اسدل الستار على دورة الخليج ال18، التي استضافتها الامارات، وكشفت عن بطل جديد وهو المنتخب الاماراتي الذي انضم إلى سجل الفائزين إلى جانب منتخبات الكويت 9مراتوالعراق 3مرات والسعودية 3 مراتوقطرمرتان. ينظر أبناء دول الخليج العربي إلى دورتهم، على أنها السبب الأول في إيصال كرة المنطقة إلى هذا المستوى الممتاز قارياً وعربياً، وعن طريقها بلغت أربعة منتخبات بطولة كأس العالم، البداية بالكويت في إسبانيا 1982، ثم العراق في المكسيك 1986، ثم تبعتهما الإمارات في ايطاليا 1990، ثم تسلمت الراية السعودية لأربع مرات متتالية أعوام 1994 و1998 و2002 و2006. وهي أسهمت في تقديم أكثر من نجم وأكثر من مدرب، وأسهمت في إنشاء البنى التحتية للدول، واقترنت إقامة الدولة لها بافتتاح إستاد جديد لكل بطولة، فملعب الأمير فيصل بن فهد الملز سابقاً، تم انشاؤه لاستضافة"خليجي2"، واستاد خليفة استضاف"خليجي 4"وملعب الشيخ زايد استضاف أول مرة"خليجي 6"ثم"خليجي 12"، واستاد الملك فهد في الرياض احتضن فعاليات"خليجي 9"، وأخيراً"خليجي 18". حقوق النقل ينتظر المراقبون المحليون وغيرهم من الرياضيين الذين يعرفون دورات الخليج وتأثيرها في الإعلام والحركة الرياضية، موعدها على أحر من الجمر، تتبارى القنوات التلفزيونية الفضائية للفوز بحقوق النقل التلفزيوني، وفي"خليجي18"نجحت القناة المحلية تلفزيون دبي في شراء الحقوق، وبدأت تسويقها على بقية تلفزيونات المنطقة، حول هذه النقطة تحديداً ثار جدل واسع حول بيع حقوق هذه الدورة، فالكثير ومنهم عميد الرياضيين الخليجيين الشيخ عيسى بن راشد لا يحبذ بيع الحقوق وإعطائها لتلفزيونات دول المنطقة لنقل المباريات أرضياً، لكن المنظمين يرون أن من حقهم بيع الحقوق لتغطية مبالغ الشراء، وحاولت"دبي الفضائية"أن تستأثر بمفردها بالنقل، لكن الضغوط الواسعة أجبرتها على بيع النقل بمبالغ عدها الجميع مرتفعة، ويقول بعض مديري القنوات أن رئيس قناة دبي أحمد الشيخ لم يرد على كل الاتصالات الهاتفية للتفاوض معه لشراء الحقوق، وبقي حتى قبل اليوم الأخير الذي سبق افتتاح الدورة ليفرض السعر الذي يريده، واشترت القناة السعودية الرياضية الحقوق بسبعة ملايين ريال، ومثلها فعلت قناة الكأس القطرية، واعتبر رئيس اللجنة الإعلامية محمد المحمود، أن الموافقة المتأخرة أوقعت لجنته في حرج شديد جراء الطلب الكبير على البطاقات الخاصة بالإعلاميين، وهو ما رفع العدد إلى 1575 إعلامياً في ظاهرة لم تحدث من قبل. "السوبر"و"دبي" بالفعل كانت البطولة إعلامية بامتياز، فالإثارة بلغت منتهاها، البداية جاءت بالحديث عن وجود الصحف الإماراتية في المراكز الإعلامية، فالكل يرى أن من حقه الحضور وسط هذه الكثافة الإعلامية، ومجلة السوبر ترى أنه لا يحق لهم ذلك بسبب شرائها حقوق الوجود وأنها دفعت في مقابل ذلك مبلغاً للشركة التي اشترت حقوق البيع والشراء للبطولة يجعل وجودها حصرياً، وعندما كثر اللغط حول هذا الموضوع سمحت"السوبر"لشقيقتها"الاتحاد"بالوجود بحكم انتماء الاثنتين إلى دار نشر واحدة، لكن ذلك لم يرق لآخرين، ودخلت على الخط قناة دبي الفضائية وتحديداً في برنامجها في"المنطقة 18"الذي يقدمه يعقوب السعدي الذي استضاف مدير تحرير السوبر أسامة الشيخ في حلقة عاصفة، تأسف الشيخ على الظهور فيها، معتبراً أن اقتطاع وقت كبير لمناقشة موضوع غير مهم لم يكن ذا فائدة للمشاهدين، وختم السعدي البرنامج بمخالفته