مباراة مهمة وذات جماهيرية وهذا الدور يقوم به حالياً الحكام الأجانب ليجلس الحكم السعودي على الرصيف لا يولى على شيء. وأرجع عدم بروز حكام جدد بالدوري الممتاز إلى استبعاد نحو 35 حكماً من مختلف مناطق المملكة إلى جانب كثرة المسابقات التي يشارك فيها الحكام مشيراً إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى الهجوم المتواصل من الإعلام ورؤساء الأندية بتعليق شماعة خسائرهم لأي مواجهة على الحكام وكأن الحكم لعب مع الفريق المنافس ومنع أهدافاً شرعية سجلت في مرمى الخصم بدون وجه حق وهذا ما لا ينبغي وجوده والترفع عنه لأن الحكم مهما كان فهو يخطئ ويصيب والحكم المواطن لا يختلف عن الحكم الأجنبي والمفترض أن يجد ابن الوطن المساندة والاهتمام أكثر من غيره لأنه هو الذي سيفيد الكرة السعودية ويساهم في تطورها. وطالب التويجري بمنح الثقة للحكم السعودي لكي يعود لوضعه الطبيعي فالثقة غيبها الهجوم المتواصل من الإعلاميين والإداريين بالأندية وهو ما رفع أسهم التشكيك والانتقادات الحادة والخارجة عن روح القانون في أحيان كثيرة كون هذه الانتقادات غير المبررة هزت الثقة بالحكم السعودي وجعلته بعيداً عن المباريات الحاسمة في المواسم الأخيرة وهو الأمر الذي يحز في نفوس الحكام كثيراً لأنهم يرون أن جهودهم المبذولة تضيع في اللاشيء في نهاية الموسم حيث يأخذ الحكم الأجنبي حصاد الموسم كله ويبقى الحكم السعودي يأخذ دور الكومبارس. وشدد على أن بروز الحكم السعودي في المناسبات الإقليمية والقارية في المباريات الخارجية ونجاحه هناك يعود إلى أن الحكم لا يتعرض إلى أي ضغوطات أو مضايقات وهو يؤدي واجبه على المستطيل الأخضر ويقود مبارياته وهو لا يعرف هوية الفريقين المتباريين فهو يذهب لتأدية 90 دقيقة فقط يطبق من خلالها القانون نصاً وروحاً داخل حدود المستطيل الأخضر وهذا ما ينطبق على الحكم الأجنبي الذي يأتي إلى هنا لإدارة المباريات فهو لا يفكر في شيء غير المباراة ويكون تركيزه حول الملعب بعيداً عن الحساسية والإعلام لذا لا تكون الانتقادات عليه حادة فهو وقبل كل شيء يجد التقدير والاحترام والانصياع لقراراته حتى لو كانت خاطئة وهو الشيء المفقود لدى الحكم السعودي ومتى ما تتوفر له فإنه سيكون قادراً على الخروج بكل المباريات إلى بر الأمان مهما كانت حساسيتها وقوتها وجماهيريتها. وكشف التويجري في حديثه عن اضطرار الحكم للتنازل عن العديد من القضايا التي تحدث ضده من قبل لاعبين أو جماهير أو مسؤولين كون الحادثة تحدث خارج مدينته وعليه أن يتنازل لأن أي اعتداء يتم عليه يقوم بتبليغ أقرب مركز للشرطة وهنا إما أن يواصل في القضية ويتطلب بقائه في المنطقة التي تسجل فيها الحادثة ولأنه غير متفرغ يضطر لكتابة إقرار بالتنازل الأمر الذي قد يجعله عرضة لمواقف مماثلة في مناطق أخرى وهو أمر لا يمكن أن يحدث مع أي حكم أجنبي لأننا شعب كريم مع ضيفه فماذا يمنعنا أن نكون كرماء مع أبناء جلدتنا نقف خلفهم نؤازرهم نشد على عضدهم حتى يحققوا لنا الغايات المرجوة. واعترف التويجري بأن الخبير التحكيمي في الاتحاد السعودي لكرة القدم جون بيكر قد أضاف الكثير من الإيجابيات بالنسبة له كحكم دولي بالرغم من سنوات الخبرة التي اكتسبها طيلة الستة عشر عاما التي أمضاها في التحكيم إلا أن جون بيكر قد منحه رؤية جديدة في عالم التحكيم من خلال التوجيهات والنصائح التي قدمها له وكانت كلها إيجابية ساهمت في تطوير أدائه فقد كان لبيكر خطوات لا نغفلها فقد علمنا أموراً داخل الملعب كانت غائبة عنا وبلا شك هو مكسب لجميع الحكام وتواجده في الملاعب السعودية بات أمراً ملحا لأنه رجل خبير والاستفادة منه ستساهم في تطوير مستوى الحكام للمستوى الذي نتطلع إليه. وأشار التويجري أن الحكام يجدون اهتماماً كبيراً ودعماً خاصاً من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل إلى جانب المساندة والاهتمام من قبل اللجنة الرئيسية للحكام في توفير كل ما يحتاجه الحكم حتى الانتقادات التي تطال الحكام والتي تكون خارجة عن القانون وفيها قذف وتشهير أو تشكيك بذمة الحكم فإن اللجنة قد وفرت محامياً لمثل هذه الإساءات والتجريحات التي تنال من الحكم فإن أي اتهام تتم المرافعة فيه في وزارة الإعلام وهذا الاهتمام وتلك المتابعة من قبل الرئيس العام ونائبه تجبرنا على التضحية وتحمل كل الصعاب في سبيل أن نرسي قواعد راسخة لنهضة تحكيمية راقية خالية من أوجه القصور والسلبيات. وقال التويجري بنهاية حديثه لملاعب الندوة بأن وجود متحدث رسمي باللجنة الرئيسية للحكام ضرورياً خاصة في المباريات التي تكون فيها الانتقادات ساخنة بشأن الحكم السعودي ، خاصة وأن الإعلام والفضائيات أصبحت مفتوحة والتعليقات تأتي من كل مكان سواء من حكام أو رياضيين كانوا لاعبين أو إعلاميين أو جماهير وبالذات في المباريات التي يكون فيها حدث يثير الرأي ويلفت الأنظار.