أحداث كثيرة عكرت صفو دورة الخليج الثامنة عشر التي أقيمت في الإمارات، بدأت من أول أيام البطولة، ولعلي هنا أكتب عن أبرزها من وجهة نظري، تبدأ برئيس الاتحاد الإماراتي الذي أطلق تصريحا يتهجم فيه على حكمنا الدولي (خليل جلال) بعد مباراة منتخبهم مع عمان. * بعد تلك المباراة وقف الكثيرون احتراماً وتقديراً للحكم الكبير (خليل جلال) فقد قاد المباراة بكل اقتدار، أثنى على أدائه جميع الحكام من مختلف الجنسيات ولا أنسى حكم الإمارات المعتزل أبو جسيم الذي كان منصفا وهو يؤيد كل قرارات (خليل جلال)، غضب الاماراتيون وعلى رأسهم رئيس اتحادهم (يوسف السركال) وهو غضب ليس له مبرر؛ فلم يكن (خليل جلال) سببا في هزيمتهم بل سبب الهزيمة كان فنيا بحتا؛ فنجوم الإمارات لم يستطيعوا ان يصمدوا أمام العمانيين الذين قدموا أجمل عروض الكرة في هذه البطولة، وما يحزنني أن حكمنا راح ضحية تصريح هذا الرئيس؛ فقد شن الإعلام الإماراتي في هذه الفترة هجوما مركزا على (خليل جلال) ضيف الإمارات الذي جاء بدعوة منهم فقد تم اختياره بالاسم فلم يفرض عليهم، فهل إكرام الضيف بهذه الطريقة؟ لا أحد يستطيع منع الانتقاد المؤدب الذي يصب في النهاية إلى الفائدة أما ان يتحول النقد الهادف إلى سخرية وعبارات ربما لا تصدر حتى من مشجع فهذا أمر مرفوض يوجب تدخل المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم من أجل رد اعتبار حكمنا الدولي المميز (خليل جلال).. سنحترم رأي الإعلام الإماراتي في (خليل جلال) لو كان بطريقة مهذبة، وسنناقشهم لو كانت لغة الخطاب الإعلامي ألطف مما ذهبوا إليه عبر صحفهم وقنواتهم الرياضية.. في النهاية (خليل جلال) بشر يخطئ ويصيب، ولم تكن لخليل مصلحة في هزيمة منتخب الإمارات حتى يتهموه بهزيمة منتخبهم. * أيضاً من الأحداث غير الجيدة تلك التصريحات من بعض المسؤولين عن الاتحادات الرياضية الخليجية والتراشق ببعض العبارات التي ربما أفقدت البطولة أهدافها التي نظمت من أجلها والمتمثلة في الترابط والإخاء بين شعوب المنطقة، لم يسبق لي ومن خلال دورات الخليج السابقة التي تابعتها أن سمعت عبارة (المؤامرة) فظهور ثلاثة لاعبين من منتخب العراق عبر وسائل الإعلام المختلفة بعد مباراتهم مع منتخبنا السعودي وادعائهم ان المدرب طلب منهم عدم مهاجمة المنتخب السعودي وراءه ما وراءه من سوء نية مبيتة!!! قد لا يكون الأخضر السعودي هو المقصود بهذا الفعل، لكن أياً كانت الدوافع فهي مرفوضة تماماً في مجتمعنا الخليجي. عموما لكل من روجوا حكاية المؤامرة هذا رد مدرب منتخب العراق كما ورد في إحدى الصحف هذا نصه: (لا أحد يصدق ما قاله بعض اللاعبين على الهواء مباشرة عبر الفضائيات وهذه كارثة كروية نسمعها لأول مرة في تاريخ بطولتنا صاحبة التقاليد العريقة فلا نقبل بأن يخرج علينا البعض لتشويه الصورة الجميلة التي نعرفها عن دورات الخليج، أقول لكم أوقفوا هذا النزيف يا أبناء الرافدين، فحرام عليكم وكفاية ما يعانيه الرياضيون هناك من تهديدات وخطف وقتل وجرائم لا يقبلها العقل فأنتم في غنى عن مصائب رياضية أخرى، ويكفي ما يحدث ونرفض التشويش).. ربما هذا الرد يوضح ويثبت أن الأمر يحتاج إلى بحث وتقصٍّ.. لماذا خرج هؤلاء الثلاثة وقالوا ما قالوه؟ ما هي دوافعهم؟ يجب على الاتحاد العراقي لكرة القدم فتح تحقيق مع اللاعبين والمدرب؛ فهذا كلام خطير يسيء للكرة العراقية. * نسوا هؤلاء الذين يسعون لترسيخ وترويج مثل هذه العبارات أن المنتخب السعودي صاحب الانجازات الأبرز على المستوى الآسيوي ولا يوجد منتخب من منتخبات المنطقة له ولو جزء بسيط من تلك الإنجازات. إذن المؤامرات نحن فاشلون فيها ولا نجيدها ولو كنا نجيدها لما أصبحت إنجازاتنا العالمية على كل لسان واسألوا العقلاء. * منذ أن بدأت دورة الخليج وهناك من يحاول بث سموم الفرقة بين أبناء الخليج والغريب أن هناك من يساعد مثل هؤلاء على إنجاح مساعيهم أنا لا أشك أن هناك أشخاصاً يسعون وبكل السبل من أجل إلغاء هذه البطولة الغالية على كل ابن من أبناء الخليج انظروا للشوارع في وقت إقامة دورات الخليج ستجدونها خالية؛ فالكبير قبل الصغير أمام شاشة التلفاز يتابع ويستمتع بمنتخباتنا الخليجية. بطولة الخليج فكرة رائدة يجب أن تتضافر الجهود من أجل استمرارها وتطويرها، بطولة الخليج ثروة من ثروات الخليج المحافظة على استمراريتها أمر في غاية الأهمية. منتخبنا خسر الكأس وكسب النجوم * بعد هزيمة المنتخب في دور الأربعة من المنتخب الإماراتي بدأت في التنقل بين القنوات الرياضية الناقلة للمباراة وشهدت العجب العجاب من بعض المحللين، وأخص السعوديين منهم، هناك من كان نقده الفني بناء وفي محله وهناك من تشعر في حديثه وكأنه ينتظر خسارة المنتخب حتى يفرغ ما بداخله؛ فبعد أن أطلق حكم المباراة صافرته انطلق هو بلسانه يرمي بالاتهامات وأسباب الخسارة على نجوم الاخضر نجوم المستقبل الذين سيحملون لواء الكرة السعودية في المحافل الآسيوية والعالمية القادمة تبا للأنانية وتبا للحقد. *نعم، خسرنا وخرجنا من هذه البطولة بلا كأس، لكن هذا لا يجعلنا نقسو على نجوم الأخضر الذين أعتبرهم ومن وجهة نظري جميعهم وبلا استثناء كانوا نجوم الدورة، لم يتفوق المنتخب الاماراتي علينا لأنه كان الأفضل فلو لُعبت هذه المباراة خارج الإمارات لما أفلحوا بالفوز على منتخبنا، الإمارات فاز بسبب الأرض والجمهور ومن يعد لشريط المباراة فسيجد أن المنتخب السعودي فنيا كان هو الأقرب لهز الشباك، وهذا ما أكده الكابتن الكبير محمد عبدالجواد في تحليله المميز الذي اتسم بالعقل والهدوء عكس البقية ممن يفضلون الصراخ وكثرة الكلام وتوزيع الاتهامات في كل الاتجاهات، ونسوا أن في عالم كرة القدم يجب أن تقبل الخسارة حتى تستطيع أن تنتصر.