الشيخ واعتبر وجود الصحف أمراً ضرورياً ولو في ممرات الفنادق، لكن الشيخ رد عليه في النشرة اليومية التي تصدرها"السوبر"برد قاس للغاية اعتبره لا يليق بوجود الصحف إلى جانب نفاضات السجاير وفي الممرات، وغمز الشيخ من أن السعدي كان مقبولاً عندما أتى من عمان، لكن يعقوب أعلن في اليوم التالي انه يفخر بأصله وبجنسيته الحالية الإماراتية. ولم يفوت السعدي الفرصة في برنامجه المسائي وأغلظ على الشيخ، إلى أن رد رئيس اللجنة الإعلامية بالفصل في هذا الموضوع وتم السماح لدخول الصحف، لكن الشيخ رد على المحمود من خلال بيان قال فيه إن"السوبر"هي التي سمحت وأنه سيقاضي الشركة الراعية. حمى البدايات الكل يتحدث عن المنتخب المضيف وما سيفعله أمام عمان، خصوصاً أن الفوز كان للأخير في آخر ثلاث مباريات، بعد افتتاح لم يستمر سوى 26 دقيقة، لعب أصحاب الضيافة المباراة الافتتاحية، وفجأة وقبل مرور نصف ساعة يشهر الحكم السعودي خليل جلال البطاقة الحمراء في وجه لاعب وسط الإمارات هلال سعيد بعد مخاشنته فوزي بشير، انتهت المباراة بفوز عماني 2-1، لكنها لم تنته على أعمدة الصحف من الغد، واعتبرت الصحف أن جلال هزم الفريق الإماراتي، مع أن مدرب المنتخب الإماراتي الفرنسي عبدالكريم ميتسو لم يشر إلى الحكم من بعيد أو قريب. ووقف كل المحللين التحكيميين من أمثال فاروق بوظو وجمال الغندور وعلي أبو جسيم وجاسم مندي إلى جانب جلال ووصفوا قراراته بالناجحة. لكن تحليلات وانتقادات وسائل الإعلام الإماراتية لم ترسخ في الذاكرة باعتبارها أمراً معتاداً عليه، لكن الطامة جاءت عن طريق رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال الذي تهجم على الحكم السعودي وقال مقولته المشهورة:"ليذهب خليل جلال ويبيع الفجل في سوق بيشة"، وهو ما جعل السعوديين يناصرون ابن جلدتهم، ما ألزم السركال أن يقدم الاعتذار لهم، وأثرت هذه الحملة الإماراتية في جلال الذي طلب مغادرة أبوظبي وعاد إلى بلده. السعودية تفوز وبريغل يطير بعد تعادل الكويت مع اليمن 1-1 وما واكبه من تعليقات حول ظهور"بعبع الخليج"المنتخب الخليجي بمظهر لا يتماشى مع السمعة الني نالها"الأزرق"طوال دورات الخليج، تلقى حامل اللقب وصاحب ذهبية دورة الألعاب الآسيوية المنتخب القطري خسارة من العراق صفر-1، بدأ الجميع ينتظر المنتخب المونديالي الفريق السعودي، ومن المفارقات أن السعودية لعبت أولى مبارياتها أمام المنتخب"العقدة"الفريق البحريني، لكن السعوديين تجاوزا المباراة بصعوبة 2-1 وطرد الحكم مدافعي البحرين سيد محمد عدنان ومحمد حسين. الخسارة البحرينية ألقت بظلالها على دواخل المعسكر"الأحمر"، فجاء التغيير سريعاً وأطيح برأس المدرب الألماني هانز بيتر بريغل، وبعد تضارب في المعلومات حول من الذي طلب الاعفاء هل هو المدرب نفسه أم أن الاتحاد هو من ألغى عقده، جاءت الحقيقة على لسان رئيس الاتحاد البحريني، الذي أكد أن المدرب لم يكن على وفاق مع اللاعبين، وأنه طلب الاستقالة قبل دورة الخليج ثلاث مرات، لكن ظروف الفريق وقرب الدورة حالا من دون تلبية طلبه. توقع الجميع أن تكون الضحية الثانية مدرب السعودية البرازيلي ماركوس باكيتا بعد فشله، على حد قول السعوديين أنفسهم أنه مدرب لا يجيد قراءة المباريات، خصوصاً أن البديل متوافر بوجود المدرب ناصر الجوهر، وفي أسوأ التقديرات كان هناك عميد في أبو ظبي المدربين السعوديين خليل الزياني والمدرب محمد الخراشي، والأخير هو أول مدرب يحقق مع السعودية كأس الخليج وتحديداً في عام 1994 في الامارات على وجه الخصوص، لكن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد أكد أنه لا نية لدى اتحاده على إعفاء باكيتا، وأنه محل ثقة الاتحاد، لكنه لم ينف عدم اقتناعه بتعامل المدرب مع المباراة، خصوصاً في مسألة التغييرات. الجولة الثانية بعد الجولة الأولى بدأت الترشيحات، العمانيون قدموا أنفسهم بأفضل صورة وكذلك العراقيون والسعوديون، القطريون فشلوا بلاعبهم الأوروغوياني سيبستيان سوريا الذي سلب كل الأضواء، الإمارات بدأت لتبديل صورة البداية، والمحفزات أمامها كثيرة لتجاوز اليمن وبالفعل نجحت، و"الأزرق"يبحث عن الفوز على عمان ويفشل، والعمانيون أول الواصلين إلى الدور الثاني بفوزين متتاليين، السعودية تتعثر بالتعادل مع قطر المنقوص منه لاعب والبحرين تفرمل العراق، والصدارة خضراء بفارق الأهداف عن العراق. تفاعلت وسائل الإعلام الاماراتية مع فوز"الأبيض"، وفي المقابل صبت وسائل الإعلام الكويتية جام غضبها على منتخبها، ولم يجد عدنان السيد في صحيفة"الوطن"بداً من إثارة استغرابه من تعادل فريقه مع اليمن، واصفاً التعادل ثم الخسارة من عمان بأقذع الأوصاف. الاعلاميون يحملون مدربهم من جديد التفريط في الفوز على قطر بتغييراته غير المنطقية، وإعلاميو عمان راضون كل الرضا عن منتخبهم. "خليجي 20" في كل مرة تبحث وسائل الاعلام عن موضوع لتناقشه بإثارة بالغة، فبعد أن هدأت مسألة الصحف بدأ الحديث يعلو عن الدولة التي ستنظم"خليجي 20"، خصوصاً أن عمان أوكل إليها من قبل تنظيم"خليجي 19"، واليمنيون يرون أنهم الأحق، والعراقيون يقولون إن الدور عليهم، وعقد رؤساء الاتحادات اجتماعاً، وقطعوا الطريق على كل الاجتهادات، فأسندوا المهمة لليمن وبعدها العراق، واقترح الأمير سلطان بن فهد إلغاء الألعاب المصاحبة، وايجاد بطولة تحت 21 عاماً. خروج مرير تعاملت وسائل الاعلام الاماراتية مع مباراة السعودية والامارات من باب ان الفوز على السعوديين سيقربهم من الكأس، فالسعوديون هم العقبة الكأداء. فازت عمان على البحرين 1- صفر، وهي نتيجة متوقعة، والأعين توجهت نحو نادي الجزيرة، سيطرة سعودية مطلقة، والاماراتيون متراجعون إلى مناطقهم، 89 دقيقة مرت من دون أهداف، الكل بدأ يهمس عن الأشواط الإضافية، لكن مطر سجل هدفاً قاتلاً، وغادر السعوديون، والصحافة الاماراتية تعنون"مطر"يروي"الأخضر"السعودي. عاد الحديث عن باكيتا وفشله في قراءة المباريات، والأمير سلطان يؤكد أن المناقشة مع المدرب ستكون بعقلانية. والنهائي يجمع بين الاماراتوعمان، واللافت أن الترشيحات كانت تقف إلى جانب فرق المجموعة الثانية، التي ضمت السعودية والعراقوقطروالبحرين، ليلعب منها فريقان على النهائي أو منتخب واحد على الأقل، لكن كرة القدم لا تعترف بالترشيحات القبلية، فجاء النهائي مغايراً لكل التوقعات وصعد فريقان من المجموعة الأولى، والنهائي سيكون مثل الافتتاح، فالفريقان اللذان افتتحا البطولة هما اللذان سيختتمانها. الدبل بعد فوز إماراتي على السعودية، فاجأ السعوديون الجميع بنشر خبر وفاة عضو الوفد الرسمي عبدالله الدبل في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت، غطت وفاة رئيس لجنة المسابقات على كل الأخبار، وتضامن الإماراتيون مع هذا الحدث وقللوا من أفراحهم، ونعى الأمير سلطان بن فهد الراحل بثناء بالغ وتأثر شديد، ووافقه كل من عرف سيرة الراحل. ونقل جثمان الدبل إلى الدمام، ووري الثرى هناك. وقدم الإماراتيون علاوة على كرمهم الملاحظ لفتة إنسانية بامتياز تصب في خانة التنافس الشريف، عندما أطلقوا اسم الدبل على جائزة اللعب النظيف. نهائي... مطر أثبت مهاجم الإمارات اسماعيل مطر أنه لاعب من طراز فريد، فهو حسم ثلاث مباريات لفريقه، أمام الكويت ثم السعودية وأخيراً عمان في النهائي، سجل مطر الهدف الوحيد وأروى الأرض الإماراتية التي بقيت جرداء طوال 34 عاماً لم تنل فيها الامارات أي لقب خليجي. وحصد مطر الأخضر واليابس، ففاز بجائزة الهداف بتسجيله خمسة أهداف، وفاز ايضاً بكأس أفضل لاعب. وتبقى لعمان الانتظار عامين آخرين للمنافسة على اللقب لعلها تدركه، بعد أن فاتها مرتين في الدوحةوأبوظبي، على أمل أن تلعب الأرض مع أصحابها عندما تقام الدورة في مسقط. منتخب خليجي برز عدد من النجوم الخليجيين، واتفق معظم النقاد على النجوم الآتية اسماؤهم ليكونوا أفضل منتخب خليجي وهم: في حراسة المرمى: العماني علي الحبسي والقطري محمد صقر. في الدفاع: عادل عبدالعزيز وبشير سالم الامارات وحمد المنتشري وحسن معاذ السعودية وخليفة عايل وحسن مظفر عمان. في الوسط: عبده عطيف السعودية ومحمد سالمين البحرين وفوزي بشير عمان وهلال سعيد الامارات وصالح سدير العراق وحسين محمدي قطر، ومحمد جراغ الكويت. في الهجوم: ياسر القحطاني ومالك معاذ السعودية واسماعيل مطر الامارات وعماد الحوسني عمان وهوار ملا محمد العراق. مؤامرة التعادل! في أجواء المؤامرات تجد وسائل الإعلام جواً لخلق الإشاعات والأخبار المغلوطة، عمان ضمنت التأهل عن المجموعة الأولى والامارات مؤهلة بشكل أفضل من الكويت واليمن، فازت عمان على اليمن فحققت 9 من 9، والامارات فازت على الكويت في مباراة كان نجمها مهاجم الامارات اسماعيل مطر، فجاءت التوقعات مطابقة للواقع. في المجموعة"الحديدية"الترشيحات إلى جانب السعودية والعراق، والتعادل يكفي الفريقين لبلوغ الدور الثاني، الكل يتساءل عن اتفاق يمكن أن يتم بين السعوديين والعراقيين لإخراج قطروالبحرين، والأمير سلطان بن فهد يستبعد وباكيتا يسخر، القطريون يواجهون البحرين وأعين اللاعبين في ملعب الشيخ محمد بن زايد في نادي الجزيرة وقلوبهم في ملعب آل نهيان في نادي الوحدة حيث تقام مباراة السعودية والعراق. بداية موفقة من السعوديين، فياسر سجل هدفاً من ركلة جزاء وطرد مدافع عراقي، والوضع في ملعب الجزيرة يسير وفق ما يتمناه العراقيون، فقطر تقدمت ثم عادلت البحرين 1-1 وانتهى الشوط الأول على فوز سعودي وتعادل قطري - بحريني، وسارت الأمور بتأهل السعودية والعراق إلى الدقيقة الأخيرة من مباراة البحرينوقطر، عندما أجهز مهاجم البحرين على الآمال العراقية بتسجيله هدفاً أبعد العراق عن الترشح وأدخل بلاده. إلى هنا والأمور مقبولة وتنفي وجود مؤامرة، لكن المساء حمل تصريحات للاعبين عراقيين أكدوا أن مدربهم طلب منهم عدم استفزاز السعوديين واللعب من أجل التعادل، ولم تصدق قناتا"الكأس"و"دبي الفضائية"هذه التصريحات فافتعلتا قضية المؤامرة، ورئيس الاتحاد العراقي حسين سعيد ينفي والمدرب أكرم سلمان يبرئ ساحته، ولا ينفي أنه طلب من لاعبيه اللعب من أجل التعادل، حتى يتجنب مقابلة أصحاب الأرض في الدور الثاني. لكن"دبي"و"الكأس"ظلتا تؤكدان وجود المؤامرة على رغم غياب أطرافها، فكيف تكون مؤامرة والسعوديون يهزمون العراق ويخرجونه من البطولة؟